سيدة عجوز تستغل إعاقتها لكسب تعاطف الناس تحدثنا إلي عدد من خبراء علم النفس والاجتماع من أجل وضع روشتة علاج لظاهرة التسول التي باتت تنهش في سمعة مصر وأصبحت وباء جديدا ينتشر بسرعة البرق في شوارعنا وحتي يعود المنظر الحضاري الذي تبعثر وفقد هويته بسبب سلبيات هؤلاء الذين ينقلون صورة سيئة عن بلادنا لكل الوفود الزائرة لمصر. د. رحاب العوضي أستاذ علم النفس السلوكي أكدت أن ظاهرة التسول انتشرت في السنوات الأخيرة بشكل كبير بسبب انتشار الفقر والعشوائيات كما أنها أصبحت مهنة يعمل بها أعداد غفيرة ولو نظرنا للبيئة المحيطة بهؤلاء نجدها السبب الرئيسي في بناء شخصية المتسول الذي يتحول مع الأيام لبلطجي ونصاب وغيرهما من الصفات السيئة التي تعبر عن سلوكيات هؤلاء وأصبحت تؤثر علي سمعة مصر ولكن للأسف الموضوع معقد للغاية، كيف نطالب من أطفال وجدوا أنفسهم في الشارع أن يكونوا قدوة، مؤسسات الدولة عليها دور كبير وما يتم من مبادرات من أجل احتضان أطفال الشوارع والمتسولين ليست سوي كلام علي ورق ولا ترتقي لأهمية الظاهرة.. نحن في حاجة شديدة لمشروع قومي ضخم يعمل علي تلك الظاهرة لأننا للأسف نتحدث كثيرا ونعرف الحل ولكننا جميعا نخشي الاقتراب منه.. ظاهرة التسول من الممكن القضاء عليها بشكل حقيقي ولكن من خلال خطوات وخطط ممنهجة وفي مقدمتها تنظيم حملات توعية علي نطاق واسع يشمل كل المحافظات لأن التسول بدأ من خلال الهجرة الداخلية والوفود التي تأتي للقاهرة بحثا عن العمل وعندما تيأس من تحقيق أغراضها تتجه للتسول فهي المهنة الأكثر ربحا والأقل مجهودا، ونسعي من خلال تلك الحملات لتوجيه الأسر المصرية لعدم مساعدة هؤلاء حتي يبحثوا عن بديل للتسول وهو العمل من أجل جني الأرباح، والأمر الثاني يتعلق باحتضان أطفال الشوارع لأنهم القوة الضاربة التي يتم استغلالها في عملية التسول وذلك عن طريق خلق دور رعاية جديدة تتعامل معهم بشكل علمي وليس بعشوائية لأن هؤلاء يعانون من مشاكل نفسية كثيرة وهنا لابد من فرض رقابة قوية علي دور الرعاية حتي تقدم دورها بشكل صحيح وفي هذه الحالة سنخلق منهم عناصر إيجابية تحقق النفع للمجتمع، الأمر الأخير يتعلق بالشخصية المصرية التي يجب أن تعي جيدا أن مساعدة هؤلاء يعود بالضرر علي المجتمع ومن الأفضل عدم التكاسل عن إخراج الزكاة للجهات المختصة وتقديمها لهؤلاء بحجة أنهم لا يملكون شيئا ويعيشون حياة مؤلمة ولو حدث هذا فستنتهي ظاهرة التسول لأنها قائمة علي تعاطف الناس. وأكد د. مصطفي رياض أستاذ علم الاجتماع : أن ظاهرة التسول تحتاج لحل جذري وليس لمجموعة من المسكنات الوهمية لأن الأمر أصبح يزداد بشكل ملحوظ، الجميع يبحث عن حلول مثل احتواء هؤلاء ومحاولة علاجهم نفسيا فقط ولكن حقيقة الأمر مختلفة لأننا في حاجة شديدة لبدء العلاج من أسباب انتشار الظاهرة والذي يكمن في التفكك الأسري الذي أدي لتشرد الأطفال وبالتالي سقوطهم في شباك مافيا التسول وتحولوا تدريجيا من أطفال صغار لشباب لا نفع منهم وهنا يأتي دور الأزهر الشريف والكنيسة في تجديد الخطاب الديني لأن للأسف ما يحدث من تفكك أسري يقف خلفه غياب الرسائل الدينية وهكذا فكرة التعليم لو أردنا أن نصنع من هؤلاء الأطفال عناصر نافعة لابد من توفير مناخ تعليمي جيد لأن هذا سوف يساعد كثيرا علي بناء أفكارهم بشكل سليم وبالتالي تصبح اختياراتهم في الحياة مبنية علي أساس علمي وليس بالهوي والفهلوة، كما أن الإعلام يقع علي عاتقه دور كبير خلال هذه السنوات لأننا بحاجة شديدة لمناقشة الأزمة من كل جوانبها والوقوف إلي جوار هؤلاء الأطفال من أجل انتشالهم من الغرق في بحار التسول وهذا واجب وطني، للأسف لو نظرنا حتي للدراما التليفزيونية هذه الأيام فسنجد أنها لا تقدم سوي بلطجة وعنف وسلوكيات كلها تدفع الأجيال للانحراف عن الطريق السليم، كما أطالب بتبني حملات من أجل توفير فرص عمل حقيقية لهؤلاء، لأن البطالة ورفض المجتمع لهم كانت وراء دخولهم هذا العالم ولا أقصد هنا بتلك الحملات التي يقتصر دورها علي الشو الإعلامي نحن نحتاج لمؤسسات تعمل بشكل حقيقي علي أرض الواقع لو أردنا القضاء علي ظاهرة التسول وحماية الآلاف من الأطفال والشباب والكبار الذين سقطوا وتحولوا بفعل فاعل لعناصر تهدم المجتمع وتنهش في سمعته علي مدي السنوات.. الأمر يحتاج سرعة التحرك من كل مؤسسات الدولة حتي لا تتضاعف الأعداد ونندم علي ما حدث لأن وقتها لن ينفع الندم. د.جمال فرويز استشاري الطب النفسي بالأكاديمية الدولية قال : التسول بات قنبلة موقوتة في قلب القاهرة، المتسول يعاني من اضطرابات في الشخصية تصل حد المرض النفسي والمشكلة أصبحت تحتاج لتدخل من الدولة من خلال حلول أمنية رادعة عن طريق إيداع هؤلاء في دور رعاية خارج حدود العاصمة وتوفير فرص عمل لهم في مناطق صحراوية حتي لا يجدوا سوي العمل من أجل كسب الرزق لأن كل هؤلاء سواء أطفالا أو شبابا أو كبارا يعانون مرض جمع المال وفقط والدليل أن معظم من يموت منهم يترك ميراث ملايين من الجنيهات وهذا يدل علي كلامي وفي عام 2007 كان هناك اتجاه لوضع هؤلاء في المدارس وتم عرض الأمر عليّ ولكنني رفضت بشكل قاطع لأنني أؤمن أن المتسول يعاني أمراضا نفسية يجب علاجه أولا وهذا يكمن في الاهتمام بهم ولكن بعيدا عن سوق عملهم ولدي قناعة كاملة بأن المتسول المصري ليس فقيرا، نعم لدينا مشاكل اقتصادية ولكن معظم هؤلاء يقومون بالتسول من أجل تعاطي المخدرات ويجب علاجهم أولا لو أردنا حل المشكلة.