سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعدما وضع الأبحاث العلمية تحت مظلة القانون التجارب السريرية نهاية بيزنس المتاجرة بأجساد المرضي «الأخبار» داخل أول مركز معتمد للبحوث الإكلينيكية في وزارة الصحة
عينات المرضي داخل معامل التحاليل المعهد القومي للكبد قاهر »فيروس سي» تجارب »السوفالدي» نجحت بنسبة 99% و»لجنة الأخلاقيات» تراقب الأبحاث الجديدة »التجارب السريرية» مصطلح ربما يسمعه الشعب المصري لأول مرة من خلال وسائل الإعلام عقب إصدار مجلس النواب قانون تنظيم البحوث الطبية الإكلينيكية، إلا أن حقيقة الأمر، كشفت أن تلك التجارب كانت تمارس في الخفاء دون تنظيم أو توفير غطاء لحماية المرضي وهو ما كان يجعل المصريين فئران تجارب للشركات الطبية والدوائية من خلال بيزنس سري مع بعض الأطباء، إلا أن القانون الجديد وضع ضوابط أخلاقية ومهنية وعقوبات رادعة لتنظيم التجارب السريرية وحماية المريض،وقد تصل العقوبات علي المخالفين للسجن المشدد وغرامة مليون جنيه. تجارب إكلينيكية ناجحة خرجت من مركز أبحاثه، والعديد من الأدوية المهمة التي ساهمت في إنقاذ حياة المصريين وقهرت أمراضا خطيرة مثل »فيروس سي» تم دراستها داخل معامله وبأيدي أطبائه، ليخرج دواء محلي إلي النور ينافس المنتجات العالمية، أنه المعهد القومي لابحاث الامراض المتوطنه والكبد، الذي قامت »الأخبار» بزيارته وتعد وحدة أبحاثه هي الأولي التي تسجل وتعتمد في وزارة الصحة وفقاً لشروط صعبة تراعي المعايير الدولية، وخرج من أروقتها تجارب مهمة، أبرزها تجارب أدوية فيروس c مثل السوفالدي وكيوريفو والأوليسيو وغيرها من الأبحاث المهمة في مجال أمراض الكبد. استقبلتنا د. سهير شومان رئيس مركز الأبحاث بالمعهد القومي للكبد، وعضو لجنة الاخلاقيات بالمعهد لشرح المراحل التي تمر بها البحوث الطبية الإكلينيكية وحتي خروجها إلي النور، وأكدت أن القانون الجديد هدفة تنظيم عملية البحوث الإكلينيكية فقط وليس لها علاقة بالابحاث الطبية العادية أو رسائل الماجيستر والدكتوراه، وأشارت إلي أن أهم ما يتضمنه القانون الجديد هو حماية المبحوثين وهم المرضي والمواطنون التي يجري التجارب عليهم، التي بنص القانون يجب أخذ موافقته علي البحث وعمل وثيقة تأمين له، كما نص القانون علي عدم سفر العينات إلي الخارج إلي عن طريق الجهات المختصة ومن يخالف ذلك توقع عليه عقوبات كبيرة قد تصل إلي الحبس. وأضافت أن القانون الجديد الزم المراكز البحثية بالعديد من الاشتراطات منها المكان والتجهيزات التي يتم توافرها، دور المريض في البحث وحمايته والتأمين عليه، والهيكل الطبي والإداري للمراكز وغيرها من الاشتراطات الحازمة من أجل اعتماد المركز في وزارة الصحة، وأشارت إلي أن مركز ابحاث معهد الكبد يعد أول مركز يسجل ويعتمد في وزارة الصحة واجري فيه العديد من الأبحاث خاصة أدوية فيروس » مثل السوفالدي وكيوريفو والأوليسيو التي تخطت نسبة نتائجها 99% وأجريت علي 100 مريض في المرحلتين الثالثة والرابعة. وقامت »الاخبار» بجولة داخل مركز الأبحاث للتعرف بشكل عملي علي المراحل التي تمر بها البحوث الإكلينيكية المعروف ب »التجارب السريرية» وفقاً للاشتراطات التي وضعها القانون، والتي تبدأ من المكتب الإداري وهو مخصص لرئيس المركز الذي يستقبل فيه الأطباء والباحثين ومندوبي الشركات المحلية والدولية، لتقديم بروتكول البحث الذي تتم دراسته من خلال لجنة أخلاقيات البحث العلمي التي تراجع البحث مهنياً وعلمياً وأخلاقياً،لضمان مراعاة كل الاشتراطات الخاصة بالتجربة والرقابة عليها. بعد الموافقة علي البحث تبدأ المرحلة الثانية داخل قاعة محاضرات مصغرة،نصت عليها الاشتراطات، وذلك من اجل عقد اجتماعات بين الباحثين والأطباء وممثلي الشركات الراعية لشرح كل تفاصيل البحث وطريقة العمل والخطة الموضوعة، ثم تأتي المرحلة التي تليها من خلال غرفة »العيادة» التي يتم فيها مقابلة الأطباء المشاركين في البحث مع المبحوثين والمرضي الذين وافقوا علي اجراء البحث عليهم، ويتم خلال المقابلة شرح كل تفاصيل البحث والاتفاق علي مواعيد الزيارات وأخذ العينات وصرف العلاج، كما يتم صرف بدل انتقال فقط لبعض المرض ولا يحصل المريض علي أجر مقابل خدمته العلمية ولكن يلزم القانون الباحثين التأمين علي المريض واستكمال علاجه حتي بعد انتهاء البحث أو علاج الأعراض الجانبية اذا ظهرت عليه نتيجة للبحث. وتبدأ بعد ذلك مراحل أخذ العينات من خلال المعامل واجراء البحوث عليها وصرف الأدوية من خلال الصيدلية الموجودة داخل المركز التي تحتوي علي ثلاجات لحفظ الأدوية الخاصة بالابحاث، كما يحتوي المركز علي أرشيف يضم كل ملفات المرضي إلكترونياً وورقياً »هارد كوبي» تضم كافة بيانات المريض وتطورات علاجه حتي ظهور النتائج. من جانبه، أكد د. أمين عبد الباقي،رئيس لجنة الأخلاقيات بالمعهد، أن دور اللجنة الرقابة علي البحث الطبي المقدم للمركز البحثي، ومتابعة الأبحاث ومعرفة طبيعتها وسؤال المرضي ومعرفة هل اجراءات البحث تتم بصورة صحيحة من عدمه. وأوضح انه لم يتم رصد اي شكاوي اثناء اجراء البحوث في مركز الابحاث بالمعهد سوي احد المرضي من مدينة طنطا اصيب بأعراض جانبية نتيجة خضوعه لبحث وتمت متابعة ذلك وفحص الشكوي وبعدها اتخذت اللجنة قرارا بإيقاف البحث