بني سويف - حمدي علي: يتسابق الجنود والضباط للخروج في مهام للدفاع عن الوطن والثأر لزملائهم الذين سبقوهم للشهادة البطل الرائد أحمد محمد عبده اسماعيل ابن بني سويف أسطورة من طراز فريد تستحق منا الوقوف لها احتراما كلما ذكرناها، قدم تضحيات سجلها التاريخ بأحرف من ذهب ليبقي معها اسمه خالدا وتبقي معه رسالة العطاء لما بذله من روحه ودمه في سبيل الوطن. الأخبار التقت بأسرة الشهيد الذي تجد صورته في كل أركان المنزل وزواياه كأنما هي سلوي لتعويض عن غيابه الجسدي تقول رشا محمد محمود عبد الرحيم ارملة الشهيد البطل أن أحمد تخرج في الكلية الحربية عام 2005 والتحق بسلاح الحرب الاليكترونية وعمل بالجيش الثالث الميداني ونقل إلي العريش لكنه اخفي علينا انه انتقل إلي هناك ولم نعلم إلا قبل استشهاده في 25 يناير 2014 بأيام قليلة عندما اشتري العاباً وهدايا لنجلينا عمر ومحمد مكتوباً عليه أسماء محلات تجارية في العريش فسألته ، فقال لي “ كنت انتظر بفارغ الصبر اداء واجبي الوطني في سيناء لأخذ الثأر من الارهابيين الذين يقومون بالعمليات الارهابية هناك ضد رجالنا من الجيش والشرطة واضاف قائلا لاتقلقي فانا بعملي في العريش افديكم من هؤلاء المرتزقة الذين لاينتمون الي اي دين سماوي .. وربت علي كتفي وقال استحمليني واستحملي ظروف الشغل، في حاجات ما ينفعش أتكلم فيها” ومنذ تلك اللحظة أصابني القلق والتوتر إلا أنه كان دائما ما يطمئننا عليه ويجري بنا اتصالات هاتفية بين الحين والآخر ليؤكد لنا أن الوضع آمن وألا نصدق الشائعات وان القوات المسلحة مسيطرة تماما علي سيناء إلي أن جاء في آخر إجازة له وظل طوال أيامها يزور المقابر و يجلس يحدثني عن الشهيد وكيف أن الله كرمه وانه يتمني الشهادة فأصابني الذعر من حديثه وطالبته بألا يكمل حديثه وقلت له “ حد يتمني الموت.. بعيد الشر، ودائما يردد “الشهادة عمرها ما كانت شر”، الشهادة شرف وكرم من عند ربنا”. وقبل استشهاده بيوم اجري بنا اتصالا هاتفيا و كان وقتئذ نجلنا عمر قد طلب منه أن يشتري له لعبة فقال لي “ قولي لعمر أني هاجيب له اللعبة اللي طالبها ولو مجبتهاش أبقي هاتيها انتي “ ثم أغلق الهاتف وعاود الاتصال بعدها بدقائق وأوصاني بالأولاد والدعاء له” وكأنه كان يشعر أنها ستكون آخر مكالمة بيننا.. وفي صباح اليوم التالي استيقظت علي اتصال من احد أصدقائه يخبرنا بنبأ استشهاده تاركا وصية مكتوباً فيه انه يتمني أن يؤدي والده ووالدته فريضة الحج وان يلتحق نجلاه بالكلية الحربية ويكملا مسيرته . ثم تتذكر زوجة الشهيد والدموع تنهمر من عينيها أن زوجها نجا من الموت ثلاث مرات كانت الأولي عندما كان في الإسماعيلية ونجا من حادث انقلاب سيارة والثانية عندما أصيب في حادث في السويس وفي العريش دخل في حقل ألغام ونجاه الله الا ان المرة الأخيرة قد اختاره الله واستطردت بعينين باكيتين “بدعي له في كل وقت وصورته لا تفارقني وأنا عارفة انه في الجنة بس الفراق صعب” اما الطفل عمر احمد الطالب بالصف الثالث الابتدائي نجل الشهيد فيقول “ بابا ما كنش بيقعد معانا كثير ، كان بيجي أجازة أسبوع واحد فقط ، و دلوقتي كل يوم معايا بكلم صورته وباخدها في حضني كل يوم قبل ما أنام. واضاف انا نفسي أطلع ضابط جيش واخدم في سيناء، واجيب حق بابا وفي النهاية طالبت زوجة الشهيد مديرية التربية و التعليم والمدرسة التجريبية التي أطلق المهندس شريف حبيب محافظ بني سويف اسم الشهيد عليها بالاهتمام باللافتات المكتوب عليها اسم الشهيد فأكثر من مرة تسقط اللافتات وتتلف وإدارة المدرسة لا تهتم كما طالبت مسئولي المحافظة بنظرة اهتمام لابناء الشهيد ودعوتهم في مناسبات تكريم الشهداء كنوع من التخفيف عنهم ولبث روح الطمأنينة والوطنية في قلوبهم.