أردوغان ونتنياهو.. إدارة المعارك الدبلوماسية بالحروب الاقتصادية تزامناً مع تصاعد التوتر علي حدود غزة مع إسرائيل، اشتعلت الحرب الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية بين أنقرة وتل أبيب، فما إن قررت تركيا طرد السفير الاسرائيلي، واتبعت ذلك بقرار استدعاء سفيرها لدي تل أبيب، تحركت المياه الإسرائيلية الراكدة ضد حكومة أردوغان، ووصلت حد التهديد بإقرار قانون، يقضي باعتراف إسرائيل بالإبادة الجماعية، التي ارتكبتها الدولة العثمانية ضد الأرمن، بالإضافة إلي تبني ودعم استقلال الأكراد في شمال سوريا. وفي حين رأي مراقبون في تل أبيب أن التصعيد التركي الأخير ضد إسرائيل، يهدف في المقام الأول إلي دغدغة مشاعر الناخبين، لاسيما في ظل المنافسة الشرسة، التي يخوضها أردوغان خلال الانتخابات المرتقبة علي مقعد الرئاسة، استخرجت إسرائيل ورقة خرق أنقرة لقرار مجلس الأمن الدولي، حينما أمدت إيران بمنظومات إليكترونية إسرائيلية الصنع بما يتعارض والحظر المفروض علي الدولة الفارسية. علي الأرض وجهت إسرائيل ضربة اقتصادية عنيفة للسياحة التركية، استهلتها بالتراجع الملحوظ في عدد الرحلات السياحية الاسرائيلية إلي تركيا، إضافة إلي تراجع مماثل في عدد الرحلات الجوية من ميناء بن جوريون في تل أبيب إلي نظيره في اسطنبول. وبخصوص شحنة المعدات الإليكترونية الاسرائيلية التي أمدت بها تركياإيران، كشف تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت أن الأممالمتحدة اعتزمت التحقيق حول الصفقة قبل وصولها إلي إيران عبر دولة خليجية، خاصة بعدما تبين أنها من انتاج شركة »elem Power »apacitors الاسرائيلية، لكن إسرائيل قدمت ما يؤكد تصدير الصفقة بالفعل لتركيا وليس لإيران، الأمر الذي ألقي علي حكومة أنقرة مسئولية خرق قرارات مجلس الأمن ضد طهران، واعتبار ما قامت به تركيا تحايلاً، كما أعربت الشركة الاسرائيلية عن استعدادها للتعاون الكامل مع جهات التحقيق في الأممالمتحدة. أما قضيتا الأرمن وأكراد شمال سوريا، فحولتهما إسرائيل إلي رأس حربة عنيفة ضد تركيا، لاسيما في ظل تردي العلاقات بين الدولتين، إذ أعلن أحد كوادر المعارضة في الكنيست أنه سيقدم مشروع قانون للاعتراف بالكارثة الأرمنية، وانضم إلي المبادرة عضو كنيست آخر من الائتلاف قائلا: »ما زال الوقت ملائما لتحقيق العدل. آن الأوان للاعتراف بشكل رسمي بالمجزرة الأرمنية». علي صعيد ذي صلة، غرد وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، جلعاد أردان، في حسابه علي تويتر، وقال: »آن الأوان للإعلان رسمياً عن دعم إسرائيل للحكم الذاتي الكردي في شمال سوريا، وليس الإعلان فقط بل يجب العمل من أجل حمايته، حتي إذا قررت أمريكا إيقاف نشاطاتها العسكرية في المنطقة الكردية». أما وزير التربية نفتالي بينيت، فغرد هو الآخر علي تويتر قائلاً: »توجهت إلي رئيس الكنيست طالبا الموافقة الإسرائيلية الرسمية بالإبادة الجماعية الأرمنية التي نفذتها تركيا. وطلبت من رئيس الحكومة أن يتطرق في جلسة المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشئون السياسية والأمنية إلي الاعتراف بحق الأقلية الكردية في سوريا إضافة إلي حقها بالعمل الذاتي». مطالبة وزراء الائتلاف للاسرائيليين بإلغاء رحلاتهم السياحية إلي تركيا، لاقت هي الأخري صدي واسعاً، واستشعرتها الشركات التركية بعد 24 ساعة من مغادرة السفيرين التركي والاسرائيلي، وتفيد لغة الأرقام التي نشرتها مجلة ذي ماركر العبرية، أن عدداً كبيراً من الإسرائيليين ألغوا حجوزاتهم علي شركة الطيران التركية »توركيش ايرلاينز»، وهي إحدي أكبر شركات الطيران، التي اعتاد الاسرائيليون علي استقلالها للانتقال من إسرائيل إلي ميناء اسطنبول، ومنه إلي مختلف دول العالم. أما الفنادق التركية الفارهة، التي تأهبت لاستقبال الآلاف من الاسرائيليين لقضاء عطلات الأجازة الصيفية وكذلك الاسبوعية، فاضطرت إلي تقليص أسعارها في محاولة بائسة لاجتذاب السائحين الاسرائيليين، خاصة بعد تراجع نسبة الحجوزات إلي 37.5%، وبلغت أسعار إقامة الليلة الواحدة في فندق 5 نجوم 38 شيكل.