بمجرد أن تدخل وأنت مصطحبا أطفالك الي مهرجان الشارقة القرائي للطفل ، سوف تجد نفسك بعد لحظات في عالم كله متعة، وسوف تنسحب هذه المتعة عليك انت شخصيا ، ولن تكون مقتصرة علي اطفالك، هنا في معرض أو مهرجان الشارقة كل شيء مصنوع ومجهز ومعد لتحبيب الأطفال في القراءة والإطلاع والتفكير، كل شيء يحفز علي استثارةالملكات الإبداعية ، هنا لن يقول أحد لطفلك: ممنوع اللمس، بل انهم يبذلون كل جهدهم لكي يلمس ويسمع ويري ويجرب ويستمتع ، ويخرج وهو أكثر حبا للإطلاع والقراءة والمعرفة بكل صورها وأشكالها ..عشرات ، بل مئات الفعاليات والأن شطة تستهدف تنمية مهارات التفكير الإبداعي لدي الصغار، ومعهم الأباء والأمهات، ستجد الأب يزاحم ابنه في التجريب والمحاولة .. انها متعة المعرفة والتجريب التي اذا اتيحت لشعب من الشعوب فهو يسير علي الطريق السليم . الشارقة تحتفظ لنفسها بخط ومشروع ثقافي مميز وسط بقية امارات ، وأصبح لديها معرض كتاب يأتي ضمنتتاهم ثلاثة معارض للكتاب علي مستوي العالم ، بالنسبة للمحترفين والعارضين ، نفس الأمر بالنسبة للمعرض أو المهرجان المخصص للأطفال ، وكتبهم الذي اختتم أنشطته يوم 28 أبريل. السر وراء التجربة المتميزة لإمارة الشارقة في عالم الثقافة وبناء الإنسان تكمن بالدرجة الأولي في شخص صاحب السمو حاكم الشارقة الذي يراهن علي إمكانية الثقافة في تغيير الحاضر ، والإطمئنان علي قوة وجودة المستقبل لأنه يراهن بالدرجة الأولي علي بناء البشر وليس الحجر. كما هي عادته حرص الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلي حاكم الشارقة، علي أن يفتتح بنفسه المهرجان في نسخته العاشرة، والذي تنظيمه هيئة الشارقة للكتاب، خلال الفترة من 18-28 أبريل الجاري، في مركز إكسبو الشارقة، تحت شعار »مستقبلك علي بُعد كتاب»، بمشاركة 134 دار نشر من 18 دولة عربية وأجنبية، وتتضمن هذا العام 2600 فعالية متنوعة. بمجرد دخولك أرض المهرجان يستوقفك معرض فريد ومتميز لرسوم كتب الطفل، الذي يشهد مشاركة 104 رسامين من 32 دولة، يعرضون 355 لوحة، تتصدرهم دولة الإمارات العربية المتحدة التي تشارك ب 12 رساماً، إضافة إلي 29 رساماً من الوطن العربي، و67 رساماً من بقية دول العالم، والتقي حاكم الشارقة عقب الإفتتاح عدداً من الرسامين، وقام بتكريم الفائزين بجوائز الدورة السابعة من معرض الشارقة لرسوم كتب الأطفال، حيث فازت بالجائزة الأولي الرسامة راسا جانسيا وسكيت من ليتوانيا، فيما نالت الجائزة الثانية الرسامة سي يانغ بارك من كوريا الجنوبية، وذهبت الجائزة الثالثة إلي الرسامة ماريانا ألكانتارا بيدرازا من المكسيك، أما الجوائز الثلاث التشجيعية فذهبت إلي الرسامة كلوديا ميلينكا إيلانس إيتوري من بوليفيا، والرسام ماتياس دوبيل من ألمانيا، والرسام رضا دالوند من إيران. وكرم أيضاً الفائزين بجوائز مهرجان الشارقة القرائي لكتاب الطفل ولذوي الاحتياجات البصرية في نسخته العاشرة، حيث فازت بجائزة أفضل كتاب باللغة العربية، من عمر 4 إلي 12 سنة، الكاتبة ناهد الشوا عن كتابها احلم أم اثنانب الصادر عن دار كتب نون، أما جائزة أفضل كتاب باللغة العربية من عمر 13 إلي 17 سنة، ففازت بها الكاتبة سونيا النمر عن كتابها اطائر الرعدب الصادر عن مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، وذهبت جائزة أفضل كتاب باللغة الأجنبية من عمر 7 إلي 13 سنة، الكاتبة مريم صقر القاسمي عن كتابها »أين اختفت الحروف؟» الصادر عن دار مداد للنشر والتوزيع، ونالت دار أكاديمية العلوم الشرطية بالشارقة اجائزة ذوي الاحتياجات البصرية. أحد أجمل وأمتع ما يمكن أن تراه داخل المهرجان هو معرض »آلة المستقبل»، ويتضمن تصورات ونماذج وعروض بصرية حيّة لأبرز ملامح التكنولوجيا المتقدمة في العصر الرقمي، إلي جانب ما يستعرضه المعرض من نماذج تعرّف بأساسات الذكاء الاصطناعي، ومبادئ عمل وصناعة الآليين (الروبوتات)، مانحاً زواره فرصة اكتشاف عوالم التقنية الحديثة المتقدمة ، حيث يري طفلك ويلمس كل الروبوتات التي صنعتها هوليود، ويري ويلمس مدينة المستقبل كيف ستكون ، ومكتب المستقبل ، ومهندس المستقبل ، بل ومطبخ المستقبل ، ولكي تكتمل المتعة فان الطفل يطلب من الروبوت من خلال تاب أمامه أن يختار مشروبا ما يحبه ، فيقوم الروبوت باعداده وتقديمه له ، ويقومون بالتقاط صورة تذكارية له اثناء ذلك .. انها المتعة اللامحدودة للطفل. كتب ثلاثية الأبعاد كما يستطيع الزائر للمهرجان أن يتفقدتتأيضاً معرض »الكتب ثلاثية الأبعاد»، الذي يعرض 250 كتاباً مجسّماً من مقتنيات »مركز الكتاب ثلاثي الأبعاد» في مدينة فورلي الإيطالية، والتي تم اختيارها بناء علي ثماني مجموعات زمنية هي البدايات (1880)، ومن ثلاثيات الأبعاد إلي المجسمات (1920)، وميلاد مصطلح »المجسمات» (1930)، وكتب المروحة (1940)، والمنجز العالمي (1950)، وكتب الكوباستا (1960)، ومرحلة الصور المجسمة (1970)، والألفية الجديدة المدهشة (2000).. وفي طريقك لها ستجد العديد من أجهزة المحاكاة البصرية عبر النظارات متعددة الأبعاد التي تأخذك وطفلك في جولة في المريخ وفي مدينة المستقبل ؟ المهرجان تضمن أكثر منتت2600 فعالية،شارك في تقديمها أكثر من 286 ضيفاً، علي مدار 11 يوماً وتتوزع علي برنامج الفعاليات الثقافية، وبرنامج الطفل، ومقهي التواصل الاجتماعي، وركن الطهي. حجم الإقبال حول النمو الذي يشهده أدب الطفل العربي، وحجم الإقبال عليه، تقول ميثاء الخياط: »هناك إقبال ملحوظ حتي وإن كان بطيئاً علي كتب الأطفال،نظراً للعدد الكبير من المبادرات علي امتداد الوطن العربي والتي تهدف إلي تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية القراءة بالنسبة للأطفال، وأري أن دار كلمات تعتبر من أهم المؤسسات التي أسهمت في رفع المستوي الأدبي للأطفال بما تقدمه من كتب عالية الجودة». وتقول نورا خوري: »هناك اهتمام واضح بأدب الطفل العربي، سواء من خلال القصص أو التطبيقات الإلكترونية أو ما يقدمه الإعلام العربي للطفل، ونجد أن هذا الاهتمام فتح آفاقاً أوسع للكاتب العربي، ولكن وبالرغم من ذلك فلا زالت المكتبه العربية تفتقر إلي التنويع في الكتب المطروحة للطفل». أما سمر براج فقالت: »شهد أدب الطّفل قفزة نوعية في عالمنا العربي خلال العقدين الماضيين، وذلك من خلال المواضيع المطروحة، والاهتمام المتزايد بالرسوم والإنتاج، وهناك ازدياد وتنامي في عدد كتّاب الأطفال والرسامين ودور النشر التي تهتم بكتب الأطفال، بجانب الإقبال علي تنظيم معارض الكتب الخاصة بالطفل، وتخصيص جوائز لأدب الأطفال». تعلم الرياضيات ضمن فعاليات وأنشطة المهرجان كان الأطفال علي موعد مع أساليب جديدة في تعلم الرياضيات بطرق تجمع المتعة والإثارة، وتشبع شغفهم في معرفة الأشياء من حولهم، من خلال ورشة عمل حملت عنوان »ألغاز صينية»، قدمتها شركة ماثيزيوم الإماراتية المتخصصة في الرياضيات، في »مختبر الإدراك». وشارك في الورشة عدد من أطفال المدارس من الفئة العمرية بين 5 إلي 10 سنوات، حيث تقوم فكرة الورشة علي تعليم الرياضيات للأطفال بوسائل حديثة وذكية وأكثر تفاعلية. أليس في بلاد العجائب وفي عرض فني مستوحي من أشهر الحكايات العالمية، اصطحب جمهور مهرجان الشارقة القرائي للطفل في دورته ال10، زواره الصغار في رحلة ليعيش قصة األيس في بلاد العجائبب بأسلوب جديد جمع بين الغناء والرقص والتمثيل في آن واحد. وتمثل المسرحية واحدة من الروايات الشهيرة للكاتب وعالم الرياضيات تشارلز دودسون، المعروف باسمه الأدبي »لوسي كارول»، التي تحولت من عمل أدبي إلي مسرحية موسيقية شارك في تأليفها المسرحي العالمي دايمن آلبارن. أتاح المهرجان أيضا التعرّف علي الأصوات التي رافقت شخصيات الأطفال الكرتونية المحببة، خلال جلسة حوارية بعنوان »أغنّي لكم»، استضافت كلّاً من الفنان الجزائري طارق العربي طرقان، والشاعر والمؤلف المصري عمر طاهر، اللذين تحدثا عن تجربتهما في مجال التأليف، والغناء للأطفال، وآثارها الثقافية والتربوية علي الأجيال الجديدة. واستهل الفنان الجزائري طارق العربي طرقان، الذي قدّم أغنيات مسلسلات كرتونية شهيرة، مثل »ماوكلي» و»الكابتن ماجد» حديثه بالإشارة إلي أن تأسيس المشاريع الموجهة للأطفال يجب أن تبدأ من الأسرة، التي وصفها بالخلية الأولي، والمكون الأساسيّ للطفل. ومن جانبه، أشار عمر طاهر، مؤلف مسلسل سوبر هنيدي، إلي أن الكتابة تنبع من أول شيء يتعلمه الإنسان في طفولته، فهي التي تترك أثراً لا يزول للأبد، مؤكداً أن كلّ شيء لمس خياله وهو طفل أسهم مساهمة فاعلة في تحريك ميوله، وفكره وتوجهاته نحو تبنّي الجمال.