تميزت طرازاتها بالابتكارية والتكنولوچيا المتطورة لم تكن طوال سنواتها التسعين مثل غيرها بل كانت دائما سابقة لعصرها قائدة لثورات سواء تصميمية أو ميكانيكية أو غيرها، دافعت عن لواء السيارات الأوروبية في مواجهة المنافسين من خارج القارة، شهدت عبر تاريخها صعودا وهبوطا نجاحات واخفاقات اعتبرت دائما مرادفا للأناقة الفرنسية . تلك هي سيتروين الضلع الثاني في التحالف الفرنسي مع شركة پيچو تحت اسم PSA والتي شهدت مؤخرا حملة تجميلية طالت كل طرازاتها لمواجهة المنافسة الضارية في الأسواق العالمية المختلفة ولاسيما الأوروبي المتطلب ولهذا كان قرار إدارة المجموعة بفصل عمليات سيتروين عن پيچو حتي تطلق العنان لمصمميها لابداع يفوق التصور وهو ما أتي بنتائج رائعة بظهور جيل جديد من موديلات سيتروين يدغدغ الأحلام ويثير الأعجاب لتحلق بعيدا عن منافساتها الفرنسية إلي مستوي أرفع وأرقي من الدروع إلي السيارات . هذا العام أتمت سيتروين عامها التسعين منذ أن أسسها العسكري الفرنسي أندريه سيتروين والذي كان اختصاصيا في صناعة الدروع داخل الجيش وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولي قرر الاستفادة من خبرته الصناعية بشراء أحد المصانع المعطلة اطلق عليه اسمه »سيتروين« ليخصص لانتاج السيارات وهو ما أتي ثماره بالفعل في عام 9191 بظهور أول طراز يحمل الاسم التجاري وهو موديل TYPE A والذي انتج منه أكثر من 00042 وحدة بين عامي 9191 و1291.. ورغبة من أندريه سيتروين في تأكيد علامته التجارية أتخذ شعارا قريبا من العسكرية التي مارسها وهو الشعار الذي يرمز إلي شارتين عسكريتين واللتين توضعان علي ملابس العسكريين كما ان هذا الشعار يرمز إلي اختراع ل أندريه نفسه خاص بطريقة التعشيق Double عام 4291 شهد أول بداية نجاحات اسم سيتروين في أوروبا وذلك عندما انضم الأمريكي أدوارد باد إلي سيتروين وهو الذي كان اختصاصيا في صناعة هياكل السيارات من معادن غير قابلة للصداء Stainless Steel في شركة دودچ الأمريكية.. وأثمر التعاون بين أندريه وأدوارد في انتاج أول سيارة ذات هيكل معدني بالكامل في عام 8291 حين كان الصانعون الآخرون مازالوا يستخدمون الخشب في صناعة هياكل السيارات.. ومع ذلك فقد عانت سيتروين بعض الرتابة نظرا لصعوبة تطوير طرازها علي عكس المصنعين الآخرين والذين اخذوا في تطوير تصميم سياراتهم مما أثر علي مبيعات سيتروين في تلك الفترة . إلا أنه عام 4391 قامت سيتروين بثورة كبري بتقديمها طراز Traction Avant الذي اعتبر رائدا لكثير من النظم التقنية التي اتبعها مصنعو السيارات فيما بعد حيث اجتاح هذا الطراز أوروبا بالكامل ووقف معظم منتجي السيارات مكتوفي الايدي أمام ال Traction Avant نظرا لكم الابتكارات ومنها نظام الاندفاع بالعجلات الأمامية ونظام التعليق المنفصل في الأمام وهيكلها المصنوع من قطعة واحدة بدون لحامات وقد سوق هذا الطراز علي مستوي تجاري واسع واعتبر نقلة في عالم صناعة السيارات في حينه نقل تلك الصناعة إلي آفاق جديدة استفاد منها صانعون آخرون بعد ذلك بعشرات السنين . - في عام 3391 انتجت سيتروين طرازها »روزالي« بمحرك يعمل بوقود الديزل تم تسويقها علي نطاق تجاري واسع. - في نهاية الثلاثينيات عانت سيتروين من وضع مالي صعب استمر حتي قيام الحرب العالمية الثانية. - لم يكن الاحتلال الألماني لفرنسا سيئا للجميع فقد استفادت سيتروين في تلك الفترة حيث عمل مهندسو الشركة سرا في تطوير نماذج دخلت حيز الانتاج بعد ذلك وهما طرازا 2CV وDS... وقد ظهر ال2CV لأول مرة في معرض Paris salon في عام 8491 وحققت أقبالا كبيرا فاق توقعات الشركة وازدهرت معه سمعة سيتروين حيث اطلق عليها »أم الحصانين« نظرا لأن سكان الريف في فرنسا وأوروبا اقبلوا عليها كبديل للعربات التي تجرها الخيول.. يذكر ان هذا الطراز خرج من الخدمة بصعوبة في عام 1990 DS تسبق عصرها في عام 5591 ظهر طراز DS الاسطوري والذي مثل نقلة نوعية في صناعة السيارات حين ذاك واعتبر رائدا في مجال التقنية نظرا للتخمة التكنولوچية التي احتواها وطالت كل شيء بدءا من تصميمها الذي روعيت فيه عوامل الإنسيابية مرورا بنظام التعليق الخلفي الثوري الHydro Pneumatic Self Levelling Suspension »والذي انتج لمدة عشرين سنة من 5591 إلي 5791« ويعمل نظام التعليق هيدروليكيا بحيث يرتفع جسم السيارة عند حد معين عند بداية تشغيل المحرك ويبقي علي نفس المستوي وحتي إذا فرغ احدي الإطارين الخلفيين فارتفاع الجسم يبقي كما هو كما ان هذا التعليق يعطي مرونة كبيرة لجسم السيارة توفر راحة أكبر للركاب.. وقد شهد طراز DS في عام 8691 ادخال نظام الاضاءة المتأقلمة Directiona heah light وهو النظام الذي طورته عدة شركات عريقة بعد ذلك منذ سنوات قليلة. في نهاية الستينيات ومع تطور أعمال سيتروين قامت شركة ميشلان ببيع حصتها في الشركة والتي كانت قد اشترتها من قبل لشركة فيات الايطالية في الوقت نفسه اشترت سيتروين شركة مازيراتي الايطالية لصناعة السيارات الرياضية غير ان هذا النجاح لم يدم طويلا فحدثت أزمة هزت هذا الكيان مما اضطر فيات إلي عادة بيع حصتها لشركة ميشلان مرة أخري. استحواذ پيچو استمرار الأزمة وغيرة الحكومة الفرنسية علي علامة سيتروين جعلتها تتدخل بقوة من أجل إخراج سيتروين من عثرتها عن طريق شراء شركة پيچو المنافسة في ذلك الوقت لنسبة 83٪ وكانت أولي خطوات المساهم الجديد بيع شركة مازيراتي إلي شركة دي توماسو وذلك في عام 5791 وبذلك تخلصت من عبء ثقيل . - لم تعط پيچو الاهتمام المفروض ل سيتروين وأبقت علي موديلاتها في تلك الفترة كما هي مع انتاج طرازاتها علي نفس شاسيهات موديلات پيچو ورأت ان بقاء سيتروين كسيارة شعبية رخيصة أفضل من تطوير طرازاتها بالكامل .