سارت الأمور طبيعية جدا بمحافظة الفيوم السبت 11 فبراير الذي دعت فيه بعض القوي السياسية للعصيان المدني والإضراب العام . رصدت " أ.ش.أ " سير العمل في أكثر من مكان بالمحافظة منها مستشفي الفيوم العام والمدارس وجامعة الفيوم والأسواق العمومية . في مستشفي الفيوم العام بدأت العيادات الخارجية عملها منذ الثامنة صباحا ، وقامت الطبيبتان الشقيقتان منال ومها صبري بتوقيع الكشف الطبي علي أكثر من 60 سيدة بعيادة الباطنة ( سيدات منذ الثامنة وحتي التاسعة والنصف ) ، وباشر الدكتور لملوم محمد عيد عمله بعيادة الجراحة العامة وقال علي من يدعو للعصيان ألا يستنجد بسيارة إسعاف إذا ما ألم به طارئ وألا يشرب كوب ماء أو يتناول رغيف خبز . وقال الدكتور محمد نادي وكيل المستشفي إن أقسام الاستقبال وصيدلية العلاج علي نفقة الدولة شهدت الزحام الطبيعي مثل أي يوم عمل طبيعي . وفي جامعة الفيوم تواصلت امتحانات التعليم المفتوح ، وتوجه الدكتور جمال عبد الصمد وكيل كلية التربية النوعية لشئون التعليم والطلاب لمكتبه رغم أجازة السبت بالكلية وذلك لوضع اللمسات النهائية علي جداول الدراسة بالفصل الثاني من العام الجامعي الذي يستأنف الأحد مع عودة الطلاب والطالبات من إجازة نصف العام . وفتحت مدارس الفيوم الخاصة والحكومية أبوابها للتلاميذ بعد أجازة نصف السنة ، وقد أعلن معلمو الفيوم رفضهم القاطع لدعوات الإضراب والعصيان المدنى التى ينادى بها البعض متهمين من يسعى لها بالتسبب فى حالة من الفوضى للمجتمع بدلا من البحث عن استقراره ، وأكد السيد مخلوف نقيب المعلمين بالفيوم ومعه نقباء اللجان بالمراكز رفضهم القاطع لأى دعوات للإضراب أو العصيان المدنى ، أكدوا أنهم مع الجدول الزمنى المحدد لتسليم السلطة من المجلس العسكري للسلطة المدنية والذى يبدأ فيه فتح باب الترشيح فى العاشر من مارس المقبل ، أكد المعلمون أن المدارس تعمل بكامل طاقتها ، ووفرت النقابة 8 سيارات على نفقتها طوال الشهر الحالى لتكون تحت تصرف مديرى الإدارات التعليمية السبعة وسيارة للمديرية لمتابعة سير العملية التعليمية فى المدارس وانتظامها . وقد فتحت جميع المحلات التجارية أبوابها منذ ساعات الصباح الأولى . وفي شركة مياه الشرب بالفيوم قام المواطن محمد عبد التواب بدفع عدد من الأشهر المتأخرة عليه بقسيمة قيمهتا 800 جنيه تحديا للعصيان والدعوات المطالبة بعدم دفع الفواتير . وانتظم العمل بمحكمة الفيوم وشهدت قاعات المحكمة حضورا كبيرا للمواطنين كما رفض جموع المحامين التوقف عن العمل وقاموا بأداء دورهم سواء أمام النيابات أو فى قاعات المحاكم . كما شهدت إدارة مرور الفيوم زحاما كبيرا من المواطنين كما هو معتاد فى كل سبت بسبب أجازات الموظفين الذين يفضلون التوجه للمرور يوم السبت للاستفادة من يوم الأجازة ، قال المواطن عويس محمد حسنين من قرية سنهور إنه حضر وأولاده حضروا لتجديد ترخيص سيارتهم رغم الدعوات التي يرفضها للقعود والامتناع عن العمل ، قال " دا كلام ناس رايقة وفاضية وعايزين يوقفوا حال البلد " . وأعلن الدكتور حاتم النشار نقيب أطباء الفيوم أن جموع الأطباء بالمحافظة يرفضون أى دعوات للإضراب أو العصيان المدنى فى هذه المرحلة الدقيقة التى تمر بها مصر . وأكد أن مجلس النقابة اجتمع وقرر عدم مشاركته فى أى اعتصامات أو إضرابات تضر بالوطن واستقراره خاصة وأن مهنة الطب من المهن التى لا يصح فيها الإضرابات أو الاعتصامات ، كما أن الظروف التى تمر بها مصر الآن تدعو إلى العمل والإنتاج لإقامة اقتصاد قوى يحقق العدالة الاجتماعية المنشودة التى دعت لها الثورة المصرية وقامت من أجلها مشيرا فى الوقت ذاته إلى ضرورة منح الفرصة لمؤسسات الوطن أن تعمل بشكل طبيعى بعيدا عن الاحتجاجات والاعتصامات حتى نستطيع أن نتصدى للمؤامرات الخارجية التى تريد لمصر الثورة أن تركع من أجل البحث عن معونات ومساعدات وهذا ما يجب أن نتصدى له جميعا بالعمل والإنتاج . وشهد "سوق السبت" العمومى بسنورس أحد أكبر وأهم الأسواق الأسبوعية بالفيوم زحاماً منذ الصباح الباكر ، وشهدت حركة الدخول والخروج اختناقات مرورية على غير العادة مما اضطر الأهالي إلى معاونة رجال المرور في تنظيم حركة الدخول والخروج إلى السوق الذي يستقبل تجار المواشي والأهالى من مختلف محافظات الجمهورية وكذلك تجار الطيور الداجنة ومنتجات الألبان. كما انتظم عمال النظافة بالفيوم وسنورس وسائر مدن المحافظة منذ الصباح في أعمالهم لرفع المخلفات من الأسواق ورفضوا الدعوات التحريضية للإضراب الذي دعت إليه بعض القوى السياسية. وأشار محمد عويس مستأجر أحد الأسواق بسنورس أن حجم التعاملات بأسواق الماشية والطيور ومنتجات الألبان والحاصلات الزراعية والملابس والأواني ومقتنيات المنازل بأسواق مركز سنورس كل يوم سبت من كل أسبوع يصل إلى 5 ملايين جنيه . كما تلاحظ توافد بعض الأهالي لمراجعة المصالح الحكومية ومنها هندسة كهرباء سنورس لقضاء مصالحهم الخاصة بتوصيل التيار الكهربائي لمنازلهم . ونظمت شباب جماعة الإخوان المسلمون بمركز سنورس اعتصاما صامتا أمام قسم شرطة سنورس للمطالبة بعودة الأمن أقوي مما كان وذلك بعد تعدي مجموعة من المواطنين على آخر وهدم منزله علي خلفية نزاع حول الأرض المقام عليها المنزل . أشاد العميد طارق زيدان مأمور مركز سنورس و اللواء عبد الله واعر مساعد مدير الأمن والعميد محمد الشامي رئيس مباحث المديرية والمقدم هشام أبو الفضل رئيس مباحث سنورس بهذا السلوك ووعدوا بتلبية مطالب أهالي سنورس ، حضر اللقاء محمد فاروق ومحمد أحمد جاد من شباب سنورس . ووعد العميد أحمد نصير مدير البحث الجنائي بتكثيف الحملات الأمنية بشكل يومي وإعادة البلطجية المسجلين إلي السجون و سرعة القبض على المتهمين بواقعة التعدي علي المواطن وهدم منزله . علي جانب آخر نظم العشرات من شباب بعض القوي السياسية الداعية للعصيان وقفات وسلاسل بشرية تدعو للعصيان وهو الأمر الذي لم يجد تجاوبا من المواطنين ووصل في بعض الحالات لمحاولة الاعتداء علي بعض الداعين لذلك .