قال كارم محمود الإعلامي بهيئة الإذاعة البريطانية ( BBC ) إن الثورة لم تصل للإعلام المصري حتى الآن ، فما زال الإعلام المصري يتعامل بنفس السياسة والآليات التي كان يتعامل بها قبل الثورة . وأضاف كارم محمود – في الندوة التي أقيمت مساء الخميس 16/6/2011 بقرية الشواشنة مركز يوسف الصديق وأقامتها لجنة الثقافة والإعلام بائتلاف أهالي الشواشنة – أن الإعلام المصري قادر على الوصول للعالمية إذا توفرت له عدة شروط أهمها الحيادية والصدق والموضوعية وألا يكون خاضعاً لسيطرة سلطة سياسية أو اقتصادية أو أمنية وأن يتم تدريب مستمر لكافة العاملين به وفق أحدث التقنيات العالمية في مجال الإعلام . وتحدث كارم محمود – أحد أبناء القرية – عن مشواره الإعلامي الذي بدأ عام 1980 بالإذاعة المصرية حيث عمل في الشئون السياسية بالبرنامج العام وقدم العديد من البرامج مثل العالم على الهواء والجريدة الناطقة وغيرها ، ثم انتقل للعمل في هيئة الإذاعة البريطانية ( BBC ) عام 1987 وحتى الآن ، وأوضح أن العمل في مؤسسة إعلامية بحجم ال ( BBC ) أفاده كثيراً في العمل الإعلامي وأظهر البون الشاسع بين العمل المهني المحترف المحايد وبين الإعلام الذي تسيطر عليه السلطة وتوجهه وفقاً لمصالحها . وتحدث كارم محمود عن انطباع الغرب عن الثورة المصرية في 25 يناير فقال إن الشعوب الغربية نظرت إلى الثورة المصرية بانبهار وإعجاب حتى أن المواطن الغربي البسيط ( مثل سائق التاكسي وعامل المقهى ) كان يعرف الكثير عن الثورة المصرية ويبدي إعجابه بالمستوى الحضاري الذي وصل إليه الشعب المصري في تغيير نظامه وتحقيق مطالبه ، بينما تحفظت الحكومات الغربية كثيراً قبل أن تعلن موقفاً محدداً ، وقال إن السبب في ذلك أن تلك الحكومات تتعامل من منطلق مصلحتها القومية ، وقد تكون مصلحتها مع الأنظمة القائمة وليست مع الديمقراطية ، وأشار إلى أن الحكومات الغربية تهمها الديمقراطية في بلادها ، لكن لا تعنيها في البلاد الأخرى إلا لتجميل صورتها لدي شعوبها وشعوب تلك الدول . وأضاف كارم محمود – في الندوة التي حضرها جمع غفير من أبناء القرية والقرى المجاورة – أن الجيش المصري يجب عليه التعامل بكثير من الحزم مع ظواهر البلطجة والخروج على القانون ، وثمن موقف الجيش المصري الذي ناصر الثورة ودعمها ، ونفى أن يكون الجيش امتداداً للنظام السابق أو يعمل فقط وفق التكليف الذي كلفه به الرئيس المخلوع بإدارة شئون البلاد بدليل تقديم رموز النظام السابق والرئيس المخلوع للمحاكمة . وقال الإعلامي الكبير إن المرحلة المقبلة تتطلب تضافر كل الجهود وتعاون كل القوى السياسية لخير الوطن وأن تنسى كل القوى مصلحتها الشخصية وتعلي من شأن مصلحة الوطن فوق كل اعتبار . ثم أجاب الإعلامي الكبير عن الأسئلة التي وجهت إليه ، فحول سؤال عن أيهما نبدأ به الدستور أم الانتخابات النيابية قال إن هذه يجب ألا تكون إشكالية نختلف عليها كثيراً ، المهم هو ضمان عدم تزوير إرادة الناخب وأن يدلي كل مواطن بصوته بحرية وألا تزور إرادته . وفي إجابة حول مطالبة البعض بإصدار قانون يمنع أعضاء الحزب الوطني المنحل من العمل السياسي فترة معينة قال إنه ضد العزل السياسي لأي مواطن إلا إذا صدرت ضده أحكام قضائية تمنعه من تلك الممارسة ، لكن الناخب قادر برأيه الحر أن يعزلهم بعدم انتخابهم . وقال كارم محمود إننا يجب ألا نستعجل قطف ثمار الثورة ، وقال : لو قطفنا أول ثمرة للثورة بعد 10 سنوات فهذا نجاح كبير للثورة . وكم كان المشهد مؤثراً في بداية الندوة حين لم يتمالك كارم محمود نفسه وانسابت دموعه وهو يلتقي أهل قريته بعد 24 سنة من العمل خارج وطنه الحبيب مصر .