إختلت منظومة العلاقات الخارجية المصرية سنوات طويلة امام الرؤي القاصرة والحسابات الخاطئة، سنوات طويلة ومصر تتجه شمالا إلي دولة أو دولتين في أوروبا ويحج رئيسها السابق في زيارة سنوية إلي واشنطن. وهناك زيارات خاصة جدا إلي بعض دول الخليج، إنحصرت زيارات المسئولين في مصر إلي ثلاث عواصم أوروبية هي باريس ولندن وروما والواضح ان معظمها كانت زيارات بيزنس أو شراء ملابس أو إصلاح ما افسده الدهر، نسي المسئولون في مصر علاقات تاريخية كانت تربط بيننا وبين دول شرق أسيا حيث أكبر كتلة بشرية في العالم ما بين الصين والهند كانت هناك علاقات خاصة بين مصر والهند في حركة عدم الإنحياز وكانت الصين من اهم الدول في خريطة العلاقات الخارجية لمصر. وإذا نظرنا إلي الكتلة الإسلامية في اسيا سوف نجد اندونيسيا اكبر دولة إسلامية ثم باكستان وافغانستان وإيران وتركيا والجمهوريات الإسلامية في الإتحاد السوفيتي السابق بجانب ملايين المسلمين في الصين والهند ودول شرق اسيا، نسيت مصر كل هذه المناطق بما فيها من علاقات وتاريخ ومصالح، وعلي مستوي افريقيا نسينا تماما منابع النيل ودول حوض النيل رغم اهمية وخطورة هذه الدول بالنسبة لنا حتي اننا نسينا السودان ولم نتذكره إلا بعد ان اصبح دولتين في غفلة منا. والأن يقوم الرئيس محمد مرسي بزيارة للصين اكبر دول العالم سكانا واكثر إقتصاديات العالم نموا، كان العهد البائد يسخر من المصريين لأن عدد السكان يرتفع ويتساءل اصحاب القرار من أين تأكلون، رغم ان هناك دولة إسمها الصين مسئولة عن إطعام مليارات من البشر واصبحت تحتل المكانة الأولي في قائمة الصادرات والإنتاج والإحتياطي من الذهب والعملات، الصين درس للكسالي من حكام العالم الثالث الذين ماتت شعوبهم فقرا امام سياسات خاطئة وفساد إنتشر في كل شئ إن تجربة الصين في الإنتاج والتكنولوجيا والتصدير ورفع مستوي المعيشة ومحاربة الفقر تعتبر نموذجا فريدا ليتنا نستفيد منه ونحن نبدأ عصرا جديدا. نقلا عن صحيفة الأهرام