حمّلت إيفا كيرلس عضو مجلس الشورى عن دائرة ديروط بأسيوط وزارات الثقافة والإعلام والتعليم مسئولية عدم تعميق شعور الانتماء للوطن بمفهومه الشامل مستدلة على ذلك بطغيان الهوية الدينية أو القبلية وأضافت: شباب الأقباط انفعلوا لأسباب لها علاقة بالتعصب الدينى فظهرت ردود فعل عنيفة. * ما تعليقك على أحداث الإسكندرية؟ - إجرامية، تستهدف مصر كلها.. وهذا حادث غريب وجديد علينا ويشكل قلقاً للمسئولين والمواطنين.. ورب ضارة نافعة. * ماذا تقصدين؟ - الحدث لفت الانتباه لأشكال الخلل فالجميع أدرك أن هذه الضربة ليست ضد الأقباط وإنما ضد مصر كلها والجميع سينتبه ويفيق للخطر بالتكاتف والتنسيق واتخاذ الإجراءات الاستباقية لرد أى هجمات مستقبلية وهذا لن يحدث إلا إذا تحملت مؤسسات الدولة مسئوليتها. * تحملين وزارة الثقافة مسئولية كبيرة وتتهمينها بتقويض دورها وحصره فى حماية الآثار.. فلماذا؟ - نعم حدث.. وذلك لأنها رفعت يدها عن تكريس فكرة الانتماء للوطن لدى الجيل الجديد وستحدث كارثة إذا واجهنا أجيالاً مستقبلية لا تتمتع بالانتماء والبوادر ظهرت فى حالات فردية وظفت نفسها كعميلة للموساد كما كشفت التحقيقات الأخيرة فى إحدى القضايا. وليست «الثقافة» بمفردها فى هذا الأمر، وإنما الإعلام أيضاً وغيره من المسئولين عن التعليم، فلا نريد أجيالاً تبيع بلدها وأهلها وتقول «طز فى مصر» كما قالها مهدى عاكف المرشد العام السابق لجماعة الإخوان. * وماذا عن المؤسسات الدينية؟ - هذه المؤسسات يجب أن تلتزم بدورها ولا تنحرف عنه بحيث يحقق فكرة «الانتماء للوطن» وليس التقوقع داخل الذات والهوية الدينية لأن هذا يؤدى للتشرذم على أساس الانتماء الدينى. * هناك من يتهم هذه المؤسسات بالقيام بدور سياسى مما يحدث خلطاً يحيد بها عن دورها؟ - حدث شرخ نتيجة استنجاد بعض الأقباط بالكنيسة كبديل لتطبيق القانون رغم أن القيادات الدينية تؤكد لهم أن ما يطالبونها به ليس دورها وإنما دور الدولة.. وبعض الأقباط يصرون على أن الكنيسة ملاذهم الوحيد وأعتقد أن هذا الوضع لم يحدث فى يوم وليلة ونرفضه أيضاً لأن القبطى والمسلم لابد أن يدركوا أن علاقتهم كالزواج الكاثوليكى الذى لا يمكن أن ينتهى لطلاق وأحمل الفضائيات أيضاً مسئولية إشعال الفتنة. * هل تقصدين الفضائيات المصرية أم غيرها؟ - لم يعد من السهل السيطرة على الإعلام المرئى أو المسموع وبعضهم يعرض القضايا الخلافية فى شكل «خناقات»، وقناة الجزيرة لعبت دوراً فى هذا الشأن بجانب فضائيات دينية خارجية. * بعض قوى المعارضة حملت مسئولية أحداث الإسكندرية للوطنى وحكومته؟ - أقول لهم ما حدث ليس مسئولية الوطنى بمفرده هذه مسئولية المجتمع والأحزاب كلها مسئولة. * بعضهم أكد أن المجتمع مخترق طائفياً وأن ما حدث لم يكن إرهاباً؟ - هذا جهل وعدم اعتراف بواقع يؤكد أننا نعانى من أزمة عدم وعى بمفهوم الدولة المدنية والتى يربطها البعض بالكفر وهنا أطالب الإعلام بعدم نشر أفكار المتطرفين أو أصحاب الأفكار التى تفتت الوطن وأحملهم مسئولية نشر تصريحات د.سليم العوا والأنبا بيشوى. * النشر كشف عن أفكار قيادات تبث ثقافتها وما تعتقده لأجيال كاملة وهذا جرس إنذار وتنبيه للمجتمع؟ - أنت محقة.. ولكن النشر كان سلاحاَ ذا حدين وندعوا الجميع لعدم التركيز على أى نقاط خلافية بين الأديان ولا يجب أن يؤدى الدين لتدمير المجتمعات وأحمل الإعلام أيضاً مسئولية تضخيم قضية كاميليا زاخر ومن قبلها وفاء قسطنطين.. ما سر الاهتمام بمرأة تركت زوجها.. وهل سيستفيد الإسلام أو المسيحية منها أو من انضمامها إليه.. هل يشتعل المجتمع من أجل سيدة. * جميع هذه القضايا ربط بينها اتهام جهاز الداخلية بالتقصير بشكل متعمد؟ - أرفض اتهام الجهاز بالخلل والداخلية عليها ضغوط كبيرة ومسئولية ضخمة ولابد أن يساعدها المجتمع كله وأعلم أن من يرددون ذلك يناقضون أنفسهم كثيراً فنفس هذه الأصوات كانت تدعوا لإلغاء قانون الطوارئ من الأساس والآن تتحدث عن الحماية وآليات تنظيم الدور الأمنى لمواجهة الإرهاب.. فالحادث كان «كوبرى» لضرب النظام لا الأقباط. * الواضح أن الشباب المسيحى لا ينتبه لهذا حيث واجهوا الحادث بأعمال عنف؟ - حقاً ألاحظ تحولاً فى أداء الشباب المسيحى فكانت القاعدة التى علمتها لنا الكنيسة وطالبتنا بتطبيقها «من لطمك على خدك الأيمن حول له خدك الأيسر» لا تقاوموا الشر بالشر. أما الآن رد الفعل أصبح عنيفاً وبعضهم يرفع شعار «لابد أن أحصل على حقى بذراعى» وهنا نؤكد على دور الدولة فى تفعيل القانون بصرامة فى مواجهة أى مسلم أو قبطى يخالفه وهذا ضرورة لتكريس الانضباط والحفاظ على هيبة الدولة.