في خطوة مهمة لتأكيد الوحدة الوطنية وإطفاء نار الفتنة الطائفية.. أصدر الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر والبابا شنودة الثالث بياناً مشتركاً أكدا فيه أن الأديان والمعتقدات خط أحمر، وهو نفس المعني الذي أوضحه مجمع البحوث الإسلامية في بيانه. بيان الإمام والبابا وإن كان صدر متأخراً قليلاً إلا أنه يحسب له أنه لم يصدر من مقر المشيخة أو البطريركية ولكن تم الاتفاق عليه في منزل د. الطيب وأرسلت صورة منه إلي البابا الذي وقعه.. والمعني هنا أن البيان لم يصدر من المقعد الديني ولكن من مقعد الوطن، ويزيد من عمق هذا الأمر أن البيان صدر في ذكري انتصار أكتوبر الذي تجلت فيه أسمي معاني الوحدة الوطنية.. الشيخ والبطريرك هنئا الرئيس مبارك بذكري انتصار أكتوبر وناشدا المصريين الحفاظ علي وحدة الصف. ولعل هذا البيان يكون خطوة علي الطريق وبداية لمواجهة حقيقية للفتنة ودعاتها.. وأن تبدأ المؤسستان الدينيتان في اتخاذ إجراءات لبث خطاب التسامح الذي يحض عليه الإسلام والمسيحية ونبذ أفكار التطرف التي يرددها بعض المحسوبين علي المؤسستين. إن وأد الفتنة وإنهاء شرورها التي دعا إليها البيان يحتاج إلي العمل الجاد والدءوب وإلي حكمة الرجلين.. والتي تجلت مظاهرها طوال الأيام الماضية في بيان مجمع البحوث الإسلامية واعتذار البابا وإبداء أسفه عن أي كلام صدر من قيادة مسيحية وجرح مشاعر المسلمين.. وتوج هذه الحكمة البيان الأخير الذي نرجو أن يكون دستوراً ومنهجاً أمام المشايخ والقساوسة وجميع المصريين. روزاليوسف