سعدت هذا الأسبوع بزيارة الدكتور عبدالملك منصور، رئيس مؤسسة المنصور الثقافية الذى عين مندوبا دائما للجمهورية اليمنية لدى الجامعة العربية، والذى عرفته عندما كان وزيرا للثقافة والسياحة ثم سفيرا لليمن فى تونس. كان اللقاء فى مقر منظمة التضامن الأفريقى الآسيوى فى شارع الملك عبدالعزيز آل سعود بالمنيل.. قبل أيام من الاحتفال بعيد الثورة اليمنية 26 سبتمبر 1962 وكانت المفاجأة أن الدكتور عبدالملك منصور قد أقام مؤسسة يمنية فى القاهرة على بعد خطوات من مقر المنظمة فى شارع عبدالعزيز آل سعود.. وأنه استقر نهائيا فى مصر.. واشترى مقرا للسكن أمام حلوان. وكان أساس المؤسسة التى أقامها السفير الدكتور عبدالملك منصور فى القاهرة وأطلق عليها اسم «برج الياسمين» خمسة وعشرين ألف كتاب حملها معه من اليمن تمثل مختلف الأفكار والآراء.. وتعتبر امتدادا للمؤسسة التى سبق أن أنشأها ورأسها فى صنعاء للحوار بين الحضارات عام ,.2001 إلى جانب عمله عضوا فى هيئة تدريس معهد الميثاق الوطنى اليمنى منذ عام ,1984 وعضو المجلس الأعلى لجامعة صنعاء منذ عام .1987 والدكتور عبدالملك منصور له أكثر من 50 كتابا وبحثا ودراسة منشورة فى عدد من الدول العربية. وقمت بزيارة «برج الياسمين» على غير موعد مع الدكتور عبدالملك منصور، فوجدت أنه قطعة رائعة من جمال المعمار وعمق الثقافة، وروح القومية العربية. رحيل عبدالمجيد فريد رحل عبدالمجيد فريد الذى أسهم بدور كبير فى ثورة يوليو منذ كان فى رتبة صاغ أو رائد.. بعد تعيين جمال عبدالناصر له أمينا لرئاسة الجمهورية وبقى فى منصبه حتى رحيل جمال عبدالناصر. كان عبدالمجيد فريد من ضباط المدفعية الذين بدأ ارتباطهم بالعمل السياسى عندما تقرر تعيينه ملحقا عسكريا فى بغداد بعد قيام ثورة العراق الشعبية التى أسقطت النظام الملكى فى 14 يوليو 1958 أى بعد 6 سنوات من ثورة 23 يوليو، واعتبر ذلك انفجارا مدويا فى الشرق الأوسط فى مقر حلف بغداد وتقاربا بين الثورتين المصرية والعراقية. وبعد الخلافات التى حدثت بين الثورتين المصرية والعراقية والتى أكد عبدالمجيد فريد أنها لم تكن بتدبير مصرى إطلاقا عاد إلى القاهرة ليعمل أمينا عاما لرئاسة الجمهورية حتى رحيل جمال عبدالناصر. وتعرض عبدالمجيد فريد فى عهد السادات للمحاكمة.. فيما عرف بأحداث 15 مايو التى حوكم فيها المقربون من جمال عبدالناصر.. ثم أفرج عنه وقرر مواصلة عمله الفكرى والسياسى بعيدا عن مصر. وبعد فترة قضاها فى الجزائر التى كانت تربطه بها علاقات طيبة مع قادة الثورة التى قامت فى أول نوفمبر 1954 وانتصرت على المستعمرين الفرنسيين عام .1962 سافر إلى لندن وفتح فيها مركزا للدراسات العربية كان مقرا للمهتمين من مختلف الدول العربية بإحياء فكرة القومية العربية ومبادئ ثورة يوليو. ولم يقف نشاط عبدالمجيد فريد عند حدود المركز فقط.. ولكنه أسهم فى نشاط الجالية المصرية فى إنجلترا التى انتخبته رئيسا لها وعمل كذلك رئيسا لفرع لجنة التضامن المصرية فى إنجلترا لعدة سنوات. وأخيرا.. قرر عبدالمجيد فريد العودة إلى الوطن.. إلى مصر.. حيث عاش فيها سنوات إلى أن اختاره الله إلى جواره. رحم الله المناضل عبدالمجيد فريد ورحيل .. محمد لهيطة رحل محمد لهيطة أحد رواد السياحة فى مصر الذى أنشأ شركة مينا تورز، وفنادق مينافيل، وأسهم بقدر كبير فى إنشاء الشركات السياحية منذ بدأ العمل فى هذا المجال فى مدينته بورسعيد.. وقد جعل من مدينة سفاجا منافسا للغردقة فيما تضمه من فنادق ونواد صحية ارتبطت مع النوادى الصحية فى كارلو فيتارى بتشيكوسلوفاكيا. ولم يقتصر عمل محمد لهيطة على شركاته فقط.. ولكنه كان رجلا مثقفا فقد أصدر عدة كتب تتعلق بالحياة الاجتماعية.. كما كان رجلا رياضيا منذ كان أحد رواد لعبة الكروكيه فى مصر.. وقد مارسها هو وزوجته السيدة آمال لهيطة التى عملت إلى جانبه فى عالم السياحة والرياضة معا. وإذا كانت السياحة قد خسرت خبيرا مصريا عمل فى مصر وليبيا.. فإن ما تركه من شركات ومؤسسات سوف يظل علما من أعلام السياحة فى مصر. رحم الله الصديق محمد لهيطة.