تحولت الإفطارات الرمضانية إلي ساحة اشتعال سياسي جديد بين القوي السياسية والدينية تزامنا مع الالتهاب الذي تشهده الساحة خلال الفترة الأخيرة ترقبا للانتخابات البرلمانية والرئاسية، وخاصة مع إعادة البابا شنودة لإفطارات الوحدة الوطنية في الكنائس بعد توقفها بسبب مرض البابا وزياراته لأمريكا، وفي المقابل يكشف الإفطار المحدود للإخوان عن مدي التوتر والحصار السياسي الذي تعاني منه المحظورة خلال الأيام الأخيرة بعد انقلاب الائتلاف الرباعي المعارض عليها ورفضه التحالف معها، ومع زيادة الجدل الداخلي بين صفوفها حول مقاطعة الانتخابات حتي لا يفشلوا فينتهوا تماما ولا يستطيعوا تقديم شيء ولو دعائي في الانتخابات الرئاسية. وبعيدا عن التوترات الإخوانية والقبطية هناك أيضا إفطارات رمضانية ذات طابع خاص تزيد هذه الأيام لمجيء الشهر الكريم في عز الدعاية الانتخابية، حيث يتهافت المرشحون في دوائرهم علي تنظيم هذه الإفطارات للعائلات المسيطرة علي الكتل التصويتية، وتنتشر أيضا موائد الرحمن الانتخابية في ظاهرة غير جديدة ولكنها مشتعلة بصورة كبيرة هذه المرة، وتنفق عليها الملايين من الجنيهات! ورغم العديد من الاعتراضات من قيادات كنائس الأزمات الطائفية في دير مواس ومغاغة علي إعادة إفطارات الوحدة الوطنية خاصة مع إضعافها لمواقفهم أمام تابعيهم وتأكيد أن البابا بذلك لا يساندهم في مواقفهم المتطرفة ويكشفهم أمام الكل، إلا أن الكنيسة مصرة عليها وأكدت أنها ليست أموراً شكلية، بل مؤثرة في الجميع مسلمين ومسيحيين، فيما رصد العديد من رجال الأعمال الأقباط والمشاهير لإفطاراتهم الخاصة الملايين في تأييد قوي لموقف الكنيسة ضد المتطرفين من داخلها وخارجها. ومن المتوقع أن يكون إفطار الوحدة الوطنية بالكاتدرائية في «21 رمضان» ويتم توزيع دعواته خلال هذه الأيام، ولن تكون الأسماء خارجة عن الإطار المعتاد عنه رغم ما دار من جدل حول دعوة «البرادعي» غير المتواجد «أساسا» في مصر، وأكد القائمون علي الحفل أنه ليس سياسيا بل هدفه معروف يشارك فيه رموز الساحة المصرية لتقريب وجهات النظر بعد الضربات التي تعرضت لها الوحدة الوطنية خلال السنوات الأخيرة، فيما تتصاعد الاحتجاجات من أقباط المهجر المتطرفين علي إعادة الإفطارات وتعتبر دعايا غير واقعية لا تؤثر في الناس. ومع أهمية الإفطارات السياسية في رسائلها، نجد «الإخوان» مفضوحين في إفطاراتهم بحجة المطاردات والتضييقات الأمنية، والواقع أن التراجع الكبير الذي اضطر للحديث المتكرر عن مقاطعة الانتخابات هو السبب في هذه الصورة المحرجة سياسيا لهم والتي خرج عليها إفطارهم الوحيد في هذا المقر الضيق، والتي لم يشهد أي زخم إعلامي أو سياسي حتي لحلفائهم من جمعية التغيير والجماعات المعارضة بعد انتهاء التحالف بينهم وبين الائتلاف الرباعي المعارض. وتتزايد الأصوات الإخوانية الداعية للمقاطعة وتردد أن المرشد «محمد بديع» من بينهم بعد تجربة الفشل الكبير في انتخابات الشوري، لكن لايزال القرار الأخير مرتقبا خلال أسابيع قليلة.