لو تأخرت نجومية «ليدى جاجا» أياما، لاستقرت على حالها كراقصة تعرى لايشعر بها أو يعرفها إلا الباحثون عن متعة مسروقة.. مجرد نسخة من «كريستينا إيجيليرا» تناسب علب الليل وبيوت الإثارة المجنونة.. النجومية لم تتأخر لكن «ليدى جاجا» راهنت على الانتشار المذهل الذى يمكن أن تحققه صدمة خروج «راقصة التعرى» من علب الليل إلى العوام الذين يكرهونها بقدر لهفتهم عليها.. «ليدى جاجا» - الآن - تجاوزت فخ البداية النارية الذى حرق أخريات أحدثهن «بريتنى سبيرز»، وأفضلهن «فانيسيا باراديز»، وأصبحت فتنة.. حتى أن هناك من اعتبرها امتداد مادونا الذى طال انتظاره. رهان «ليدى جاجا» على فرض إنسانية واحترام راقصة التعرى على من يرفضونها، يتجلى فى خلافها مع الشركة المنتجة حول رحلتها الغنائية العالمية.. الشركة تريد استثمار الهوس بالمغنية الصاعدة كما هو متبع، عبر سلسلة حفلات عالية التكلفة والتذاكر، فى أماكن كبيرة وشهيرة.. والمغنية تريد تجمعات المحرومين الذين ليس فى استطاعتهم دفع اكثر من20 دولارا.. تريد الأماكن الرخيصة.. قالت لمجلة «لوس أنجلوس تايمز»: ما يهمنى فى هذه الحفلات ليس عدد الحاضرين، بل نوعيتهم.. أعتقد أنها هنا تعطى شعورًا وثقافة مختلفة للعرض.. فكرت كثيرا، كيف أبيع تذاكرى بعشرين دولارا، ويحصل صاحب التذكرة على مكان قريب من المسرح، بينما يمكننى بيعها ب 150 دولارا لشخص لا يرانى لأنه يقف فى أبعد نقطة من المسرح. ميثاق شرف الفضائح ميثاق شرف يربط «ليدى جاجا» بجمهورها، يبعدها عن قائمة ضحايا شهوة الشهرة.. جمهور يؤيدها وهى لاتريد أن تخذله.. تنتظر منه عندما يصبح فى ال 45 من العمر أن يحدث أولاده بشغف عن الحفلات التى حضروها لها، وكم نجحت فى الوصول إليهم حيث كانوا، لم تخيب آمالهم، ولا حصلت على أموالهم دون داع. بدأت «ليدى جاجا» ككاتبة أغان، كتبت ل«بريتنى سبيرز» و«إيكون»، الذى دفعها إلى الشهرة والبريق، هو مغرم بها ويروج أنها مصدر إزعاج حقيقى ل «كريستينا إيجيليرا».. عمرها كمغنية سنتان، رصيدها ألبومان.. الأول الشهرة والثانى وحش الشهرة، وبهما استحقت قائمة الألقاب والجوائز التى حصلت عليها والتى رشحت لها. كثيرون من يبدون دهشتهم من الانتشار المذهل الذى حققته «ليدى جاجا» قياسا بجمالها المتواضع، كأن التألق حكر على الجميلات فقط.. قناعة مؤسسة على أن الشكل الأنيق يمرر فقر الروح والتجربة.. وهى ليست جميلة مثل بقية مغنيات البوب.. فضلا عن أن «اللوك» القبيح الذى اختارته لأغنيتها «رومانسية سيئة» جرى اعتباره الشكل الحقيقى لها.. رصيدها من الجمال كاف لتأكيد الشبه بينها وبين «كريستينا»، لكنه يفقد تأثيره أمام استفزاز الصورة، فوتوغرافيا وكليب. البعض يفضلونها خشنة القبح الذى يمكن قبوله مهما التهم من وقت ومجهود يمثل الميلودى الرئيسى فى مشوار «ليدى جاجا».. هكذا تؤكد كليبات أغانيها التى يأخذ أغلبها أجواء الحفلات الماجنة، خاصة «باد رومانس».. تغنى للوجه السيئ من الرومانسية، تلك التى يغلب عليها الأداء السادى.. تريد الحب والانتقام فى آن.. فضلا عن تأثرها باللحظة الأكثر إثارة التى تتحكم فى مصير لاعبى القمار، بينما وجه لاعب البوكر لايعكس أى مشاعر أو مؤثرات، كما فى أغنيتها «بوكر فيث».. عليها أن تقول كلمتها القاسية وهى ترتدى قناع لاعب البوكر.. وفى أغنية «باباراتزى» تحسم «ليدى جاجا» الأمر مع محترفى اكتشاف الفضائح.. تقول أن مواقفها تتسق مع أفكارها وبالتالى هى لن تهتم بمطاردات «البابراتزى».. بل يمكنهم أن يحولوا أى تصرف منها إلى فضيحة، فهى تحب الخشونة.. وللتأكد من ذلك يمكنك مراجعة الأغنييتن اللتين اقتسمت فيهما الأداء مع «بيونسيه» وهما «تليفون» و«فيديو فون» حيت الفضائح متوفرة بكثافة بفضل البلوتوث.فى ألبومها الثالث الذى تعد له حاليا، تتقمص «ليدى جاجا» روح «توباك شكور» الذى كان يرى نفسه «سفير شباب 20» وهى تحلم من خلال هذا الألبوم أن تقترب أكثر من تأثير مادونا، وتصبح «سفيرة المراهقات»، وتراهن على أنه - أى الألبوم - سيتحول إلى «نشيد» للجيل. سفيرة المراهقات 29 يناير من كل عام.. هو اليوم الذى حدده رواد «فيس بوك» ليكون «يوم ليدى جاجا القومى» national Lady Gaga Day! قبلها حصلت على لقب «ملكة اليوتيوب»، لأنها أول مغنية تتم مشاهدة كليباتها أكثر من مليار مرة.. «بوكر فيس» Poker Face شوهد (128,606,374) مرة.. «جست دانس» Just Dance (272,941,674) مرة.. «باد رومانس» (360,020,327) Bad Romance مرة.. دويتو «تليفون» Telephone مع بيونسيه، شوهد أكثر من 4 ملايين مرة بعد طرحه بيومين فقط.. هذا بخلاف نسبة المشاهدة فى القنوات غير الرسمية.. كما حصلت على 3 جوائز من Brit Awards أفضل مغنية، وأفضل ألبوم، وأحسن اكتشاف فنى للعام الماضى.. ولقب «امرأة العام» من قناةmtv واقتحمت قائمة أكثر عشر سيدات تأثيرا فى العالم.. وهو لقب شديد الأهمية تنتزعه «ليدى جاجا» بجدارة واستحقاق من نجمات كثيرات يملأن الساحة تألقا وتميزا.. خاصة التفوق التى تبدو عليه «شاكيرا» بألبومها المكتسح she wolf لكن يظل اللقب الأهم والأقرب إلى طموح «ليدى جاجا» هو كثرة المراهنين على أنها أقوى المرشحات لأن تكون امتداد «مادونا».. الأيقونة التى تسعى وراءها نجمات البوب، والنموذج الذى يبهر المراهقات.. ملكة المتناقضات، براءة «إيفا براون» وفجر «آن نيكول سميث».. المساحة التى توقع كثيرون أن تغطيها «بريتنى سبيرز» بعد بدايتها الكاسحة، لكن شيئا من هذا لم يحدث، فقد تورطت فى مشاكل وأفكار مراهقة، مثل إصرارها على الادعاء بأنها «عذراء»، ليبقى الرابط الوحيد بينها وبين «مادونا» فى حمى البدايات فقط، وهى أصلا مرتبطة بالأغانى التى كتبتها لها «ليدى جاجا».. كما كانت الجميلة «فانيسيا بارادايز»، والملقبة بالنسخة الفرنسية لمادونا.. لكنها اختفت بعد حمى البداية، وعاشت نجوميتها من خلال زواجها بالنجم الأكثر جاذبية «جونى ديب». «ليدى جاجا» لاتملك قدرة «مادونا» فى تجسيد النقيضين، ولا طاقتها على الاستفزاز، أو جرأتها فى اختراق التابوهات.. تفوق «ليدى جاجا» وتألقها مرهون بالشعبية والتفاعل الذى تحققه «راقصة التعرى» بين العوام الذين يناصبونها العداء.. ويوما بعد يوم تحقق «راقصة التعرى» التفاعل المنتظر يتبين ذلك من لهفة نجمات البوب على مشاركتها الغناء مثل «ريهانا» و«إميلى سايروس»، أو «بيونسيه»، والجماهير الغفيرة التى تطارد أغانيها وأخبارها.