هم أبطال تحدوا الصعاب وقهروا المستحيل.. إعاقتهم لم تمنعهم من تحقيق الإنجازات والبطولات بل كانت دافعاً للمزيد. إنهم أبطال الرياضة البارالمبيون الذين دائماً ما يحصلون علي وعود رنانة من المسئولين برفع القيمة المادية لمكافآتهم لتتساوي مع الأبطال العاديين. يؤكد الرباع شعبان دسوقي أن البطل البارالمبي يعاني من مشاكل عديدة أبرزها ضعف المقابل المادي وعدم توافر الإمكانيات اللازمة لإعداد الأبطال.. والمشكلة الأكبر هي التجاهل الإعلامي وعدم التقدير المعنوي. نحن نحقق إنجازات باسم مصر وكذلك الأسوياء.. فلماذا التفرقة بيننا في المكافآت؟!.. يسأل شعبان، ويواصل: إن معظم الأبطال البارالمبيين متزوجون ولديهم أبناء كيف ننفق علي أسرنا خاصة أننا متفرغون للرياضة وليس لدينا عمل آخر؟! شعبان أكد أنه يحصل علي عشرة جنيهات يومياً من مشروع البطل البارالمبي وهو مبلغ قليل جداً ولا يكفي متطلبات الحياة اليومية. وسبق أن وعد المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة الأبطال البارالمبيين بمضاعفة مكافآتهم قبل دورة بكين وهو ما حدث مع أصحاب الميداليات الذهبية والفضية فقط أما أصحاب الميداليات البرونزية فزادت مكافآتهم ولكنها لم تضاعف. يتابع شعبان: صاحب الميدالية الذهبية قبل بكين كان يحصل علي 100 ألف جنيه وبعدها تضاعف المبلغ ل 200 ألف، وكذلك صاحب الفضية الذي كان يحصل علي 75 ألفا وتضاعفت مكافآته إلي 150 ألفا أما صاحب البرونزية فكان يحصل علي 60 ألفا وبعد بكين حصل علي 100 ألف.. وأحذر من أن ضعف الإمكانيات سيؤدي لتراجع الإنجازات وسيهدد مستقبل الناشئين. واختتم شعبان حديثه مشيراً إلي أن تكريم السيدة الفاضلة سوزان مبارك للأبطال البارالمبيين بعد إنجاز بكين كان الأبرز والأفضل في مسيرته وهذا التكريم الجميل جعله يتراجع تماماً عن فكرة الاعتزال التي راودته بسبب التجاهل وعدم التقدير المادي والمعنوي. الرباعة فاطمة عمر بطلة مصر والعالم في وزن 56 كيلو جراما تقول: نحن لا نحصل إلا علي 10% فقط من مكافآت الأسوياء.. فأين المساواة التي وعدونا بها.. المشاكل التي يعاني منها البارالمبيون يمكن حلها بسهولة.. فهي تتمثل في إيجاد أماكن مناسبة للتدريب والمعسكرات وتغذية سليمة ومكافآت تتناسب مع حجم الإنجازات التي تتحقق. كما أن مسألة إعداد بطل بارالمبي مكلفة وقد تصل إلي مليون جنيه ولكن بسبب ضعف الإمكانيات فالشباب البارالمبي يهمل الرياضة ويتجه للبحث عن عمل آخر يوفر له دخلا محترما. وفاطمة التي فازت بكأس أفضل لاعبة في العالم 3 مرات تدق جرس الخطر بتأكيدها علي أنه في غضون سنوات قليلة ستفقد مصر سيطرتها علي عرش الأثقال البارالمبية بعد اعتزال الأبطال الكبار مشيرة إلي أنه لا يوجد جيل آخر خلفهم يستطيع مواصلة الإنجازات باستثناء لاعب واحد فقط هو شريف عثمان الذي وصل للعالمية وهو مازال في سن الشباب. أما متولي مطحنة كابتن منتخب رفع الأثقال فيقول: هناك فرق بين رعاية البطل الأوليمبي والبطل البارالمبي حيث إن البطل الأوليمبي يتقاضي شهرياً مقابل رعاية 800 جنيه ويدخر له 400 جنيه لما بعد تحقيقه نتيجة في الدورة الأوليمبية أما الأبطال البارالمبيون فلا يحصلون علي هذا المقابل المادي للتدريب.. ووفقاً لمشروع البطل البارالمبي فيحق لكل لاعب أن يتقاضي 50 جنيها يومياً ولكننا لا نتقاضي هذا المبلغ فعلياً وإنما مصروفنا اليومي 10 جنيهات ولا نعرف أين باقي مبلغ ال 50 جنيها . وأضاف مطحنة: إن هناك مشكلات أخري غير الدعم المادي مثل المعسكرات التي تقام خارج القاهرة ولا توجد بها رعاية طبية، وتكون التغذية رديئة جداً. وأعرب مطحنة عن خوفه الشديد علي إنجازات الأبطال البارالمبيين من كثرة هذه المشكلات فالميداليات البارالمبية تقل من دورة أوليمبية لأخري فبعد أن كانت 31 ميدالية في أتلانتا 1996 أصبحت 28 في سيدني 2000 ثم 23 في أثينا 2004 وأخيراً 12 في دورة بكين 2008 . وكان مطحنة قد بدأ إنجازاته بتحقيق فضية أوليمبياد أتلانتا 1996 تبعها بذهبية بطولة أوروبا المفتوحة 1997 ثم ذهبية ورقم عالمي في بطولة العالم 1998 وذهبية ورقم عالمي جديد في دورة الألعاب العربية 1999 وذهبية أوليمبياد سيدني 2000 ورقم بارالمبي ثم ذهبية بطولة العالم ورقم عالمي وأفضل لاعب في بطولة العالم 2002 وذهبية دورة الألعاب الأفريقية 2003 وذهبية أوليمبياد أثينا 2004 وذهبية بطولة أفريقيا والشرق الأوسط 2005 وذهبية بطولة العالم في نفس العام. وكأس أحسن لاعب وذهبية ورقم عالمي في بطولة العالم 2006 وذهبية دورة الألعاب العربية 2007 وأخيراً ذهبية أوليمبياد بكين ورقم بارالمبي جديد. من جانبه تساءل محمود العطار بطل رمي الرمح والقرص البارالمبي: هل يعقل أن تكون مكافأة اللاعب البارالمبي الذي يحصل علي بطولة العالم 10000 جنيه والثاني 7000 جنيه والثالث 5000 جنيه؟! وأضاف العطار: إن المشكلات لا تتوقف علي الجانب المادي فقط بل هناك مشكلات من ناحية التدريب والمشاركة في البطولات فأنا علي سبيل المثال شاركت في ثلاث دورات أوليمبية ولاعب بالمنتخب منذ 13 عاما ولم أسافر خلالها أي معسكر خارجي. كما أننا نحتاج إلي الاهتمام بأطقم الملابس والعلاج، ونحتاج لإعداد مبكر قبل الدورات الأوليمبية، وكذلك نريد أن يكون هناك صف ثان للمنتخب. الرباع شريف عثمان صاحب ذهبية دورة بكين يطالب بتعديل لائحة المكافآت للأبطال البارالمبيين بما يتناسب مع حجم إنجازاتهم.. وأضاف: نعلم أنه من المستحيل أن تتم مساواتنا بالأسوياء وفقدنا الأمل في ذلك.. ولكن علي الأقل نتمني أن نحصل علي نصف ما يحصلون عليه. فالبطل البارالمبي الذي حقق ميدالية أوليمبية يحصل علي معاش شهري من المجلس القومي للرياضة بواقع 1000 جنيه لأصحاب الذهب و750 للفضة و500 للبرونز. وأشار شريف إلي أن اللائحة الحالية تنص علي حصول البطل الذي يحرز ذهبية في دورة أوليمبية علي 20 ألف جنيه وبالطبع هو رقم ضئيل جداً مؤكداً أنهم حصلوا علي مكافآت استثنائية بعد بكين حيث حصل صاحب الذهب علي 200 ألف جنيه بدلاً من 20 ألف وهو مبلغ جيد ولكن بالمقارنة مع الأسوياء فهو لا شيء. أما عن التجاهل الإعلامي فقال شريف: اعتدنا علي ذلك.. فالاهتمام بنا يكون في أوقات البطولات الكبري وبعدها نعود لعالم النسيان. من جانبه أكد نبيل سالم رئيس اللجنة البارالمبية أن الأبطال البارالمبيين متساوون مع الأسوياء من حيث التدريبات والمعسكرات والإعداد للبطولات حيث يتدربون علي نفس الملاعب ويعسكرون بالمركز الأوليمبي بالمعادي مع الأسوياء وهناك اهتمام بملابسهم ورعايتهم الصحية حيث توفر لهم اللجنة تأمينا صحيا وعلاجا علي مستوي عالٍ في أحد أكبر المراكز الطبية لكن الشيء الوحيد الذي لا يتوافر فيه عنصر المساواة هو المكافآت المادية وهذا ليس بيد اللجنة البارالمبية وإنما هي لائحة المجلس القومي للرياضة ونحن نطالب الدولة بمساواتهم بالأسوياء مادياً. يضيف دكتور نبيل: نطالب بأن تكون ميزانية اللجنة البارالمبية مساوية لميزانية أي اتحاد من اتحادات الأسوياء. وعن مشروع البطل البارالمبي والمبلغ الذي من المفترض أن يتقاضاه اللاعبون يوميا وهل هذا المبلغ قدره 50 جنيها أو أقل تحدث نبيل سالم قائلاً: إن المبلغ اليومي هذا يسمي مصروف الجيب للاعب وهو غير ثابت بل يتغير شهرياً بناء علي تقييم شهري للاعبين من مدربيهم وإداريي المنتخب وإدارة اللجنة ويتم علي أساسه تحديد المبلغ المقرر والذي يعد مكافأة علي كم المجهود الذي بذله اللاعب خلال الشهر، ويقل هذا المصروف في فترات عدم الاشتراك في البطولات، ويزيد في فترة الإعداد ما قبل الدورات الأوليمبية. وعن الإعداد لأوليمبياد لندن 2012 أكد دكتور نبيل سالم أنه بدأ من الآن وهناك معسكر بالمركز الأوليمبي بالمعادي للأثقال وألعاب القوي، وفي بورسعيد لكرة الجرس والكرة الطائرة، وقد تأهل للأوليمبياد كل من منتخبات الأثقال وألعاب القوي وتنس الطاولة ويخوض منتخب الكرة الطائرة كأس العالم ببورسعيد منذ أواخر مارس الماضي، ويخوض منتخب كرة الجرس تصفيات أفريقيا في نفس التوقيت.