انتخابات نقابة السينمائيين على الأبواب، والمعركة - حتى وإن رفض البعض تسميتها هكذا كالمُخرج «على بدرخان» - بدأت من قبل أن يفكر أعضاء النقابة فى الانحياز لمرشح على حساب الآخر . معركة الانتخابات تبدو أشبه بفيلم سينمائى لا يخلو من المفاجآت التى تطفو على السطح من وقت لآخر كأن تجد المخرج «خالد يوسف» يقدم على ترشيح نفسه فى اللحظات الأخيرة - يوم إغلاق صندوق التقدم بالترشح لمنصب النقيب، لتُصبح الانتخابات محصورة الآن فى ثلاثة أسماء سكرتير النقابة «مسعد فودة» والمخرجين «خالد يوسف» و«على بدرخان»، ويضاف اسم المُخرج «شكرى أبوعميرة» كمرشح آخر قوى، لكن ليس بقوة الأسماء الثلاثة السابقة. خلال الأسابيع الثلاثة الماضية بدأت كواليس الانتخابات تشهد ألعاباً غير متوقعة مثل محاولة إثناء بعض المرشحين عن التقدم، وهذا ما فعله المخرج خالد يوسف الذى أجرى مكالمة هاتفية مع «على بدرخان» يوم الجمعة 29 يناير الماضى طالبه فيها بأن يلتقيا مع مجموعة من الأصدقاء هم الناقد «على أبوشادى» ورئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون المهندس «أسامة الشيخ» والمخرج «يسرى نصر الله»، فقام بدرخان بعدها بالاتصال بأبو شادى ليخبره صراحةً بأنه إذا كان هدف خالد من اللقاء هو مطالبته بالتنازل فعليه أن يعلم أن هذا لن يحدث، وإن كان سيأتى فليأت كصديق، على كان على استعداد لمناقشة فكرة التنحى ولكن فى حال ألا يكون «خالد يوسف» هو المطالب بهذا، وفى المُقابلة طلب «خالد يوسف» من بدرخان التنازل على طريقة «أن نرى أسهم من الأعلى لدى الناس»، وهو ما أجاب عنه بدرخان بأن المُقارنة لن تكون أبداً فى صالح «خالد يوسف»، فأجاب خالد: «إذن لنر كم عدد الأعضاء الذين يؤيدونك ولنر عدد الأعضاء الذين يؤيدوننى؟».. وهو أيضاً ما أجاب عنه بدرخان بحسم «أنا أرفض هذا شكلا ومضمونا». «خالد يوسف» كان قد صرح بأن سبب دخوله الانتخابات هو سكرتير النقابة «مسعد فودة»، وخاصة أن خالد يخشى من أن النقابة ستذهب هكذا لصالح التليفزيونيين، ولذا دخل الانتخابات لتفتيت الأصوات، وهو ما علق عليه بدرخان: «بأننى مرشح كنقيب لجميع الفئات سينمائيين وتليفزيونيين».. الغريب أن هذه المقابلة تأتى فى مجملها على العكس من تصريحات «خالد يوسف» عن الانتخابات فى الصحف، فهو يردد بأنه «ضامن مية مية» ترشيح الأعضاء له. فى المقابلة طلب أبوشادى والشيخ ونصر الله - أن يقوم خالد وبدرخان بكتابة كل منهما تنازل للطرف الثانى، على أن تبقى الورقتان لدى «أسامة الشيخ»، ولتتم رؤية من فى الاثنين أسهمه أعلى، على أن يتم التخلص من ورقة صاحب الأسهم الأقل وهو ما رفضه بدرخان أيضاً حيث قال لهم «هو أنا عبيط؟ أنا معملش الكلام ده». بعد انتهاء المقابلة، طلب «خالد يوسف» أن يجتمع مع التليفزيونيين «بمفرده» وهو ما رفضه وزير الإعلام «أنس الفقى»!.. لأن هذا يعنى أنه سوف تكون هناك «شللية» فى الانتخابات.بينما من الواضح لكل المترددين على ماسبيرو أن هناك حالة دعم شبه معلنة من جانب أسامة الشيخ لخالد يوسف وبصورة تكشف انحيازا لافتا. اجتماعات فرعية روزاليوسف علمت أيضا أن هناك اجتماعاً آخر عقده التليفزيونيون مع كل من «مسعد فودة» و«شكرى أبوعميرة»، وطالبوا فيه الاثنين أن يتنازل أحدهما لصالح الآخر، وهو ما رفضه الاثنان أيضاً - ونفاه سكرتير النقابة «مسعد فودة» فى اتصال هاتفى، مؤكداً أن ما يقال هو شائعات مغرضة «والحكاية مش محتاجة توسع». كل هذه المواقف المتناقضة من السهل أن تجد لها تفسيرات، فمثلا تستطيع أن تفسر انحياز يسرى نصرالله لخالد يوسف بأن هناك مصلحة مشتركة تجمع بين «يسرى نصر الله» و«خالد يوسف»، وخاصة أن خالد قريب الصلة من المُنتج كامل أبو على «الباتروس» الذى أنتج فيلم يسرى الأخير، وفى نفس الوقت نجد أن هناك مصلحة مشتركة تجمع بين «على أبوشادى» و«ممدوح الليثى»، الذى يقال أنه ومعه السيناريست «وحيد حامد» وراء ترشيح «خالد يوسف» فى الأساس، أما «أسامة الشيخ» فأحد مساعديه هو السيناريست «سيد فؤاد» - مؤلف فيلم «كلمنى شكرا» فيلم خالد الأخير ويقال أن فؤاد أوصى «أسامة الشيخ» على «خالد يوسف» الذى وعد بضمان حقوق التليفزيونيين. حق الرد عندما واجهنا على بدرخان بكل ما سبق رفض التعليق سواء بالنفى أو بالإيجاب لأنه لم يشأ أن يدخل فى معارك جانبية فى ذلك الوقت الحرج. على كانت له تعليقات كثيرة على ما كنا قد نشرناه حول عدم إحساس أعضاء النقابة بوجوده وهو ما رد عليه بقوله «ترشيحى نابع من إيمان زملائى والطلبة بى، فقد طلبوا منى أكثر من مرة أن أرشح نفسى، لأننى أستطيع التصدى للعمل النقابى، ولأنهم يرون أنى من أسس النقابة، وخاصة أننى من أقدم اثنين فى جداول النقابة، وكان هذا قبل أن تكون هناك نقابة فى الأصل، عندما كانت نادى المهن التمثيلية، وكنت أسعى وزملائى لإنشاء النقابة، وهذا قبل أن تظهر الأسماء الحالية كممدوح الليثى وغيره.. وأنا». على واصل حديثه عن الأوضاع الحالية للنقابة قائلا: «النقابة دلوقتى ما بتعملش حاجة، بدليل أن الناس تعزف عن العمل النقابى، النقابة والناس تعبانة.. وما أريده الآن تحسين المعاش والتأمين الصحى، وهذه مطالب دائمة، وهناك مشكلة متجسدة ومتضخمة وهى البطالة، وظروف التشغيل. أما عن مسألة انفصاله عن التليفزيونيين، فيقول: «هذه شائعات مغرضة، فقد عملت فى التليفزيون منذ عام 1964 وبعدين مفيش حاجة اسمها نقابة تليفزيون فقط أو سينما فقط، احنا نقابة مهن.. وليست جهة.. وغلط نقول سينما وتليفزيون بس، وبعدين فى اتحادنا قوة».. وعن مسألة تقدم سِن بدرخان، مما يجعله غير مؤهل لتولى مسئولية النقيب، فيقول: «أساساً النقيب يجب أن يكون مر عليه 15 عاماً كعضو عامل، والتساؤل عن عمرى لم يطرح فى ظل رئاسة سعد وهبة للنقابة وكان عنده 80 عاماً، وممدوح الليثى 70 عاماً، فلماذا يطرح التساؤل الآن عن كيفية أدائى فى ظل عمرى الحالى؟!.. فأنا بالنسبة لهؤلاء طفل!. على رد على الأقاويل التى تشير الى دعم الليثى لخالد يوسف بقوله «الجميع يعلم أننى إذاً قادر على تحمل المسؤلية، وأولهم ممدوح الليثى.. وبعدين لو عاوز تسأل السؤال ده روح اسأل ممدوح الليثى، الذى يقول دائما أن الجميع أبناؤه، لكنى لست ابنه.. ولا أعرف ما الذى يفكر فيه». مجرد أقاويل توجهنا بكل هذه الأقاويل إلى ممدوح الليثى الذى أوضح أن: «أى انتخابات تصاحبها دعاية سلبية وأخرى إيجابية، وبما أن خالد يوسف مصاحب لى بسبب التحضيرات لفيلم الرئيس والمشير، وبحكم أننى كنت نقيبا سابقا يصبح من الطبيعى أن يقال أننى أدعم خالد يوسف، وما يحدث هو أن الصحفيين يكتبون شائعات ويصدقونها هم، فلم أقم برفع سماعة الهاتف لأتحدث مع أى مرشح عن خالد يوسف، وخاصة أن هؤلاء جميعاً أصدقائى، وكانوا معزومين عندى على أكلة سمك من يومين، وإن كنت أريد الانحياز لأحد فسأنحاز علناً، ولن اتخفى وراء سور لأقول رأيى، فالكل متساوون أمامى، ولا صحة لما يقال حول أننى أعلن موقفاً، وفى الخفاء اتخذ موقفاً آخر، وصوتى أمانة وسأنتخب من يوافق أفكارى، ومن سينجح هو صاحب الكفاءة، والناخبون يعرفون من هو الأكفأ». الليثى قطع حديثه معنا لإجراء اتصال هاتفى مع على بدرخان أمامنا وكانت المكالمة ودية فى معظمها، حيث قال الليثى لعلى «ازيك يا علوة، كان مكتوب قبل كده إنى فزت عليك ب 156 صوتاً وهى فى الأصل 158 صوتاً ههههه.. على فكرة هناك من يقول إنى مع خالد يوسف ضدك، وبعدين مش أنت لسه واكل عندى سمك من يومين، الحقيقة أنى فى موقف حرج لأنى منحاز لكم، لكن مركزى كرئيس اتحاد النقابات، وكصديق لك يجعلنى فى موقف صعب، وحينما تسمع أننى مؤيد لأحد ضدك، فلا تصدق، وأنت تعلم كيف أننى أحبك وأقدرك». الليثى يرى أن المشكلات التى ستواجه نقيب السينمائيين القادم محصورة فى مشكلتين: الأولى هى تشغيل أعضاء النقابة، والثانية - المتعلقة بالأولى - البطالة، وخاصةً أن النقيب القادم لن يملك عصا سحرية، فالمسألة لها علاقة بالعرض والطلب فى السوق، فهناك - مثلاً - فنانة لها جماهيرية عن فنانة أخرى، وبالتالى الإقبال هنا من شركات الإنتاج على من سيحقق لهم أرباحاً، وبالتالى النقيب لن يقدر أن يقوم بفرض أسماء «فاشلة» و«كسولة» على المنتجين، الليثى عاد ليؤكد أن هذا ليس سهلاً، ويتطلب من النقيب دراسة جدوى، فهى مسألة يجب أن يتم حسابها بدقة، وليست تصرفاً أهوج، وهو ما سيواجهه النقيب القادم أيضاً مِن ضمن المُشكلات، وخاصة أن أحوال السينما الآن سيئة.؟