لا أستبعد أن يتلقى المرشد السابق للمحظورة عرضا مغريا من قناة الجزيرة الرياضية أو حتى الشوتايم سبورت ليعمل لإحداها كمحلل كروى ليملأ فراغه بعد استبعاده من موقع المرشد المحظور، كرد فعل على التحليل الكروى الممزوج بالسياسة الذى نشره فى إحدى الصحف الخاصة التى أفردت لها صفحاتها ليحلل مباريات المنتخب الوطنى فى الأمم الأفريقية ويكشف سر الإنجاز التاريخى الذى حققه المصريون فى أنجولا ,2010 متحججا بأنه يحب الكرة خاصة أنه خريج تربية رياضية. الغريب أنه قسم اللاعبين بقوله إنه يحب أحمد حسن أكثر من كل اللاعبين، وكان حريصا على تقديم الأخلاق على الحرفية والجهد، لكن كان الأغرب أيضا ألا يركز على البعد الدينى الذى تحدث فى إطاره البعض، ورد عليهم أبوتريكة هذا النجم الحاضر الغائب بقوله: إن هؤلاء النجوم تعبوا وعرقوا ليحققوا ما مصر فيه الآن من إنجاز تاريخى نتمنى أن يتكرر، وقدم الجهد والعرق والإخلاص على كل شىء حتى يقف الله بجانب الفرد ويحقق مراده وهو ما ندعو له، لا أن تتواكل وتركن إلى الدعاء وتتصور أن فى السجود الحل. لكن افتقدت روشتة عاكف للحرفية، وبالتالى ستكون عروض التعاقد المرتقبة إن وصلت أساسا لهذا العجوز من أجل عيون الاستماع إلى كلامه كتسالٍ فى فترة ما قبل السهرة، أو قبل مباراة يتوقع لها أن تكون مملة، كما كان المؤرخ الفنى الراحل الشهير بميكى ماوس يجذبنا إلى أفلام أقل إثارة من كلامه المشوق، والتشويق فى كلام عاكف ينبع من غرابته، كأن يحاول أن يزج برسالة سياسية فى قلب التحليل الكروى فيبدو وكأنه يحكى نكتة ودون أن نضحك، إلا أن الأغرب من ذلك أنها تكون غير مضحكة، فتضطر أن تنتظر النكتة القادمة ربما تكون مضحكة، وهكذا حتى نهاية الحوار الكروى الذى كان يحكى فيه جدو أن يفضل أن يشاهد المباريات مع أحفاده فى البيت، لكنه لم يكشف لنا عن رأيه فى جدو هداف البطولة ووش سعد المنتخب، وهل إنجازه هذا بسبب دعاء الوالدين فقط أم لأنه تعب واجتهد فكان جزاؤه الفورى. عاكف عندما سُئِل عن تعليقه على إنجاز المنتخب تحدث وكأنه فى حلقة نقاش سلفية وقال: الحمد لله أن سُتِر منتخبنا بهذا الأداء المتميز أمام فرق قوية ومتميزة فى أدائها أيضاً، خاصة فى المباراة النهائية مع غانا. ويستحق هذا الفوز أن نطلق عليه نصراً مؤزّراً، فهو نصر من الله جاء بعد جهد وعناء شديدين للمنتخب طوال فترة تدريبه، ومكافأة من المولى - عز وجل - أن هيأ لنا أسباب النصر حتى يفرح كل المصريين. واستمر عاكف على نفس المنوال، لكن لا أستبعد أن أراه فى الجزيرة الرياضية كما الحال مع الشيخ يوسف القرضاوى فى الجزيرة الإخبارية، وهو ما يخلق الضغينة بين الاثنين، خاصة أن عاكف لا يحب الرياضة إلا لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: إن المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من الضعيف، ولم يلتحق بالتربية الرياضية إلا بأمر حسن البنا مؤسس الجماعة المحظورة، وبالتالى فلن يحلل فنيات الكرة بل فقهياتها .. وكأنه مفتى الكرة لا محلل فقط.؟