«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كيف نجت مصر من أقوى سيل مدمر منذ 100 عام؟!

القاهرة : ولاء حسين العريش: مسعد رضوان أسوان : أحمد الشريف جنوب سيناء : عمرو غنيم
السيول نقمة ونعمة.. شاهدنا خلال الأسبوع الماضى نقمتها التى دمرت منازل وقطعت طرقا وراح ضحيتها أرواح، بينما ستبرز الأيام القادمة نعمتها أيضا فى توفير المياه للتنمية والرخاء والاستصلاح.. وما لا يعرفه الجميع أن الحكومة كانت على موعد مع السيول المدمرة التى عصفت بسيناء والصحراء الغربية وأسوان.. هذا ما كشفت عنه المذكرة التى أعدتها وزارة الموارد المائية والرى بعد انتهاء الأزمة لعرضها فى اجتماع وزارى سيعقد لتقييم الأداء الحكومى فى التعامل مع أزمة سيول لم تشهدها البلاد منذ أكثر من 30 عاما وكيفية إدارتها.. وفقا للمثل الشهير «رب ضارة نافعة»
نجحت الحكومة فى امتحان أصعب بقدرتها على تخزين حوالى 20 مليون متر مكعب سطحية من مياه السيول خلال اليومين الأول والثانى فقط من الأزمة، بل لم تسمح بانجراف سوى النذر الضئيل من المياه تجاه الأراضى المحتلة حتى لا تستفيد إسرائيل بهذه المياه التى تحتاجها بشدة لأعمال تبريد مفاعلها النووى وبناء المستوطنات الجديدة فى ضوء قلة مواردها المائية!
المذكرة التى أعدتها الرى أفادت أنه من خلال معاهد الوزارة البحثية بالمركز القومى لبحوث المياه التى تقوم بالمتابعة اليومية من خلال عمل النماذج الرياضية وباستخدام الإنترنت والأقمار الصناعية.. أشارت نتائج أحد هذه النماذج الرياضية لمعهد بحوث الموارد المائية فى 16 يناير إلى احتمالية حدوث أمطار على معظم مناطق الجمهورية الساعة الثالثة ظهرا بالتوقيت المحلى، وتبدأ العاصفة من جهة الغرب فى اتجاه خليج السويس، وأظهر النموذج بعض الأمثلة للتوزيع المطرى لفترات زمنية مختلفة «3 ظهرا، 9 مساء، والواحدة بعد منتصف الليل يوم 2010/1/17»، وأشارت نتائج النموذج إلى استمرار العاصفة لمدة تزيد على ثلاثة أيام.
فيما يتعلق بمحافظة شمال سيناء فإنه نتيجة لسقوط الأمطار الغزيرة التى كونت سيولا على مناطق وسط سيناء مساء الأحد 17 يناير تضررت مناطق وادى العريش ووادى الأزرق نتيجة لسريان السيل داخل مخرات السيول ورغم إزالة العوائق من هذه المخرات لضمان عبور المياه التى تجمعت أمام جسم سد الروافعة ..إلا أن المياه أخذت فى الارتفاع تدريجيا حتى وصلت نصف متر أعلى من منسوب جدار السد الذى يسع لحوالى 5 ملايين متر مكعب، فاندفعت المياه إلى وادى العريش متدفقة بسرعة كبيرة وصلت إلى 100 كم فى الساعة، وتدفقت المياه فى اتجاه البحر مسببة فصل شرق العريش عن غربه!
ما حدث فى جنوب سيناء، فإنه مع وجود 4 سدود وبحيرة صناعية وحواجز إعاقة وحواجز توجيه تم تخزين مياه السيول خلف السدود والبحيرة، مما ساهم فى تخفيف حدة السيل الذى تم الاستعداد له بقوة للتنبؤ بأنه كان أكثر دمارا لهذه المنطقة، وكان قادرا على تدمير نويبع بالكامل، إلا أن السيل مر فى المجرى المحدد بالأعمال الصناعية التى سبق تنفيذها، وفيما يتعلق بمنطقة دهب فقد أشارت البيانات الواردة من موقع الحدث إلى أنه تم تخزين كميات كبيرة.
وساهمت كميات السيول الساقطة على مدينة شرم الشيخ وحدها فى تخزين كميات إضافية من المياه ببحيرة سد العاط بارتفاع يصل إلى حوالى متر وعلى مساحة تقدر بحوالى 10 آلاف متر مربع نتيجة لوجود سدود تخزين وإعاقة بوادى العاط لحماية القرى السياحية بخليج نعمة، بينما تأثرت منطقة وادى فيران بسيل فى معظم الأودية الفرعية مثل وادى الشيخ ووادى الأخضر ووادى سولاف والرحبة، وقد قام سد وادى الأخضر بتخزين مياه السيل بارتفاع 6 أمتار، مما ساهم فى حماية الطرق المؤدية إلى وادى فيران.
وفى منطقة الطور حدث سيل بوادى «أسلا»، مما أدى إلى حدوث إطماء على الطريق المؤدى إلى شرم الشيخ نظرا لعدم وجود منشآت حماية على هذا الوادى، وفى منطقة رأس سدر ونظرا لعدم وجود منشآت حماية من السيول، فقد أشارت البيانات المتاحة إلى تعرض قرية أبوصويرة بمصب وادى وردان والباغة إلى تدمير معظم المنازل «250 منزلا» وحدوث تلفيات فى المزارع المنتشرة بالمنطقة، وكانت الوزارة قد بدأت برنامجا لعمل بعض الأعمال الصناعية بها مؤخرا.
وفى منطقة رفح والشيخ زويد لفت التقرير إلى أنه بلغ أعلى هطول مطرى حدث بمدينة رفح منذ سنوات ووصلت كمية الأمطار إلى 100 مم عند جهاز مجمع المطر الخاص بالمعهد بمدينة رفح.
كانت الموجة الأولى التى وصلت من وادى الأزرق الحدودية قادمة من إسرائيل وتزامنت مع سيول غزيرة التي اتهمت إسرائيل فيها بقطع حواجز المياه فى النقب لتصب مياه السيول على الحدود وفى قطاع غزة المجاور، وتدفقت مياه الموجة الأولى من السيول حتى وصلت شاطئ البحر المتوسط بالعريش، وأخذت معها جميع أنواع الزرع والشجر وغمرت الكثير من منازل وعشش المواطنين فى البرث والقريعة ثم العريش، ودمرت فى طريقها خطوط الاتصالات والكهرباء والمياه، وأطاحت بمنشآت موقف أتوبيس الاتحاد العربى للسياحة وأكشاك ومحلات سوق الخضر والفاكهة، وموقف سيارات النقل الداخلى بالعريش.. وتلتها الموجتان الثانية والثالثة قادمتين من واديى البروك والجرافى اللتان قضيتا على آخر رمق فى مرافق العريش العاصمة، وأدتا إلى فصل مناطق غرب العريش عن شرقها.. كما دمرت جميع الطرق والمحاور داخل المدينة وعزلت الشرق عن الغرب تماما.. وأطاحت ببعض المنشآت وغمرت المياه مستشفى العريش العام وعددا من المدارس ومنازل المواطنين.
ونتج عن ذلك آلاف العالقين فى الجانبين على مجرى وادى العريش من القاطنين فى ضاحيتى السلام والجيش ومناطق وأحياء عاطف السادات والمرحلة الرابعة وأبوصقل والريسة.. علاوة على مركزى ومدينتى رفح والشيخ زويد.. ولم يجد المواطنون أمامهم سوى الاتصال بذويهم فى كل جانب عن طريق الهاتف المحمول.. بعد أن قطعت السيول بعض كابلات الاتصال السلكية، ووقف أبناء شرق العريش يندبون حظهم الذى أوقعهم فى الجانب الآخر.. بعد أن امتد حصار غزة ليشملهم.. حيث نفد مخزونهم من المواد الغذائية ومستلزمات الحياة وباقى الاحتياجات الضرورية.
وكان مراسل «روزاليوسف» يؤدى عمله غرب العريش فى تغطية أحداث السيول منذ الموجة الأولى يوم الاثنين الماضى.. وتعرض للغرق أكثر من مرة فى مياه السيول أثناء مرافقته لها ومحاولة تصويرها أثناء اقتحامها المدينة الشبابية الجارى إنشاؤها، حتى إنه ظل معلقا على مجرى السيول فى البر الغربى حتى إقامة الجسر المؤقت للعبور مساء الخميس.
ولم يتمكن عدد من مديرى المصالح الموجودة شرق العريش من مباشرة عملهم من مكاتبهم، وكانوا وسط الأحداث غرب العريش.. كما لم يتمكن بعض المسئولين وأعضاء المجموعة البرلمانية من استقبال رئيس الوزراء الذى هبط بطائرته شرق العريش، واضطر بعضهم إلى ركوب لودر أو ظهر الخيل ليلحق بزيارة رئيس الوزراء.
وبالرغم من مرور عدة أيام على السيول.. إلا أن الموقف النهائى لم يتحدد بعد بخصوص الضحايا والمضارين.. نظرا لانقطا ع الاتصال بوسط سيناء وباقى المناطق المضارة للوصول إلى الحصر النهائى.
وتشير بيانات غرفة العمليات الرئيسية وفقا لما توصلت إليه وما تم الإبلاغ عنه من جانب شهود العيان إلى وجود بعض حالات الوفاة والمفقودين.. إلى جانب انفصال شرق العريش حتى الحدود الدولية برفح عن غربها حتى قناة السويس، وعدم وجود اتصالات بين العريش العاصمة وبين وسط سيناء بسبب استمرار موجات وتوابع السيول.
إلى جانب انقطاع المياه والكهرباء والاتصالات التليفونية.. والتى أصبحت مثار شكوى مستمرة من مواطنى شرق وغرب العريش على السواء،نتج عن ذلك وفقا لما هو متاح حاليا 5 حالات وفاة وحالتان مفقودتان وعدد 10 مصابين، كما تم تقدير قيمة التلفيات والأضرار عن السيول.. منها انهيار 592 منزلا و1487 منزلا أخرى غمرتها المياه، وتدمير 72 طريقا بطول 89 كيلومترا واقتلاع نحو 13 ألف شجرة مثمرة أهمها أشجار الزيتون، كما قدرت تلفيات شبكات الصرف الصحى والمحطات بنحو 20 مليون جنيه، وتلفيات المنطقة الصناعية الحرفية 10 ملايين جنيه، وتلفيات مستشفى العريش العام بمبلغ 10 ملايين جنيه أخرى، وبعض المنشآت و20 عامود كهرباء جهد متوسط بإجمالى 16 ألف جنيه، بالإضافة إلى فقد سيارة مطافئ بنخل وسيارة ملاكى و2 سيارة بالعريش.
بانتهاء الجسر عبر آلاف العالقين من الجانبين، وبدأ إدخال بعض احتياجات المواطنين فى الجانب الشرقى، وهناك الكثير من الأسر التى تقيم فى معسكرات الإيواء بالمدارس وفى المساجد ولدى الأسر الأخرى التى استضافتها.
ويتناقل المواطنون فى كلا الجانبين (شرق وغرب العريش) نبأ الطفل الذى لقى مصرعه غرقاً فى إحدى بلاعات الصرف الصحى بمنطقة عاطف السادات شرق العريش التى غمرتها مياه السيول فغرق فيها الطفل، ولم تفلح جهود المواطنين فى إنقاذه.. مع صعوبة وصول أجهزة الإنقاذ أو الإسعاف إليه لوجودها فى غرب العريش، وكذلك السيدة التى توفيت غرب العريش واحتاروا فى نقل الجثة لدفنها بالشيخ زويد شرق العريش.. مما اضطر أهلها إلى نقل الجثة فى مركب صيد عن طريق البحر.
كما يحكى صاحب ورشة سيارات عن تعرض ورشته لمياه السيول التى جرفت أمامها بعض السيارات القديمة وعددا من إطارات الكاوتش الموجودة داخل ورشته.
وهناك فتاتان كانتا تعدان نفسيهما للزفاف، وجهزتا احتياجاتهما من أجهزة كهربائية ومفروشات بلغت قيمتها 80 ألف جنيهً، جاء السيل فأخذها وباقى أثاث المنزل معه.. وتقيم الفتاتان حالياً مع أسرتيهما فى معسكر الإيواء بإحدى المدارس.
وتعانى أسواق المدينة وباقى المدن شرق العريش من عدم وصول الخضروات والفاكهة وباقى احتياجات المواطنين.. بسبب فصلها عن غرب العريش.
وفيما يخص محافظة أسوان أشار تقرير فريق العمل التابع لوزارة الرى الذى تم انتدابه إليها لنفس المهمة بأن أنشطة المعهد فى المحافظة من تحديث دليل السيول الذى تم إعداده للمحافظة بعد حدوث سيل 1996 .
شدد الوزير على أن هذه المنشآت التى قامت الوزارة ببنائها على مدى السنوات الماضية كنوع من الاستعداد ساهمت فى وقاية البلاد من دمار شامل كان من الممكن أن يلحق بها لأننا تعرضنا لأقوى السيول المدمرة التى لم يحدث مثيلها منذ 100 عام، أبلغ دليل سد العاط الذى أنقذ كامل مشروعات التنمية بشرم الشيخ من دمار كاد أن يلحق بها مع موجة السيول.
وأضاف «علام»: وزارة الرى هى الجهة المسئولة دستورياً عن المشروعات التى تقام لمواجهة السيول والوقاية منها والاستفادة منها بالتعاون مع المحليات ووزارات الداخلية والدفاع والنقل والكهرباء إلا أنه شدد على أن أخطار السيول تزداد مع زحف واتساع المناطق العمرانية والتعديات الناشئة على مخرات السيول.
«روزاليوسف» رصدت معاناة وألم أهالى القرى الأسوانية وردود أفعالهم بعد الزيارة المفاجئة للرئيس مبارك لتفقد قراهم وقراراته الحكيمة التى كانت محل تقدير واحترام من جانبهم للوقوف على كيفية مواجهتهم للسيول والأمطار الرعدية.. وما نجم عنها من آثار سلبية غيرت مجرى حياتهم الطبيعية، ويقول «حمدى حسنين» من قرية أبو الريش قبلى: «رأيت الموت أنا وأسرتى المكونة من 5 أفراد بسبب السيول التى لم نر مثلها وخلال ساعات كان منزلنا عبارة عن أكوام من التراب والأسقف سقطت والحوائط انهارت حيث إنها من الطوب اللبن.
وأضاف: «أنا وأسرتى كان لدينا عدد 2 ماشية و4 ماعز كنا نربيها، فقدنها أثناء هطول الأمطار حيث سقطت عليهم حوائط وجدران الحوش الذى كنا نربيها فيه.. ولكنى أحمد الله على أننى خرجت أنا وأولادى ولم يصبنا مكروه ويعوضنا خير فى ما فقدناه من أثاث داخل المنزل.
أما «بسطاوى عبدالعزيز» - من قرية الأعقاب - فيقول أنه تزوج منذ 3 أشهر ويعيش هو وزوجته مع أسرته المكونة من 4 أفراد، وقال أنه عاش وأهله ليلة لن تنسى فلم يستطع أن يقوم بأى شىء سوى أنه ظل أثناء هطول الأمطار فى إخراج أهل بيته ولم يستطع أن يأخذ أى شىء من «الأثاث» الجديد الذى أصبح خردة حيث سقطت جميع جدران وحوائط المنزل وأسقفه على الأغراض الشخصية والتى تم شراؤها قبل الزواج وتقدر بأكثر من 20 ألف جنيه، هذا بجانب البيت الذى تم ترميمه قبل الفرح وأصبح الآن فى خبر كان.
وأضاف: «أقوم حالياً بجمع الأثاث والعفش والذهاب به لأهل زوجتى لحين إتمام بناء منزلى مرة أخرى».
وعن الدعم من الرئيس مبارك والتعويض بمبلغ 25 ألف جنيه قال بسطاوى أنه سيسعى بمجرد استلامه هذا المبلغ لتجهيز المنزل مرة ثانية لكى يستطيع أن يكمل حياته ويحيى حياة طبيعية مقدما شكره للرئيس مبارك على هذه المبادرة السريعة لحل مشاكل البسطاء!
أما محمد على محمد من نجع الشيخ على وأسرته مكونة من 8 أفراد فيقول: لولا كرم ربنا لكنا تحت الأنقاض، التى دمرت المنازل وراح معها جهاز ابنتى التى كانت تستعد للزواج!
وأضاف: نحن الآن نقيم فى منزل أخى الذى لم يتضرر من الأمطار نقلنا إليه ما تبقى لدينا من أغراض.
وفى أبوصويرة بمحافظة جنوب سيناء كانت المشاهد العصيبة والتى رصدناها على لسان الأهالى هناك كما يروى رقيب شرطة يعمل بقسم رأس سدر كان يحمل ابنه «أحمد 6 سنوات» أنه حاول الهرب بين حوارى القرية التى تحولت شوارعها فى ثوان إلى أنهار مياه جارفة وكأن البيوت وسط الأنهار فأصابه الهلع وقام برفع ابنه على أكتافه وسط صراخه بعد أن طلبت منه أمه أن تبقى فى البيت هى وأخته سهام 3 سنوات لحين الخروج بابنها إلى منطقة آمنة وأخذ يصارع المياه الجارفة بعد أن وصل ارتفاعها إلى متر ونصف إلى أن اشتدت سرعة المياه وجرفته للارتطام بأحد الأسوار المنهارة ووقع على الأرض وسط المياه وكاد يغرق فوقع ابنه فى المياه!
أضاف: وكانت أصعب لحظات حياتى وأنا أسمع ابنى يصارع الموت والسور يحجزنى وهو يصرخ يا بابا الحقنى.. ولم أتمالك نفسى وأصابنى الذهول بعد انقطاع صراخه واختفى عن أنظارى ولم أستطع العودة لأمه وأقول لها «فقدت الواد» ووسانى أهالى القبائل والجيران عندما حاولوا مساعدتى فى العثور على ابنى وأخذت 3 أيام أبحث تحت الأنقاض عليه ووجدت نفسى أمشى لا أعرف الليل من النهار حتى وصلت لنهاية السيل عند ساحل البحر ولم أجده حتى جاء أول أمس الخميس بعد أن قابلنى المحافظ اللواء عبد الفضيل شوشة وصرف لى تعويضا لفقد ابنى فى مجلس المدينة وإذا بزملائى فى قسم الشرطة يبلغوننى بأنهم عثروا على ابنى تحت أنقاض أحد المنازل فذهبت لأدفن جثته بيدى وحاولت إخفاء الخبر عن زوجتى حتى لا تتجدد أحزانها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.