دائماً نأخذ القرار بعد فوات الأوان والدليل تزامن قرار د. حاتم الجبلى وزير الصحة بتصنيع عقار علاج الفيروس «HIN» المعروف بالتاميفلو مع ظهور حالات مقاومة له، وإعلان منظمة الصحة العالمية عن ظهور 25 حالة حتى الآن مقاومة له فى العالم، ورغم أن الحالات لاتزال فردية، فقد سادت مخاوف من عجز العقار عن مكافحة الإصابة بالمرض خلال الشهور المقبلة، كما أظهرت تقارير منظمة الصحة العالمية ظهور بداية تحور للفيروس فى النرويج وأمريكا وبعض دول الاتحاد الأوروبى.. على الرغم من تأكيد بعض الخبراء من شفاء كثير من الحالات بدون تاميفلو، وأن الحالات التى تحتاج العقار هى التى تعانى من أمراض مزمنة وسمنة مفرطة وكبار السن والأطفال تحت 5 سنوات، ولذلك فإن وجود لقاح يقى من المرض سيجعل الحاجة إليه تقل وسيؤدى إلى انخفاض سعره وهو ما يعلل سماح شركات الأدوية الكبرى المنتجة له للدول خاصة النامية منها بتصنيعه محلياً لاستمرار تدفق الأرباح على هذه الشركات خاصة أن هناك محاذير ومخاطر كبيرة من التاميفلو، إذا أخذ بدون ظهور أعراض المرض، كما أن طرحه فى السوق بأسعار مخفضة سيجعل هناك عشوائية فى استخدامه لكل من سيظهر عليه أعراض البرد أو الأنفلونزا العادية سوف يأخذه مما يقلل المناعة ويفقده فاعليته فى حالة الإصابة بالمرض. ولهذا أرى عدم تصنيعه محلياً خاصة أنه أصبح متوافراً وسعره فى انخفاض ولم يعد هناك مشكلة فى الحصول عليه، مع تصنيع اللقاح المضاد لمرض «HINI» المعروف بأنفلونزا الخنازير الذى مازالت الدول الكبرى تتحكم فى الكميات التى تخصصها للدول النامية حتى الآن، ولم توافق على زيادة الكمية التى تم تخصيصها لمصر حتى الآن، رغم معرفتى بمدى المعاناة التى تكبدها د. الجبلى لإقناع الدول الكبرى ومنظمة الصحة العالمية لإعطاء مصر كميات إضافية من اللقاح نظراً لطبيعة مصر الخاصة وتوطن فيروس «H5NI» المعروف بأنفلونزا الطيور وخطورة تزاوج الفيروسين معاً مما يؤدى إلى ظهور فيروس أشد شراسة وضراوة ينتقل من إنسان لإنسان. وأخيراً ياريت د. الجبلى يعرف أن الخط الساخن لأنفلونزا الخنازير يعانى من مشاكل كثيرة خاصة أننا فى مرحلة التوعية بالمرض ووجوده مهم جداً لأنه فى حالة تفشى المرض الناس لا تعرف كيف ستتصرف وأين تذهب