الصدمة..ذلك هو المصطلح الذى لابد أن يدور بمخيلتك عندما يذكر اسم "يحيى سعادة" الذى لم يصبح فقط هو المخرج الأول والأهم فى الوطن العربى على صعيد الأغانى المصورة..فالصدمة هى الأسلوب الذى يراهن عليه ويعتمد عليه فى جميع أغانيه..ولكنه دائما ما يجيد تقديمها بشكل مبهر ومبهج يتسم بحرفية وحساسية بصرية شديدة ويخلو من الابتذال.. "يحيى سعادة" هو المخرج الذى ارتبط اسمه بأكثر الأغانى المصورة إثارة للجدل فى الفترة الاخيرة بدءا من funky arabs ل"جاد شويرى" الذى كان يمثل تلك الصدمة فى وقت من الأوقات ومرورا ب "ابن الحلال" ل "هيفاء وهبى" وثلاثية "نيكول سابا" الشهيرة "أنا طبعى كده، براحتى، فارس أحلامى" ووصولا إلى "إيه اللى بيحصل" الذى انتقدت بسببه "مريام فارس" بضراوة وأيضا "جرح غيابك" ل"كارول صقر" الذى منعته روتانا من العرض بسبب ما وصفته ب"إيحاءات" غير لائقة دون أن توضح هذه الإيحاءات، وأغلب الظن أن السبب هو ذلك المشهد الذى تتشبث فيه "كارول" بقدم "حبيبها" وتقوم بغسلها فى محاولة منها لتدليله حتى يظل بجوارها إلى الأبد.. الاحتفاء بالجسد دون حدود، وبالاختلاف أيٍّا كان نوعه وبالتحرر من أى شىء و كل شىء هذه هى الفلسفة التى حتما ستجد لها أصداء فى "كليبات" يحيى سعادة الذى يكشف الكثير من الأشياء فى السطور التالية.... * هل لديك تفسير للجوء عدد كبير من الفنانين الذين يبحثون عن النجاح والتغيير إليك ؟ - "أتصور أن السبب هو المجهود الذى أبذله من أجل خلق حالة مختلفة، وغالبا ما يكون النجاح بسبب اعتمادى على 3 عناصر رئيسية..الأول هو المبدأ بمعنى أنى دائما ما تكون لدى رسالة أريدها أن تصل للناس.. العنصر الثانى هو الشخصية التى يساعدنى الفنان الذى أعمل معه فى خلقها له وللكليب..أما العنصر الثالث فله علاقة بالصورة نفسها وجمالياتها." ؟ بالمناسبة لقد لاحظت أنه باستثناء جاد شويرى فإن جميع من عمل معك من الفنانات وليس الفنانين..هل لديك تفسير؟ - "ربما يكون السبب أن العنصر النسائى بالفن لديه جرأة أكبر من العنصر الرجالى.. وربما لأن الفنانات العربيات أكثر تحررا وأكثر قدرة على المغامرة بطرح مواضيع جديدة وارتداء ملابس مختلفة عما اعتدن عليه. بينما الرجال لديهم حدود ويتخوفون من تجاوز خطوط بعينها." * جاد شويرى يخرج أعماله بنفسه ولكن funky arabs كانت من إخراجك أنت لماذا؟ - "طوال الوقت كان ومازال الذى يشغلنى هو مناقشة مواضيع جريئة وأملك الحرية لفعل ذلك..وهذه هى النقطة التى ألتقى مع جاد شويرى فيها.. وقد أتيحت له فرصة مشاهدة الأغانى المصورة التى قدمتها وطلب منى أن أخرج funky arabs فاستمعت إلى الأغنية وأعجبتنى وآمنت بما تقوله ومن هنا أردت أن أقدمها وفقا للتصور الذى رأيته." * و ما الذى أردت أن تقدمه بالضبط من خلالها ؟ - ''أردت أن أقدم فئات مختلفة من الجيل الجديد بالعالم العربى الذى يحاول الاستمتاع بالحياة مهما كانت القيود، والذى بالرغم من اختلاف فئاته وطبقاته وأشكاله إلا أنه فى النهاية يشترك فى شىء واحد وهو الحلم... أردت أن أقول إن العالم العربى بكل حواجزه السياسية والأمنية مازال قادرا على أن يعيش حياته وفقا لما يريد. * ولكن الأغنية تعرضت لانتقادات كثيرة أبرزها أن هذه ليست الصورة التى نود أن ننقلها للخارج عن أنفسنا ؟ - هناك آخرون قدموا صورا أخرى عنا للآخر وكانت النتيجة أنهم مازالوا يروننا كإرهابيين على الجمال.. لذا أتصور أنه من حقى أن أقدم العرب كما أراهم وما أردت أن أظهره بصراحة شديدة هو أن الجيل الجديد فى العالم العربى يملك نفس حب الحياة الذى يملكه نظيره الغربى ونفس الحياة الليلية، بل نفس الاحتفاء بالترف وبالحياة الذى كان يملكه أجداده من السلاطين العرب". * وتفاصيل أغانيك المصورة تظهر إيمانا شديدا لا يقبل التزعزع بحرية الجسد هل هذا صحيح ؟ - أنا مؤمن بأن الحرية يجب أن تكون للجسد، وللذهن وللروح.. ولابد أن يكون الإنسان حراً فى إمكانياته وطموحه وتحركاته وليس من حق أى شخص أن يصادر تلك الحرية أو أن يمنح نفسه الحق فى الحكم على تجربة شخص آخر أو أن يقيمه. *أغنية مثل "أنا طبعى كده" تظهر رفضا شديدا من قبل يحيى سعادة لأى شكل من أشكال السلطة المجتمعية،بل فيها احتفاء بكل أشكال الاختلاف ناهيك عن الدلالات المثلية ...هل هذه قناعاتك؟ - "ليس لدى موقف من المجتمع ولكنى أكره فكرة أن تفرض قوانين على هذا المجتمع وأن ننتقد بعضنا البعض طوال الوقت.. لذا حاولت من خلال "طبعى كده" أن أدافع عن التنوع بكل أشكاله دينى ، اجتماعى وحتى جنسى..وحرصت أن أقدم كما كبيرا من الشخصيات المختلفة مثل المثليين جنسيا ولكن ليس هم فقط وإنما كل إنسان يعاقبه المجتمع على اختلافه.. فالمجتمع مهووس بفكرة التصنيف فأى شخص يرتدى تى شيرت أسود أو لديه وشم ما على جسده هو من عبدة الشيطان..أكره هذا التصنيف الشكلى '' * الصدمة.. هل هى التأثير الذى تريد تحقيقه؟ وهل الصدمة بالنسبة لك خطوة يتلوها تقبل المجتمع لما تقدمه ؟ -"أنا مؤمن بتأثير الصدمات وقوتها.. فالمعنى الإيجابى للصدمة هو قدرتها على إحداث التغيير.. ونعم أنا مؤمن أيضا بأن الصدمة أحيانا تكون وسيلة لتمرير فكرة ما قد يرفضها المجتمع اليوم ولكنه سيقبلها غدا.. مثال : البنطلون الأحمر الذى ترتديه هيفاء فى "ابن الحلال" يرفضه الناس ويجدونه غريبا فى البداية ولكنهم يجدونه لطيفا فيما بعد.. وبنفس المنطق ستجد أن الصدمة التى خلقتها "كارول صقر" أقل عنفا من صدمة "أمل حجازى" فى كليب "بياع الورد". * بالطبع تسمع انتقادات مثل أن هناك إيحاءات جنسية كثيرة بأعمالك أليس كذلك؟ - لا أسميها إيحاءات جنسية وإنما أسميها مشاعر حميمة ومن يراها على أنها جنسية فهذه إذن مشكلته وليست مشكلتى أنا.. ثم إنه حتى ما يوصف بأنه عرى أقدمه بشكل راق وشيك وبدون ابتذال.