خلال الندوة التي عقدتها كل من منظمة التضامن الأفروآسيوي واللجنة المصرية للتضامن مع سفير الصين بمناسبة مرور عشر سنوات علي توقيع الميثاق الاستراتيجي عام 9991 بين مصر والصين.. تحدث السفير وو تشوا نهوا وألقي كلمة تحت عنوان العمل يدا بيد من أجل غد أجمل.. وكانت الحقائق فيها معتمدة علي الأرقام. قال السفير إن الرئيس محمد حسني مبارك قد زار الصين 9 مرات وهو ما يعتبر أمراً نادراً في العلاقات الدولية.. وكان لهذه الزيارات تأثير كبير في إقامة علاقات بين المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني ومجلس الشعب المصري، وكذلك آلية الحوار الاستراتيجي بين وزارتي الخارجية في البلدين. وفي مجال الاقتصاد قال السفير أن حجم التبادل التجاري قد زاد بين البلدين من 016 ملايين دولار أمريكي قبل 01 سنوات إلي 6 مليارات و042 مليون دولار في الوقت الحالي بزيادة 01 أضعاف.. وهكذا قفزت الصادرات المصرية للصين من 03 مليون دولار أمريكي إلي 043 مليون دولار أمريكي الآن. أما من جهة الصين فقد تجاوز إجمالي الاستثمارات الصينية لمصر 005 مليون دولار أمريكي.. وحسب إحصاءات وزارة الاستثمار المصرية أصبحت الصين في عام 8002 أكثر الدول المستثمرة في مصر حيث تساهم في رؤوس أموال 658 شركة. وفي المجال الثقافي فتحت 02 جامعة ومعهد صيني أقساماً للغة العربية.. كما أقامت 5 جامعات مصرية أقساماً للغة الصينية.. وأطلق التليفزيون المركزي الصيني قناة دولية باللغة العربية. وفي المجال الشعبي تشكل المجلس الصيني الأفريقي من القاهرة في إطار منظمة التضامن الأفروآسيوي وفتح له فرع في بكين.. ويعقد في الشهر القادم في مدينة شرم الشيخ الاجتماع الوزاري الرابع لمنتدي التعاون الصيني الأفريقي. وحرص السفير علي توضيح تطور الصين خلال الستين عاماً الماضية التي قامت فيها جمهورية الصين الشعبية، حيث تجاوز الإنتاج المحلي للصين 4 تريليونات دولار أمريكي في عام 8002 بزيادة 77 مرة عما كان عليه قبل 06 عاماً، وبه أصبحت تحتل المركز الثالث علي مستوي العالم من حيث إجمالي الناتج المحلي.. أما حجم الصادرات فقد زاد من 055 مليون دولار فقط عام 0591 إلي 8421 مليار دولار عام 8002 أي أنه تضاعف 0062 مرة. وفي مجال الغذاء قد ازداد حجم إنتاج المحاصيل الغذائية من 311 مليون طن قبل 06 سنة ليصل حالياً إلي 925 مليون طن. وارتفع مستوي معيشة الشعب الصيني خلال 06 عاماً في طفرة تاريخية حيث خرج من حالة الفقر إلي مستوي اليسر.. وأصبحت نسبة الاكتفاء الذاتي للغذاء 59 في المائة. وهكذا أوضحت لغة الأرقام حقائق كثيرة عن الصين وحالة شعبها، وعلاقاته المتطورة مع مصر ودول أفريقيا. - الوحدة الوطنية في اليمن تابعت في إشفاق شديد ما يدور في اليمن الشقيق من قتال بين جنود الحكومة الشرعية والمتمردين الحوثيين في صعده.. وأيقنت أن مأساة القتال ترتد سلباً علي وحدة شعب اليمن التي تحققت عام 4991 في عهد الرئيس علي عبدالله صالح الذي ناضل طويلاً من أجل تحقيق هذا الهدف النبيل. وقد نشب القتال منذ عام 4002 حيث طالب الحوثيون بمطالب سياسية وتعليمية ومذهبية.. ولكن حكومة اليمن وجدت في هذا التمرد سعيا لإقامة حكم رجال الدين ومحاولة إعادة الإمامة الزيدية كنظام حاكم وأنهم حركة شيعية إثنا عشرية تدعمها إيران. وقد تفجرت في الجنوب بعض الحركات الاحتجاجية بعد وحدة 4991 في محاولة لإعادة الانفصال بين الشمال والجنوب.. وهو وضع خطير يهدد الوحدة الوطنية لليمن، ويدفع سياسة تقسيم وتفتيت الوطن الواحد إلي دويلات طائفية ومذهبية وعرقية وقبلية وعنصرية.. وهو ما يؤدي لتفجير هذه التناقضات ودخولها في دائرة العنف الذي يفتح الباب أمام التدخل الخارجي الذي لا يراعي مصالح شعب اليمن التي حرصت الحكومة الحالية علي تحقيق وحدته ورعايتها بأسلوب ديمقراطي خلال العقدين الماضيين. لذا بادرت مصر بإعلان موقفها المؤيد والمساند للرئيس علي عبدالله صالح عندما سافر إليه وفد من وزير الخارجية أحمد أبو الغيط وعمر سليمان مدير المخابرات العامة لإعلان موقف مصر المؤيد للحكومة الشرعية التي تعيش في مناخ ديمقراطي يمكن أن يعالج جميع القضايا التي تهم شعب اليمن. ولعل ما يحدث في اليمن حالياً يكشف الغطاء عن أن بعض التناقضات يمكن أن تؤدي إلي توتر وقتال يستمر إذا لم تتوفر حلول ديمقراطية للقضايا السياسية والاجتماعية. - ذكريات عن يوسف صديق أثار رحيل حرم الزميل عبدالقادر شهيب رئيس مجلس إدارة دار الهلال ذكريات عن والدها الراحل يوسف صديق.. الضابط الشجاع والأديب الشاعر.. والذي زاملته في الحركة السياسية قبل الثورة عضواً في الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني ثم عضواً في تنظيم الضباط الأحرار. وكنت قد علمت من عبدالقادر شهيب معاناة حرمه قبل الرحيل، وعادت بي الذكريات إلي هذه الليلة 22 يوليو 2591 عندما ذهبت إلي يوسف صديق في منزله قبل الغروب لأبلغه برسالة جمال عبدالناصر التي حملني إياها قبل العودة إلي الإسكندرية في نفس الليلة. لم يكن يوسف صديق في منزله.. وأبلغتني حرمه المناضلة علية توفيق بأنه خرج لابساً ملابسه الرسمية دون أن يحدد لها وجهته.. وأنه كان ينزف دماء من صدره قبل خروجه. خرج يوسف صديق لقيادة قواته في معسكر الهايكستب وهو في هذه الحالة المرضية الشديدة دون أن يبلغ أسرته بسر حركة الضباط الأحرار التي دبروا خطتها ضد السراي في ليلة 22- 32 يوليو 2591,. وكان خروجه المبكر سبباً في نجاح الحركة واعتقال قادة الوحدات الذين تحركوا بأوامر السراي. أذكر خلال حواري مع يوسف صديق الذي نشرته في كتابي شهود ثورة يوليو أنه كان مجهداً ولما سألته عن سبب ذلك قال في بساطة أصل أنا عندي سل وسرطان!!. هكذا.. كان يوسف صديق ضابطاً شجاعاً، رحمه الله ورحم كريمته حرم الصديق عبدالقادر شهيب.؟