حذر محمد عزوز شيخ الصيادين فى بحيرة إدكو منذ 44 عاماً من أن الصيد فى هذه البحيرة دمر وشرد الصيادين، وتم توزيع خير البحيرة على الحبايب والمحاسيب ولمن يدفع، وأصبحت عرضة للسلب والنهب، حيث كانت مساحة بحيرة إدكو لا تقل عن 47 ألف فدان، أصبحت حاليا 17 ألف فدان والمساحة الصالحة للصيد منها حوالى 5 آلاف فدان بسبب انتشار ورد النيل والبوص والأحراش حيث لم تقم الجهات المختصة بالتطهير ولا متابعتها، ويقول حرحش أنه أطلقت حملة لإزالة التعديات من على البحيرة بناءً على مطلب الصيادين وتطهير البحيرة من الملوثات منذ عدة سنوات وقاموا بإزالة نسبة لا تتعدى 1 ٪ من التعديات ولم تتم إلا بنسب بسيطة جداً بسبب عدم وجود معدات ولأن الإمكانيات ضعيفة جداً. ويؤكد شيخ صيادىّ بحيرة إدكو بأن عمليات التعديات على البحيرة وتلوثها تسببت فى تشريد الآلاف من الصيادين حيث كان عدد المراكب 1500 مركب تراجع الآن إلى 900 مركب، وبالتالى قلت كميات الأسماك التى يتم صيدها من البحيرة، وكان عدد الصيادين حوالى 13 ألف صياد، وحاليا لا يتعدون 3 آلاف صياد، وكانت بحيرة إدكو كنزا لمحافظة البحيرة عامة ولإدكو بصفة خاصة، وكان يتم استخراج حمولة قطار بضاعة يوميا من جميع أنواع الأسماك ليوزع على جميع المحافظات! ويقول رئيس لجنة الثروة السمكية بمجلس محلى المحافظة إن التعديات على البحيرة تسببت فى تقلص مساحتها إلى أقل من النصف، ومنها شركة حاولت الاستيلاء على 3 آلاف فدان من البحيرة لتحويلها لأراض زراعية،وحاول أصحاب هذه الشركة تقديم رشوة له عبارة عن مائة فدان مقابل السكوت عن هذه القضية!! وتمت إقالة مسئولين حكوميين تورطوا في القضية، وتم استرداد الأرض من الشركة المعتدية. وتتركز تعديات البحيرة على عشر مجموعات من الأهالى يحوطون مساحات تقدر كل مساحة من 500 فدان إلى 900 فدان لكل قطعة بإجمالى 4 آلاف فدان، ويريدون تحويلها إلى مزارع خاصة، ويتاجرون فيها ويبيعون الفدان ب 40 إلى 60 ألف جنيه، حتى انخفض الإنتاج أكثر من 75 ٪. وهناك 7 آلاف فدان حاليا فى مناطق الصيورة والدياب والهزة وحلقة الميت وباب النهضة تم تركها وهجرها الصيادون بسبب عدم تطهيرها مما أدى لارتفاع منسوب التربة، وذلك يخالف المادة 18 من قانون 24 لسنة 1983 الخاص بالثروة السمكية؛ حيث يوجد العديد من المساحات تم تجفيفها وتحويلها إلى أراض زراعية أمام جميع المسئولين بالهيئة مشيراً إلى أن معدات التطهير الخاصة بملكية الهيئة يتم تسخيرها لتطهير مزارع أصحاب النفوذ والسطوة فى إدكو، وهذا على حساب الصيادين الصغار الذين هاجروا من البحيرة بسبب عدم تطهيرها. ومن جانب آخر أوضح السيد مطر مدير ميناء صيد المعدية السابق أنه تم شراء حفارات منذ عشرين عاماً لتطهير البحيرة فى الثمانينيات، وكان بدايتها هدية من المحافظ السابق فى ذاك الوقت، ثم تم شراء 4 حفارات أخرى بالتوالى لم يتم صيانتها حتى الآن، وأكلها الصدأ مشيراً إلى أن جنوب بحيرة إدكو جَفَّ وانتشرت فيه المزارع العشوائية بدون ترخيص. ويقول الصياد أحمد السد إنه بسبب التعديات ومافيا الزريعة وعدم تطهير البحيرة اضطر إلى البحث عن عمل آخر بجانب مهنة الصيد؛ حيث أصبحت هذه الحرفة لا تفتح بيتاً، ويقول إن آلاف الصيادين بإدكو الحاصلين على ترخيص من الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية قاموا برفع دعوى فى محكمة القضاء الإدارى بالاسكندرية (الدائرة الأولى بحيرة) منذ أكثر من عشرة أعوام طالبوا فيها الحكومة ورئيس الوزراء بوقف إنشاء المزارع السمكية داخل البحيرة خارج نطاق قرار الترخيص رقم 329 لسنة، 1995 وطالبوا بندب خبير لمعاينة وتحرير هذه المزارع متضررين من قيام الهيئة بتأجير معظم مياه البحيرة لأصحاب المزارع السمكية، مما تسبب فى السيطرة على المسطح المائى والشاطئ وحرم الصيادين من الوصول إليه لممارسة مهنتهم رغم صدور قرار وزير الزراعة بتحديد 8 مناطق للاستزراع السمكى بالبحيرة. أما سعد عبد السلام الزغيبى صياد فيقول إن هناك أكثر من 70 ٪ من منطقة الخليج تحولت إلى مزارع سمكية مثل مزارع جنوب كوم بلاج. أما حسن درويش كونه صياداً فيقول: إن الصيادين اتخرب بيتهم وأصبحوا عاجزين عن الدفاع عن أرزاقهم أمام أصحاب النفوذ والسطوة وأصبحت ظاهرة تحويل أراضى البحيرة التى لم يتم تطهيرها إلى أراض زراعية منتشرة جداً.