بحيرة "البردويل" الوحيدة فى مصر الخالية من التلوث الصناعى والزراعى والصحى.. ولذلك يزداد عليها الطلب فى الداخل والخارج لشراء أسماكها عالية الجودة ذات السمعة العالمية رغم ارتفاع أسعارها.. ومن أهم الأصناف التى تنتجها "البردويل" أسماك الدنيس، والقاروص وموسى واللوت والعائلة البورية مثل البورى والدهبانة والطوبارة.. بالإضافة إلى الجمبرى من أنواع: الجمبرى الأبيض (السرس) والجمبرى السويسى والجمبرى اليابانى والجمبرى الأحمر، والكابوريا. وتشير الإحصائيات إلى أن إنتاج بحيرة البردويل من الأسماك قد ازداد من 2000 طن فى 1985 حتى وصل إلى حوالى 5400 طن فى2008,. كما ازداد إنتاج الجمبرى من حوالى 200 طن فى 1995 حتى وصل إلى أكثر من 1400 طن فى 2008 . لكن يشكُ الصيادون العاملون ببحيرة البردويل من فترة الإغلاق ووقف الصيد داخلها والتى تصل إلى 5 شهور.. علاوة على زيادة الضرائب المفروضة على مراكب ومعدات وأدوات الصيد.. إلى جانب عدم وجود تأمين صحى عليهم وقلة المعاشات المنصرفة لهم. ويقول مصطفى السيد محمد رئيس اللجنة النقابية لعمال الصيد والزراعة بمحافظة شمال سيناء أن نحو 5000 أسرة تعتمد على الصيد كمصدر رزق لها، وأن توقف الصيد ببحيرة البردويل قد يمتد إلى 6 شهور.. علاوة على وقف الصيد فى البحر المتوسط لمدة شهرين آخرين.. أى أن الصياد يقضى معظم العام متوقفا عن العمل، ولا يجد من يعوضه أو يعينه على مواجهة ظروف الحياة برغم ما عليه من التزامات ضريبية وعائلية. وأضاف سالم مبارك رئيس جمعية 6 أكتوبر لصيد الأسماك أنه عرض عددا من مطالب الصيادين على أمين العمال بالحزب الوطنى ولجان مجلس الشعب بخصوص خفض قيمة الجمارك على أدوات ومعدات الصيد وتوفير الرعاية الصحية والاجتماعية للصيادين وأسرهم.. ووعدوا بدراسة مطالبهم وعرضها على الجهات المسئولة لتنفيذها.. كما أعلن أمين العمال عن بدء إنشاء فرع لنقابة الصيادين بشمال سيناء لتقديم الخدمات النقابية وتوفير الرعاية الاجتماعية لهم ولأسرهم.. مع افتتاح مركزين طبيين: الأول بمدينة العريش والثانى بمدينة بئر العبد لعلاج الصيادين وأسرهم بالمناصفة بين النقابة والصيادين بالتعاون مع الحزب الوطنى.. إلا أنه لم يتم تنفيذ شىء حتى الآن. وأضاف الحاج محمود دياب أمين عام اللجنة النقابية لعمال الصيد والزراعة بمحافظة شمال سيناء أن طول فترة توقف الصيد.. سواء فى البحر أو البحيرة.. أدى إلى توقف معظم مراكب الصيد بسبب هجرة الأيدى العاملة حرفة الصيد والبحث عن عمل آخر نتيجة لوقف الصيد والنوات البحرية التى تعيق عمليات الصيد. ويقول الحاج سلامة حسن الليثى عضو اللجنة أن الصياد لايجد أى مصدر رزق آخر طوال فترة وقف الصيد.. وأن مركب "الشنشولا" يعمل عليها 16 فردا، والمركب الصغيرة 4 أفراد.. ويطالب باستمرار الصيد فى البحر خلال مايو، وأن يكون الوقف خلال يونيه ويوليه.. حيث إن الإنتاج عموما خلال الشهرين لايكون مجزيا بسبب تكاثر الأسماك الكبيرة والسردين وبعض الأنواع الأخرى. وتوقف عدد كبير من مراكب الصيد عن العمل.. خلال فترات الوقف.. يؤدى لارتفاع أسعار الأسماك فى السوق المحلية بصورة ملحوظة، ومن جانبه أكد محمد فتحى رئيس الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية أن إنتاج مصر من الأسماك تجاوز المليون طن سنويا.. منها 635 ألف طن من المزارع السمكية والباقى من المصايد البحرية. وأعلن أن بحيرة البردويل حققت هذا العام أعلى إنتاجية فى تاريخها.. حيث بلغ نحو 5400 طن من القشريات والأسماك الفاخرة وباقى الأنواع، وبزيادة بلغت 660 طنا عن العام الماضى.. مشيرا إلى أن بحيرة البردويل لها سمعة عالمية، وهى المنفذ الرئيسى لتصدير الأسماك إلى دول الاتحاد الأوروبى.. نظرا لأن أسماكها تحمل المواصفات والاشتراطات المطلوبة للاتحاد الأوروبى. وأضاف أنه يجرى إعداد الدراسات العلمية ووضع الخطوط العريضة للعمل من أجل الحفاظ على معدلات الصيد وزيادة إنتاجية البحيرة.. فى إطار منظومة بيئية متكاملة، ودون الإخلال ببيئة البحيرة.. وللاستفادة كذلك من خبرات العلماء فى تطوير الثروة السمكية ببحيرة البردويل والسعى نحو تشجيع عمليات التصدير إلى السوق الأوروبية المشتركة، وتتضمن الدراسة إقامة مشروعات متكاملة لتصدير الأسماك وأماكن لتجهيز وتصنيع الأسماك ورفع قيمة الإنتاج السمكى من البحيرة.. مشيرا إلى أن هناك مراكز تصدير جيدة فى بورسعيد والإسكندرية، وأن معظم الأسماك المصدرة من خلالها من إنتاج بحيرة البردويل. وأعلن رئيس الهيئة أنه تم توفير حفار جديد للعمل على رفع الإطماءات واستمرار عمليات تطهير البواغيز وفتح قنوات شعاعية لتجديد مياه البحيرة وتعديل المنظومة المائية فى البحيرة وللحفاظ على مناطق تواجد الزريعة والحد من الصيد الجائر فى البحيرة.. إلى جانب زيادة وتنمية الأنواع الطبيعية الفاخرة من الأسماك المنتجة من البحيرة، وتنظيم عمليات الصيد فى البحيرة.