أرانا عصاة الدمع شيمتنا الصبر.. أما لمصر نهى علينا ولا أمر، نعم نحن مشتاقون للعيش والحرية والعدالة الاجتماعية والطهارة الثورية وعندنا لوعة. ولكن نحن شعب لا يكتم له سر ولا تعيش له ثورة! «راجع ثورة يوليو وثورة عرابى وثورة المهابيل أيام المماليك» مع شديد الاعتذار للشاعر أبوفراس الحمدانى على سوء التصرف! ومن السوء أيضا داء المعايرة الذى أصابنا! فالمتعارف أن كلا منا ينام على الجنب اللى يريحه بشرط أن تبقى مصر فى أحضانه شامخة مطمئنة على حاضرها ومستقبلها خاصة بعد أن تخلصنا من كابوس الأب والابن والسيدة الفاضلة خارج الأسوار! وإلا يبقى نايم بالعرض ل«اللبلط» والصياعة والبلطجة وتعطيل الثورة. شخصيا جربت كل أنواع النوم قبل الثورة وبعدها. نمت على الرصيف فى مظاهرات 68 وقبل العبور نمت فى ميدان التحرير لحث السادات على الحرب بعد تعلله بعام طرد الخبراء الروس وعام الضباب الذى سخرنا منه بإطلاق النكات، فمن قال ضباب ولا «دابابا» ومن قال ضباب حلة أى كباب حلة! ونمت فى الذرة لاصطياد الثعلب الذى كان يخطف الفراخ من عشة أمى. ونمت على ظهر القطار ذاهبا من بلدتى للقاهرة عام 67 لنقول لعبدالناصر ارجع؟؟ لا تتنحى، وفى مراهقتى نمت على جمر النار واتقلبت ويا الأفكار - على رأى سيدة مصر الحقيقية أم كلثوم - لأننى كنت باجدد حبى كل أسبوع، ونمت نوم القرود على الشجر فى مناورات عاطفية. ونمت فى البحر وما اتبلتش علشان كنت فى سفينة. ونمت فى الجو وما اتنفختش علشان كنت فى طيارة. ولكنى والحمد لله لم أجرب نومة المخلوع فى القفص! أيضا من ينام فى السرير يعاير من ينام فى التحرير، كذلك الكتبة المبرمجون وللمخلوع يحنون يهيمون ويحومون يحرضون الكنبوية إلى ثورة مضادة وتناسوا أن كل أب وكل أم من هؤلاء لهم أكثر من ابن أو ابنة فى ميادين التحرير منهم من علا شهيدا ومنهم من ينتظر. كفانا تمزيقا فى مصر، صحيح اللى اختشوا ماتوا! شق الثعبان.. فى الصندوق الأسود: لو حس الرذيل بنفسه لطرش الدم من حلقه! كتكم القرف!