إذا صممنا استفتاء مبكرا لأبرز نجوم عام «الثورة» 2011 فإن عائلة «غانم» وبنظام القائمة الموحدة وعلي طريقة الانتخابات البرلمانية سيحصلون علي غالبية الأصوات والمركز الأول باستحقاق بعد الحالة الفنية النادرة التي قدموها خلال الموسم. ففي عام القضاء علي «التوريث السياسي» يقدم الثنائي «غانم ودلال» فصلا جديداً في «التوريث الفني» علي الشاشة لكن بناء علي طلب الجماهير وذوقهم بالموهبة وليس بالتزوير. حركة «ائتلاف غانم» المكونة من النجم العملاق سمير غانم والفنانة المتمكنة دلال عبدالعزيز و«دنيا وإيمي» النجمتان الواعدتان قدموا فاصلا استثنائيا من الإبداع علي مدار 2011 وضعهم في مصاف النجوم الأبرز علي الشاشة في عام الثورة. أكاديمية «غانم» للمواهب المتخصصة يتصدرها الكوميديان العملاق فهو مؤسسها والراعي لها وهو فنان صاحب مدرسة كوميدية رفيعة ورائدة، كما أنه نجم عابر للأجيال والأذواق بإمكانياته الضخمة وجيناته الكوميدية النادرة التي انطلقت مع ثلاثي أضواء المسرح في الستينيات ثم يعود «غانم» بعد مرور 40 عاما ليقدم لها «رباعي» أضواء النجوم. الكبير أوي «فطوطة» الكوميديا المصرية ونجم مسرحيات «موسيقي في الحي الشرقي» و«المتزوجون» وغيرهما من الأعمال الاستثنائية لم يحتج سوي حلقة واحدة من مسلسل «الكبير أوي» كضيف شرف ليقدم وصلة من الكوميديا الراقية سرق بها كل الأضواء من الأعمال الكوميدية المتنافسة والسيت كوم حتي السفن كوم وكان «مسك ختام» هذا المسلسل الكوميدي المتميز الذي تألقت فيه ابنته الموهوبة «دنيا» أمام أحمد مكي، بينما في نفس التوقيت تركت زوجته دلال بصمتها في مسلسل «دوران شبرا» في حين قامت «إيمي» ببطولة مسلسل «عريس دليفري» أمام هاني رمزي وكانت حملة «دنيا» الإعلانية لحساب شركة المياه الغازية الشهيرة هي تتويج لهذه العائلة الفنية في رمضان الماضي. ولأن الظهور اللافت لعائلة غانم لم يكن صدفة أو ضربة حظ، فقد تكرر في تجانس غريب في موسم «عيد الأضحي» حيث اقتسم الثنائي «دنيا» و«إيمي» أبرز أفلام الموسم فقامت «دنيا» ببطولة فيلم «إكس لارج» أمام أحمد حلمي، بينما كانت «إيمي» مع أحمد مكي في فيلمه «سيما علي بابا»، شاركت أيضا في فيلم «إكس لارج» مع شقيقتها «دنيا» بدور صغير، لكنه مؤثر لفت انتباه الجميع. لتؤكد «دنيا» و«إيمي» أن تألقهما علي شاشة رمضان لم يكن حصيلة بنك المجاملات التي تحدث غالبا وتحكم عموما المعاملات في الوسط الفني. الشاملة «دنيا » والذي لا يعرفه الكثيرون أن «دنيا» كانت تنوي تقديم نفسها للوسط الفني «كمطربة» ولم يكن التمثيل يشغلها كثيرا رغم مشاركتها وهي طفلة عام 95 مع والدتها في مسلسل «امرأة وامرأة» بعدما التقطتها أذن المنتج الفني «نصر محروس» وكان يعدها كبديلة في شركته للمطربة «شيرين» ودنيا تملك فعلا صوتا غنائيا سليما ومتمكنا باعتراف خبراء الغناء، وكان «محروس» في طريقه لإشهار نجوميتها الغنائية، لكن ظروف المرض التي سبقتها مطاردة مثيرة مع المطربة المتمردة علي أصحاب الفضل عليها «شيرين» قد أدي إلي تعثر مشروع «دنيا» الغنائي لتبدأ عملية التسخين والتأهيل للتمثيل فظهرت في مسلسل «للعدالة وجوه كثيرة» تأليف مجدي صابر وبطولة يحيي الفخراني وتصور الكثيرون أن والدتها دلال عبدالعزيز بطلة المسلسل هي التي ألحت في تقديمها، لكن الحقيقة التي قالها لي وقت تصويره عام 2001 السيناريست والكاتب مجدي صابر تقول غير ذلك، فعند بدء الترشيحات لفتت دنيا انتباهه في برنامج تليفزيوني ظهرت فيه «دنيا» مع والدتها لتقدم نفسها كمطربة، لكن «صابر» وجد فيها ملامح شخصية «ندي» البنت الصغيرة الجريئة والشقية والبريئة، فطلب أن تكون هي «ندي» في المسلسل من دلال عبدالعزيز، وكان الفيصل هو المخرج «محمد فاضل» الذي استسلم لموهبة «دنيا» في أول اختبار كاميرا لها لتشق دنيا طريقها في التمثيل السينمائي، حيث اختارها محمد هنيدي لمشاركته بطولة فيلم «يا أنا يا خالتي» وهو الدور الذي كانت مرشحة له حنان ترك، ونجحت دنيا في إثبات جدارتها لكن محطة النجومية ونقطة التحول كانت مع «أحمد مكي» حيث شاركته في باكورة أعماله السينمائية، وكانت شريكا حقيقيا في نجاحه حتي في مسلسله «الكبير أوي» بجزءيه الأول والثاني، وخلقت فيه منطقة جاذبية مع جمهور الدراما بأداء بسيط وطبيعي عندما قدمت دور الزوجة الصعيدية، لكن قبل هذا العمل سجلت حضورا متميزا ومختلفا في أفلام «كباريه» و«الفرح» و«الليلة الكبيرة» وقبلها «طير أنت» و«لا تراجع ولا استسلام» أمام أحمد مكي، لكن في عصر الاحتراف الذي لا يعترف بالمشاعر وقفت أمام أحمد حلمي في فيلمه «إكس لارج» في مواجهة فيلم مكي «سيما علي بابا» في موسم عيد الأضحي. موهبة ونجومية «دنيا» بعد تألقها السينمائي والدرامي قادتها إلي عالم آخر لا يعترف بالمجاملات وهو الإعلانات، حيث لفتت «دنيا» انتباه خبراء الإعلان، فقدمت خلال عامين متتالين أبرز وأشهر الإعلانات الأول مع شركة اتصالات مع كوكبة من النجوم، وفي العام الماضي غردت بمفردها مع «إعلانات بيبسي» في ظهور لم يختلف كثيرا عن الحالة الفنية التي تقدمها علي الشاشتين الكبيرة والصغيرة، والحالة الفني التي تتمني أن تقدم نفسها فيها وهي «الغناء» في مشروع مؤجل لفنانة شاملة وواعدة. الكوميديانة إيمي في فيلم «عسل أسود» أعلنت الشقيقة الصغري وآخر عنقود عائلة «غانم» الشقية «إيمي» في دور صغير ومؤثر والاختيار كان لبطل الفيلم «أحمد حلمي»، ومخرج الفيلم خالد مرعي وزوجته «غادة سليم»، والتي كانت شاهدة علي موهبة إيمي في مسلسل «خاص جدًا» بطولة يسرا والذي كان أول ظهور لها علي الشاشة، إيمي رغم ارتباطها بتجربتها مع أحمد حلمي في فيلم «عسل أسود» الذي كان قدم السعد عليها عادت لتنافسه مع أحمد مكي في فيلم «سيما علي بابا» رغم ظهورها معه في فيلم «إكس لارج» بدور الفتاة الشقية المغرمة باصطياد الشباب علي الفيس بوك.. «إيمي» مثل شقيقتها «دنيا» تركت بصمة في دراما رمضان الماضي في مسلسلي «لحظات حرجة» و«عريس دليفري» بطولة هاني رمزي، ويبدو أنها ورثت جينات الكوميديا من والدها العملاق «سمير غانم» في أعمالها الأخيرة، مما ينبئ بمولد نجمة كوميدية في السنوات القادمة. الناظرة دلال أما ناظرة مدرسة «غانم» أو مديرة الأكاديمية فبدأت مرحلة جديدة من حياتها الفنية «دلال عبدالعزيز» المتخرجة في كلية الزراعة بعد أن تفرغت من دراسة النقد الفني وحصولها علي الدبلومة المتخصصة، لم تشغلها أمور الإدارة والتنظيم والتوجيه عن أن «تنظر لنفسها» فتألقت في «دوران شبرا» وقبله «ابن الأرندلي» وهما يمثلان مرحلة جديدة من حياتها الفنية لتعيد إلي الأذهان روائعها الدرامية في بدايتها الفنية «دموع صاحبة الجلالة» و«ليالي الحلمية» وبينهما مسلسل «لا» مع يحيي الفخراني ثم «حديث الصباح والمساء».. «دلال» النجمة المسرحية والتليفزيونية وصاحبة الإمكانيات المتعددة خاضت تجربة الوقوف أمام الكاميرا كمذيعة في برنامج «مساء الجمال» الذي تقدمه مع مرفت أمين لتؤكد أنها فنانة من طراز خاص ومتعددة المواهب، بينما تستكمل «دنيا» حضورها الناعم في السينما وتستحضر «إيمي» طموحها الكوميدي.. ويتأكد في النهاية أن عام 2011 الذي هو عام الثورة هو نفسه عام «ثورة عائلة غانم».