الدكتور أشرف صبري استشاري طب الأعماق والعلاج بالأوكسجين والباحث في تاريخ مصر في الحرب العالمية الأولي يفاجئنا باكتشاف وثائقي يفسر سر تنازل الأمير كمال الدين حسين ولي عهد مصر وابن السلطان حسين كامل عن عرش مصر منذ ما يقرب من 95 عاما والذي ثبت أن وراءه أسباباً رومانسية ومشاعر صادقة وقصة حب حقيقية لسيدة فرنسية تدعي «مدام فيال ديمنييه». تبدأ القصة عام 1917 حين تولي السلطان فؤاد الأول ابن الخديوي إسماعيل عرش مصر والذي عرض عليه في ذلك الحين أن يكون ملك «ألبانيا» لكنه رفض أن يكون ملكا في أوروبا وفضل أن يرأس ديوان المراسم في مصر في عهد السلطان حسين كامل.. بينما كان ولي عهد مصر في ذلك الحين هو الأمير كمال الدين حسين ابن السلطان حسين كامل الذي ولد عام 1874 وتوفي عام..1932 والمدهش أن ولي العهد رفض عرش مصر ولا أحد يعرف السبب وظل السبب سرا لمدة 15 عاما إلي أن دخل الأمير كمال الدين حسين مستشفي «الأنجلو أمريكا» بالقاهرة وكان في حالة صحية متدهورة وأصر الأطباء علي بتر إحدي قدميه حيث كان مصابا بجلطة خطيرة في قدمه، ولكن الأمير طلب تأجيل العملية إلي حين يكتب وصيته التي أوصي فيها بقصره لزوجته «نعمة الله»، وبعد إجراء العملية وقبل أن يتماثل للشفاء أصر علي السفر إلي فرنسا رغم رفض الأطباء وسافر ضاربا بكل النصائح الطبية عرض الحائط وتوفي هناك في 6 أغسطس 1932 بعد حوالي 4 شهور من إجراء العملية. وبعد وفاته بدأ يتكشف سر تنازله عن العرش حين أرسلت سيدة فرنسية تدعي «فيال ديمنييه» تلغرافا إلي الملك فؤاد تخبره أنها زوجة كمال الدين حسين وأنجبت منه ابناً وتبحث عن ميراثها هي وابنها وكان الملك فؤاد قد ورث مليون جنيه عن الأمير كمال الدين حسين حيث لم ينجب كمال الدين حسين من زوجته الأولي «نعمة الله» وكانت أصغر بنات الخديوي توفيق والتي توفيت عام ..1955 كما جاء المحامي الفرنسي موكلا عن الزوجة الفرنسية مدام «فيال ديمنييه» وطلب مقابلة السلطان فؤاد وأخبره بزواج الأمير كمال الدين حسين من حبيبته الفرنسية مدام «فيال ديمنييه» في 5 مايو 1924وأنها تعتبر الوريثة الوحيدة له بعد أن أنجبت منه ابنا. ورفض الملك فؤاد الاعتراف بالزواج وأخبر المحامي الفرنسي أنه لا يعترف إلا بالزواج الذي يقره مجلس البلاط الملكي وأي زواج سري لا قيمة له. ولكن المحامي الفرنسي لم يستسلم لما قاله السلطان فؤاد وقرر اللجوء للمحاكم المختلطة بالإسكندرية ليطالب بميراث زوجة كمال الدين حسين التي تزوجها في فرنسا وكانت المفاجأة حين تقدم المحامي بالخطابات الغرامية التي أرسلها ولي العهد المصري حينذاك إلي حبيبته الفرنسية والتي يؤكد فيها أنه تنازل عن العرش من أجل أن يعيش عبدا لها وكان الخطاب الأول في 3 أبريل عام 1915 وكتب لها: «أيتها الحلم ما أتعسني بعيدا عنك.. القصر الذي أعيش فيه أشد وحشة من كوخ صغير.. المجد الذي حولي هو ذل وهوان بدونك.. إنني أكره كل شيء حولي لأنني لا أحب سواك، إن والدي السلطان حسين كامل عرض علي اليوم أن أكون ولي عهده.. أي سخافة هذه، إن معني ذلك أن أفتقدك ولا أستطيع أن ألقاك كما أشاء وأين أشاء.. وحين قلت له «لا» ذهل ولم يفهم لأنه لا أحد في الدنيا يمكن أن يتخيل أن حبك عندي هو حلمي الوحيد في الحياة ... حتي إنني بين ذراعيك أنسي أنني أمير وأشعر أنني عبد.. أريد أن تنتهي الأزمة بيني وبين أبي لأحضر إليك. إن قيام الحرب لا يمنعني أن أترك مصر وأحضر إليك خصيصا لأعانقك». كمال الدين حسين ويضيف الدكتور أشرف صبري الباحث في الفترة التاريخية الخاصة بالحرب العالمية الأولي: ما عرض كان ترجمة لنص الخطاب الأول الذي أرسله الأمير كمال الدين حسين وكتبه باللغة الفرنسية إلي حبيبته.. وتوالت خطاباته الغرامية لها بعد ذلك والتي فسرت سر تنازله عن العرش وتهديده لوالده بالانتحار وإطلاق الرصاص علي نفسه وسر سفره المفاجئ إلي فرنسا عقب الحرب العالمية الأولي .. ولكن لا أعرف الحكم الذي توصلت له المحاكم المختلطة في ذلك الوقت فيما يتعلق بميراث «مدام فيال ديمنييه» الزوجة الفرنسية لكمال الدين حسين ولا توجد أي معلومات عن ابنه الذي ربما يكون مازال حيا يرزق في فرنسا.