في حضرة الزعيم لا هزل ولا هزار، شخصيا صحيت علي ثورة بترج الدنيا جمال قدامي بينادي عليه قوم ارفع رأسك واشبع حرية، أرضعتني أمي حرية، عشقت النبع والأرض والعرض والكرامة والنفس اللوامة، ولحقني الزمن الرديء وتسلط علي كل أحلامي الشخصية، فإذا أغمضت عيني عن وطني المنهك بفعل فاعل ظاهر وباين لم يبق أمامي سوي الزعيم وهو كما الوطن يدوسه نفس الزمن بنفس الكعب الحاد، أفكاري الظاهرة والباطنة عن عبدالناصر خليط بين الرومانسية الحمقاء ووجهة نظر الرجل الشرقي المستبد الغبي. فأنا أري مصر امرأة حصل عليها الزعيم بعد كم من المعارك والدماء جائزة لا توازيها أعتي الإمبراطوريات ولا أعظم الفتوحات. مصر عند عبدالناصر ياسلام «يوه.. يوه.. يوه» كما قالها نجيب الريحاني، هو باريس وهي هيلين، هو إدوارد السابع وهي ليدي ساميسون، هو عنترة وهي عبلة، هو قيس وهي ليلي، هي أعظم معارك فتي مصر الأسمر وهو المثل الأعلي في النبل وفي وضع الحب فوق الحياة، ورغم الأربعين عاما العجاف مازلت مستعداً لارتكاب كل حماقات الدنيا ودخول الجحيم نفسه «علشانك أنت انكوي بالنار وألقح جتتي وادخل جهنم وانشوي واصرخ وأقول يالهوتي».. من أجل عيون مصر التي في طرفها حور من السهل إقناعي بوجود المستحيلات الأربعة وأن من حكم مصر ثلاثين عاما سبة تاريخية، ولكن يصعب علي رؤية مصر في موقف ذليل من أجل تصرف نذل.. هذا الإحساس المركب بين العقد والنرجسية اهتز كله بأنه يفترض أن تبقي مصر سرابا جميلا نحلم به ولا نطوله تبقي هي بيضة الخدر وأعز من العنقاء، ويظل عبدالناصر الفارس الغضنفر الهزبر الليث لا يطال له عرين. ولكن لله الأمر من قبل ومن بعد.