كشف ملف البحث عن مدرب أجنبي للفريق القومي الأول لكرة القدم بديلاً عن حسن شحاتة خطايا بالجملة داخل الجبلاية كلها تفضح المأساة التي عاشها شعب كرة القدم علي يد اتحاد كرة فاسد يحركه نظام مشبوه. الكواليس التي بين أيدينا تقول إن هذا الاتحاد غابت عنه الشفافية منذ تولي مجلس الإدارة مقاليد الأمور منذ عدة سنوات، وتحديداً بعد أن أصبح يديره مجلس سمير زاهر أحد أعضاء الحزب الوطني والشوري المنحل والصديق المقرب للرئيس المخلوع لفترة امتدت نحو 50 عاما أحدث صراع بين زاهر رئيس الاتحاد وهاني أبو ريدة نائبه وعضو مجلس الشعب المنحل أيضا حيث يحاول كل منهما فرض سطوته علي اختيار المدير الفني الجديد للفريق القومي، وهي اللعبة التي تحرك كل الملفات داخل الاتحاد فبينما يرغب سمير زاهر ومجدي عبدالغني في اختيار الأجنبي مديراً فنياً للمنتخب ومعه مدرب وطني مرشح له ضياء السيد وحسام البدري وطارق العشري، وفي المقابل يريد هاني أبو ريدة اختيار شوقي غريب المدرب العام السابق للمنتخب والرجل الثاني في الجهاز الفني السابق بقيادة حسن شحاتة، ويراهن غريب علي نفوذ أبوريدة وقدرته في فرض قراره علي الاتحاد مثلما فعل منذ 6 سنوات، حيث كان الاتجاه لتعيين مدير فني أجنبي ومعه شوقي غريب مدرباً عاماً للفريق القومي ثم تغيرت الحال إلي حسن شحاتة مديراً فنياً وشوقي غريب مدرباً عاماً بعد تدخل البعض من أجل إتاحة الفرصة لمدرب مصري. المفاجأة أن أزمة اختيار المدرب القادم المبالغ فيها في هذا التوقيت تفجرت حولها أكثر من قنبلة كلها تؤدي إلي إبعاد أشهر اتحاد كروي في تاريخ الكرة المصرية الذي حامت حوله الشبهات، والمفاجأة الأكبر أن من بين هذه الاتهامات جاء علي خلفية سياسية حيث كان الاتحاد يسير بمنهجها حتي أصبح عزلة مطلبا كرويا. قائمة السوابق التي تكشفت في الأيام الأخيرة علي خلفية المدرب الجديد كانت فضيحة تأجيل مباراة البرازيل والتي أدعي مسئولو الاتحاد أنهم يرفضون إقامتها في الموعد المحدد لوجود ارتباطات أفريقية رغم أن السبب الحقيقي هو كان لدواع أمنية في مصر إلي جانب القنبلة التي فجرها مجدي عبدالغني بعد عودته من بطولة كأس العالم للناشئين بكولومبيا حيث كشف تورط اتحاد الكرة مع إحدي الشركات الآسيوية المشبوهة والمتورطة في نشر المراهنات والتحكم في المباريات بالرشوة خصوصا بعد أن تبين أن المسئولين عن الشركة مطلوبون لدي الإنتربول الدولي ومن الوارد تورط أسماء مسئولة في مصر في هذه الكارثة التي جاءت بعد أيام من فضيحة مخالفة اللوائح بإلغاء الهبوط ليس بسبب ظروف الثورة بل لدفع فواتير انتخابية سابقة تعكس كيف يدار اتحاد الكرة حسب الأمزجة والبيزنس والعلاقات. وسط هذه الملفات المشبوهة خرجت أنباء تكشف الوجه الآخر لزاهر رجل النظام السابق والصديق المقرب للمخلوع وعلاقته الغامضة بمنير ثابت رئيس اللجنة الأوليمبية السابق وشقيق زوجة الرئيس المخلوع، كما أكدت بعض المصادر وجود شراكة بينهما لتوريد ملابس رياضية لحسابهما الشخصي.. أما المفاجأة الأكبر فهي البلاغ الذي تقدم به أحد رؤساء الأندية إلي النائب العام يتهم فيه زاهر بالمشاركة في موقعة الجمل الشهيرة. وبين كل هذه الاتهامات يتحرك «زاهر» بجرأة وبرود شديدين وبراءة الأطفال في عينيه ولا نعرف من تحديدا يسانده الآن حيث بدأ يتخذ بعض القرارات المنظمة علي حد تطلعاته للموسم الجديد أبرزها قراره بالتخلص من إيهاب صالح المدير التنفيذي للاتحاد والملقب بفيلسوف الجبلاية لكثرة تدخلاته في كل شيء بشكل أثار استفزازهم، بعد الجمعية العمومية القادمة في شهر سبتمبر المقبل، خاصة بعد أن فاض الكيل بمجلس الإدارة وبلجانه منه لتدخلاته في جميع شئون الاتحاد، خاصة أن الجميع يعلم داخل الاتحاد أن قرار تعيين إيهاب صالح جاء لشق جبهة المعارضة باعتباره أحد أقطابها ولاستخدامه في امتصاص حالة الغليان من قبل بعض الأندية في الجمعية العمومية التي ثارت علي الاتحاد مؤخراً، ولهذا اتفق زاهر مع أعضاء مجلس الإدارة علي قرار التخلص من المدير التنفيذي بعد الجمعية العمومية مباشرة. وفي نفس الوقت قرر أيضاً سمير زاهر بالاتفاق مع مجلس الإدارة إعادة النظر في لجنة الإعلام والعلاقات العامة، بعد أن اكتشف وجود جاسوس علي حد قولهم ينقل كل أخبار الاتحاد إلي أحمد شوبير المعارض الأكبر الذي يعلن عنها في قناته الفضائية والتي يقول إنه ينفرد بها أو يستغلها في توجيه انتقادات لاذعة لمجلس الإدارة وخاصة سمير زاهر ومجدي عبدالغني، وكان أطرف المناورات التي قام بها زاهر للكشف عن هذا الجاسوس ما أعلنه عن توجهه إلي المطار لاستقبال المدرب الأجنبي ليناردو واصطحب معه أحد العاملين في لجنة العلاقات العامة والإعلام والمتهم بنقل أخبار الاتحاد لأحمد شوبير، وكانت المفاجأة لدي هذا الموظف أن سمير زاهر ذهب إلي المطار لاستقبال زوجته وابنته، بعد أن أشاع الموظف الخبر في الاتحاد ونقله إلي أحمد شوبير، وكان يهدف من هذه المناورة أن يكشف الموظف من ناحية وأن يضع أحمد شوبير وبرنامجه الفضائي في حرج ببث أخبار مغلوطة وكاذبة، وأنه لم يكن هناك مدرب أجنبي ذهب للمطار لاستقباله وإنما كانت زوجته وابنته ليستمر مسلسل الصراعات بين فلول الحزب الوطني في مجلس إدارة الجبلاية.