إحنا أصحاب الثورة.. لا الثورة بتاعتنا إحنا.. لا قرار الثورة كان قرارنا احنا.. كل ذلك كان نتاج «جمعة لم الشمل» الأخيرة وأشياء أخري كثيرة واتهامات بالخيانة والعمالة وتلقي أموال من الخارج.. إن ما شاهدناه عبر شاشات الفضائيات في هذا اليوم كفيل بأن يخيفنا جميعا رأينا أعداداً مهولة من الرجال أصحاب الجلاليب واللحي الطويلة وعدداً كبيراً من النساء المنتقبات بملابسهن السوداء قادمين من مختلف محافظات مصر من أدناها إلي أقصاها للوقوف في ميدان التحرير.. كما شاهدنا أعلاماً كثيرة لدولة عربية ترفرف في سماء الميدان بدلا من علم مصرنا الحبيبة وتعالت اللافتات واللوحات التي تقول «نريدها دولة إسلامية» وكأننا دولة كافرة أو دولة غير إسلامية - وفي غفلة من الزمن سيطرت التيارات الدينية علي الموقف كله بينما اكتفي معتصمو الائتلافات الأخري بالتظاهر والإعداد لمليونية تلو الأخري من أجل المطالبة بسرعة المحاكمات لرموز النظام السابق واتهامها بالبطء أو بأنها محاكمات غير عادلة والمطالبة بتغيير الحكومة الواحدة تلو الأخري والأجور والبطالة والتطهير وأشياء أخري كثيرة أعتبرها هامشية وممكن تحقيقها بعد تحقيق الأمن والاستقرار للمواطن المصري أولاً وكان نتيجة ذلك كله هو طرد شباب الثورة من الميدان وكشرت التيارات الإسلامية عن أنيابها وأصبحت كل خيوط اللعبة في يديها وأصبحوا هم الذين يخلصوننا من البلطجية وهم الذين يحلون مشاكل التطرف من إمبابة إلي أطفيح ومن المنيا إلي قنا.. كل ذلك في غياب المؤسسة الأمنية والحكومة التي تركتهم يحلون محلها ويظهرون في جميع البرامج التليفزيونية المحلية أو الخاصة يتحدثون عن كل شيء وفي كل شيء باسم الشعب المصري كله وأن ظهورهم جاء بناء علي مطلب شعبي وبناء علي إرادة شعبية وهذا غير صحيح بالمرة.. إلي متي ننظر لما يجري حولنا وكأنه لا يعنينا؟! ولماذا لم تهتم كل هذه الفصائل والتيارات بما جري من أحداث دامية في مدينة العريش بشمال سيناء وتخصيص وقفة للتنديد وفضح العابثين الأشرار بأمن مصر سواء كانوا من البدو أو من حزب الله أو من الفلسطينيين أو الإسرائيليين؟! لماذا لا نراعي مصالح بلادنا ومستقبلها قبل فوات الأوان؟! يا أهل مصر ويا شعب مصر العظيم إننا لم نحقق أي شيء خلال الشهور السبعة الماضية كفانا خلافات وانشقاقات واتحدوا قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه الندم.