جاءت الندوة التى عقدت فى منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية يوم الأربعاء 15 يونيو 2011 فى توقيت مهم يرتبط بالثورات العربية المتعددة التى اجتاحت بعض دول المنطقة.. وبتصريح وزير الخارجية المصرى نبيل العربى بأهمية وضرورة تحسين العلاقات بين مصر وإيران.. وبالتغيير الذى أقدمت عليه السلطات الإيرانية خلال الشهور الماضية باستبدال اسم شارع خالد الاسلامبولى الذى اغتال الرئيس أنور السادات فى طهران إلى شارع الشهداء. وكان قد سبق هذا التجمع الذى ضم حشدا من الخبراء والمهتمين بالعلاقات العربية الإيرانية ندوة أخرى عقدت فى القاهرة خلال شهر ديسمبر 2000 وحضرها «حجة الإسلام هادى خسرو شاهان» رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانيةبالقاهرة.. ورئيس جمعية الصداقة المصرية الإيرانية.. وكانت فى عهد الرئيس الإيرانى محمد خاتمى الذى وجه دعوة اللجنة المصرية للتضامن للذهاب إلى طهران.. فى نفس الوقت الذى كان قد وجه دعوة إلى حوار الحضارات من فوق منبر الأممالمتحدة وكانت إيران فى ذلك الوقت قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل وسلمت مقر السفارة إلى منظمة التحرير الفلسطينية. وقد شارك فى هذه الندوة التى عقدت فى منظمة التضامن عدد من الأساتذة والخبراء فى الشئون الإيرانية الذين سبق أن عملوا فى مناصب ترتبط بإيران سبق لهم أن شاركوا فى حوارات مع المسئولين الإيرانيين فى الندوات التى عقدت خلال السنوات الماضية. ومنذ ثلاث سنوات عقدت ندوات مع المسئولين الإيرانيين عن عدم الانحياز.. الأولى عن تعايش الأديان والحضارات والثانية عن تنفيذ قمة شرم الشيخ التى عقدت فى ديسمبر .2008 ولا شك أن الباحثين والخبراء يلتقون معا عند نتيجة واحدة وهى أنه لا تناقض أو صدام بين إيران والدول العربية.. خاصة أن الثورة الإيرانية قد فشلت فى الثمانينيات والتسعينيات فى تصدير الثورة بالأسلوب القديم.. وأنها أصبحت الآن أكثر حرصا على توطيد علاقاتها مع جيرانها من الدول العربية خاصة بعد التغيرات التى حدثت فى السياسة الدولية.. وبعد أن قامت الثورات فى بعض هذه الدول العربية.. وهى أمور مبشرة بالتوفيق فى تحسين العلاقات والتغلب على كافة المشاكل المحلية التى طالما عرقلت المسار فى طريق واحد. * مثال يحتذى تردد خلال الأيام الماضية اسم الدكتور محمد العريان الذى تبرع بمبلغ 30 مليون دولار لدعم مشروع د. أحمد زويل القومى.. وهو أمر ليست له سوابق معروفة تدفع مصريا مقيما بالولايات المتحدة إلى التبرع بمثل هذا المبلغ الكبير لمشروع قومى مصرى. والدكتور محمد العريان ولد فى نيويورك ابنا للدكتور عبدالله العريان أستاذ القانون الدولى بجامعة القاهرة وسفير مصر فى فرنسا والقاضى فى محكمة العدل الدولية.. وقد وصل إلى عضوية المجلس الاستثمارى الدولى لمجموعة بنك الكويت الوطنى.. إلى جانب أنه كان مسئولا عن الوقف الاستثمارى لجامعة «هارفارد» والبالغة قيمته 35 مليار دولار.. وحقق فيه عوائد قياسية بلغت حوالى 23 فى المائة قيمة الاستثمارات. وفاز الدكتور محمد العريان بجائزة «الفايننشيال تايمز» عن كتاب له بعنوان «عندما يتصادم الأسواق».. كما أصبح شخصية معروفة عالميا فى ميدان المال والاقتصاد. والتبرع الذى قدمه الدكتور محمد العريان لمشروع الدكتور أحمد زويل يقدم لنا صورة تحتذى للوطنية المصرية الأصيلة التى تعمل على تقديم كل العون والخير لشعب مصر. وهى صورة مشرفة نتمنى أن تكون مثالا يحتذى لهؤلاء الذين يعملون فى مجال المال والاقتصاد.