فوضي الألتراس الزملكاوي في مباراة الأفريقي التونسي دبت الحياة فى جسد الكرة المصرية مجددا بعد أن كادت تلفظ أنفاسها الأخيرة (كأسًا ودورى) إثر تعرضها للعديد من الأزمات التى صاحبت أحداث ثورة 25 يناير، حيث استأنفت يومى الأربعاء والخميس الماضيين مباريات الدورى العام (بالجمهور) بعد مداولات كان الاتجاه الغالب بها نحو الإلغاء إلا أن إصرار الدولة على الدفاع عن هيبتها وعدم الرضوخ للبلطجة وإثارة الفوضى التى أطلت بوجهها القبيح فى موقعة الثانى من أبريل الماضى فى مباراة الزمالك والأفريقى، وأيضا الخسائر الاقتصادية الرهيبة المتوقعة كان لهما الحسم فى عودة الدورى وبحضور الجماهير فى رسالة واضحة للجميع. جماهير الكرة المصرية بمختلف فئاتها وانتماءاتها عاشت أياما عصيبة قبل استئناف المسابقة، وبعدها.. أبناء زعيم الثغر انشغلوا بأحوال ناديهم (الاتحاد) بعد أن قاموا بما وصفوه بتطهير النادى سواء من رئيسه الذى آثر الانسحاب بعد ضغوط عنيفة مورست عليه أو من مدربه أو من لاعبيه الكبار الذين تمردوا عليه وانقطعوا عن التدريبات، ولم يكن أبناء الدراويش أفضل حالا فمع أول إطلالة للإسماعيلى فى مواجهة بتروجيت أبت جماهير الألتراس الإسماعيلاوى إلا أن تثير أزمة جديدة بإشعال الشماريخ فى استفزاز وتحد واضح للقرارات الأمنية امتدت لبعض الاحتكاكات مع رجال الشرطة العسكرية لإنقاذ زملائهم من المشاغبين الذين تم القبض عليهم ولولا تحلى الأمن بضبط النفس لحدثت كارثة أخرى! عمرو صديق- أحد كبار مشجعى الإسماعيلى - علق قائلا: الأمن كان متعاونا وهو ما أدى إلى دخول سهل للجماهير وتم استخدام جهاز كشف المعادن للمرة الأولى فى تفتيش الجماهير خاصة المقصورة والأولى، ولكن جماهير الألتراس قامت بإشعال الشماريخ وهو ما أثار أزمة انتهت سريعا. الوايت نايت يزيل أثار الفوضي يذكر أن الغرامة المقررة فى اللائحة هى 50 ألف جنيه لاستعمال الشماريخ وفى حالة التكرار تكون إقامة المباراة بدون جمهور. صديق كشف كواليس الساعات الأخيرة فى جمعة التطهير التى دعت لها الجماهير الإسماعيلاوية ونفذتها مطالبة برحيل مجلس الإدارة قائلا: إن الفكرة ولدت من رحم الجمهور الذى فاض به الكيل من ممارسات المجلس الفاشل بكل المقاييس وحظيت بقبول كبير فى الشارع امتد إلى بعض اللاعبين الذين ساندوا الحملة فى الخفاء مثل عبد الله السعيد الذى وضع له فيديو يوم الجمعة قبل الماضية على شبكة الإنترنت يوضح فيه مساندته لتطهير النادى إلا أن الفيديو سرعان ما تمت إزالته! واستطرد صديق بقوله: إن المهندس نصر أبوالحسن قام بالدخول معه وبعض من قيادات الحملة على الصفحة الخاصة بها على الفيس بوك وقام بإجراء محادثة جماعية محاولا إثناءهم عن القيام بهذا الإجراء ضد إدارة النادى وأنه عرض عليهم إجراء مناظرة أو لقاء معهم إلا أن طلبه قوبل بالرفض. روزاليوسف علمت أن هناك لاعبين يدعمون ثورة التطهير داخل النادى فى سرية تامة وعلى رأسهم محمد صبحى وأن ضغوطا عنيفة تمت ممارستها من قبل أعضاء فى مجلس إدارة الإسماعيلى على مسئولى الحملة لإزالة هذا الفيديو حتى لا تفسر بأنها تمرد جماعى من اللاعبين ضد الإدارة وينفرط عقد الفريق. التطهير بالإصلاح وكعادتها خاصة فى السنوات الأخيرة أبت القلعة البيضاء إلا أن تكون مركزا للأحداث والأزمات، فلم تكد جماهير النادى تخرج من أزمة الأفريقى التونسى التى كادت تعصف بسمعة مصر وأدت إلى تجميد الوايت نايتس لتصطدم بتمرد 12 لاعبا من القوام الرئيسى الذين صبرت عليهم الجماهير كثيرا وكانت المكافأة هى شكوى النادى صاحب الفضل عليهم، وجاء خبر القبض على قيادات الوايت نايتس (مصطفى طبلة وأحمد شبرا الشهير بالخال شبرا وأحد الأعضاء ويدعى محمد) من قبل وزارة الداخلية فجر الثلاثاء الماضى على أثر موقعة الثانى من أبريل وقرار حبسهم 15 يوما على ذمة التحقيقات وترحيلهم إلى سجن طرة ليفجر ثورة داخل الألتراس الزملكاوى (الوايت نايتس) الذين اعتبروا تلك القرارات ردة وعودة للأساليب القديمة للأمن. يقول أحمد (ع) أحد قيادات الوايت نايتس: الأمن قبض على الأسماء المدرجة لديه والتى كان يتعامل معها وليس الأشخاص الذين اقتحموا الملعب بالفعل وإن أعضاء الجروب محبطون للغاية لأنهم كانوا رجالا وتحملوا المسئولية واعترفوا بالخطأ برغم عدم مسئوليتهم الكاملة عنه، وكان من الممكن أن يتبنى الجروب الشائعات التى روجها الإعلام بوجود ثورة مضادة، ولكنهم رفضوا أن يضعوا رءوسهم فى الرمال وجمدوا الجروب وطردوا كل من نزل إلى الملعب من الجروب رغبة منهم فى الإصلاح فى الوقت الذى تهرب فيه الجميع ولايعقل أن يكافأ الوايت نايتس بالقبض على أبرياء منه لم ينزلوا إلى الملعب . مشيرا إلى أن مجموعة من المحامين أعضاء الألتراس الزملكاوى سيدافعون عن القيادات من زملائهم أمام القضاء لإطلاق سراحهم وسيختصمون الداخلية إذا لزم الأمر. وعن مبادرة إصلاح استاد القاهرة التى أطلقها الجروب وبدأوا فيها السبت الماضى أوضح أحمد: إن المبادرة مستمرة برغم كل شىء وإنهم اليوم سيتوجهون لاستكمال العمل بالاستاد. أما فيما يخص مستقبل الجروب فقال أحمد: إن التجميد مستمر إلى حين انتهاء الإصلاحات الداخلية وإنه برغم ذلك سيحضر أعضاء الوايت نايتس المباريات دون صفة رسمية كمشجعين ودون الدخلات أو الأهازيج المشهورة. صلاح الدرينى - المتحدث الإعلامى للوايت نايتس - قال: إن هناك محاولات حثيثة تجرى للدفاع عن زملائهم المحبوسين من خلال مراكز حقوق الإنسان مثل مركز هشام مبارك مشيرا إلى أنه تلقى تهديدات من الأمن بالقبض عليه . وعلمت روزاليوسف أن مجموعة من الألتراس الزملكاوى قامت بالاتصال يوم الثلاثاء الماضى بمكتب المحامى مرتضى منصور رئيس النادى السابق وكانوا يعقدون آمالا عريضة عليه ليقوم بالدفاع عن زملائهم والذى كان مشغولا بالتحقيق معه فى مكتب النائب العام متهما فى موقعة الجمل وخرج قرار حبسه15 يوما على ذمة التحقيقات يوم الأربعاء الماضى ليصيب آمال الالتراس فى مقتل! وعلى الرغم من عدم تواجد الألتراس الزملكاوى الوايت نايتس فى مدرجات المباراة الافتتاحية للزمالك مع حرس الحدود إلا أن المباراة لم تخرج نظيفة، حيث هاجمت الجماهير الزملكاوية الحكم وسبته كثيرا بألفاظ خارجة لم تحرك الحكم لإيقاف المباراة، وبالتالى إقرار عقوبة على النادى!! بسبب طرده المبكر للمدافع المتهور عمرو الصفتى). وأما جماهير الألتراس الأهلاوى والتى اتهمها البعض بتورطها فى أحداث الثانى من أبريل - وهو ما ثبت عدم صحته - وعلمت روزاليوسف أن الألتراس الأهلاوى قام باستضافة ثمانية من ألتراس الأفريقى فى شقة بالزمالك أثناء إقامة مباراة الزمالك والأفريقى الشهيرة تم استئجارها لهم وكان بعض الأعضاء يترددون عليهم خاصة - نبيل استاد- الذى كان يقيم معهم بصفة دائمة. دعت أعضاءها قبل المباراة التى قص فريقها بها شريط الافتتاح للدورى العائد مع الشرطة لعدم استخدام الشماريخ خاصة فى يوم عيد ميلاد الجروب وهو ما حدث بالفعل إلا من محاولة واحدة قام بها أحد المشجعين وكان يستقل سيارة تحمل بعض الشماريخ والصواريخ النارية تم ضبطها أثناء الدخول للاستاد. وفيما عدا ذلك خرجت المباراة جماهيريا بصورة جيدة لم تخلُ من بعض السباب الذى اختص به جمهور الأهلى التوأم إضافة للدعابات التى تضمنتها رسائل الألتراس الأهلاوى فى المدرجات والتى يسخرون فيها من الغريم التقليدى الزمالك مثل (شلح الجلابيه واحتفل بالمئويه، عندما أشرقت شمس الحرية ظهرت العقلية صفر فى المية». مرت مباريات الأسبوع الاول لدورى الثورة المصرية بسلام ونجح الأمن (الجيش والشرطة) مع الجماهير فى الخروج من عنق الزجاجة والتأكيد على صحة قرار استئناف الدورى تحت شعار «الشعب والجيش والشرطة إيد واحدة».