رغم وداعتها ورقتها، فإنها تسير بقوة دفع الحماس الوطني والنضال الثوري الذي تعلمته من زوجها الشاعر الكبير «عبدالرحمن الأبنودي»، نهال كمال التي تولت رئاسة التليفزيون بعد أن ظلت نائبة لرئيسته السابقة عامين كاملين، تؤكد أن المرحلة القادمة ليست مختلفة في تاريخ مصر فحسب، بل مختلفة في تاريخها هي أيضا، تؤكد «نهال كمال» أن المرحلة المقبلة لتليفزيون مصر لابد أن تتناسب مع فكر وروح ثورة 25 يناير، وأن نري إبداعات الثورة، وأن نتعامل مع الثورة علي أساس أننا جزء منها، وندعمها من خلال تليفزيون أبناء الثورة وأبناء الشعب المصري كله، أول خطة وضعتها نهال كمال عقب توليها رئاسة التليفزيون هي خطة محو الأمية السياسية للمشاهد المصري من خلال تعريفه بمواد الدستور، فهي تقول: أريد أن يعرف كل مواطن مصري «يعني إيه» دستور، من قمة الهرم المجتمعي إلي بائعة الخضار البسيطة، وتضيف كمال: هذه خطة أولي في طريق خطط محو الأميات الثقافية والتعليمية التي وصلت إلي أرقام مفزعة في المجتمع ورسالة التليفزيون الأولي القضاء عليها، بدلا من اتساع رقعتها كما كان يحدث من قبل، وعن قبولها مهمة قيادة التليفزيون في تلك الظروف الصعبة تؤكد كمال أن قبولها المهمة في هذا التوقيت بالتحديد يعتبر نضالا، وتقول: هذا ما أريد أن أكشف عنه خلال المرحلة المقبلة من خلال الحس الوطني والانتمائي في كل ما نقدمه علي الشاشة لاسترداد ثقة المشاهد، واستعادة شاشة مصر بجد، خاصة أنني أول رئيس لتليفزيون مصر بعد الثورة، وهو ما يصعب مهمتي لأن هذا معناه أنني أتعامل مع إعلام من أول السطر يحتاج إلي عملية تشكيل جديدة تليق بمصر في المرحلة المقبلة التي فرضت علينا واقع الثورة بتداعياتها الإنسانية والإبداعية وحتي السياسية، وهو ما يجعلنا نفكر في تقديم برامج عن الثورة ومضمون الثورة ومفهوم الثورة، لكنني في الوقت نفسه لا أريد أن تتشابه الأفكار والأشكال البرامجية علي شاشة التليفزيون، بالعكس سيكون هناك تنوع فيما يرضي جميع الأذواق، وسنعيد لبرامج الأطفال رونقها وقوتها، خاصة أن صلاح المجتمع يبدأ من نقطة «الطفل»، وهو ما يوازي نقطة «الصفر» في أي انطلاقة تنموية، كذلك تنموية المواهب الإبداعية واكتشاف المواهب الحقيقية لابد أن تعود بما يليق بمرحلة بناء مجتمع قوي بعيدا عن السطحية والفراغ العقلي والإنساني الذي كان ينخر كالسوس في نخاع الوطن، وعن واقع كنوز التراث التليفزيوني أكدت نهال كمال أنها تريد أن تربط الأجيال الجديدة بماضيها من خلال هذه الدرر النفيسة، التي كانت تقدم لنا النماذج والرموز العظيمة من أبناء المجتمع المصري في مختلف مجالات الإبداع سواء من المبدعين أو المذيعين الذين نسعي لعودتهم إلي الشاشة مرة أخري، وعن برنامج «مصر النهارده» قالت «كمال»: هذا البرنامج لابد من إعادة ترتيب أوراقه، خاصة أن ملامحه اختلفت نتيجة اضطراب الأوضاع السابقة والظروف التي تعرض لها، ولذلك نحن الآن في مرحلة رسم ملامحه من جديد، من خلال الشكل العام وتحديد مذيعيه، وقد بدأنا ب 90 مذيعا ومذيعة تم عمل لجنة لتصفيتهم، هذه اللجنة تكونت من أنيس منصور والإعلامية ملك إسماعيل والمخرج محمد فاضل ود. حمدي حسن وممثل عن شركة «صوت القاهرة» كشريك في إنتاج البرنامج، وطلبنا من كل مذيع ومذيعة تقديم DVD وV.C وتم إجراء الاختبارات «لايف» وتمت تصفيتهم إلي 18 مذيعا ومذيعة علي أن تتم التصفية النهائية اليوم السبت و«لايف» لتحديد الأصلح للبرنامج، وقد كان هدفنا الأساسي من هذه الاختبارات منح حق الظهور في هذا البرنامج لأبناء التليفزيون.