فى عصر كانت جدران المعابد تحمل نقوشًا تحكى قصص الملوك وانتصاراتهم وإنجازاتهم العظيمة، نجد بين تلك النقوش قصص حب خلدتها تلك الجدران لتكون شاهدة على المصريين القدماء الذين برعوا فى فنون العمارة والنحت وغيرهما ولم يهملوا الحب وأن المصرى القديم الذى اهتم بالمرأة ومنحها مكانة خاصة عشقها أيضًا ونظم فيها الشعر ورفعها إلى أعلى مكانة حتى أنها شاركته الحكم لثقته فى رجاحة عقلها. وتحكى أروقة المتحف المصرى الكبير الكثير من قصص الحب التى تحمل معانى ودلالات، كأن الحجارة المصرية تنطق وتعلم العالم أرقى معانى الإنسانية وأعظم قصص العشق. توت عنخ آمون.. وقصة حب فى القصر الملكى يقول د. حسين عبدالبصير المشرف العام الأسبق على المتحف المصرى الكبير ل(روزاليوسف)، إن المرأة المصرية القديمة كانت من أوائل نساء العالم اللاتى حصلن على الاحترام والتقدير، مشيرًا إلى أن قصص الحب والغرام بين عدد من الشخصيات المصرية القديمة سواء على المستوى الملكى أو غير الملكى والمخلدة فى برديات وعلى جدران المعابد تؤكد ذلك. فمثلا فى المتحف الكبير نجد «توت عنخ آمون» وزوجته «عنخ إس إن آمون» وهما فى الأصل أخوان ولدت قصة حبهما الخالدة فى القصر الملكى. وتشهد جدران المعابد المصرية على قصة الحب العظيمة تلك فنرى زوجته بجانبه على كرسى العرش وتضع الكريم على جسمه مما يعبر عن الاهتمام والحب والحميمية بينهما.
ومن جانبه يقول د. شريف شعبان الخبير فى الآثار المصرية القديمة وتاريخ الفن والمحاضر فى كلية الآثار جامعة القاهرة، هناك نماذج كثيرة بالمتحف المصرى الكبير بعضها يمثل الزوج وزوجته وأولادهما وهناك نماذج تمثل الملك وزوجته. لكن أشهر هذه النماذج وأهمها هو كرسى العرش للملك «توت عنخ آمون» وزوجته الملكة «عنخ إس إن آمون» وهى تضع يدها على كتفه وهو جالس وهما الاثنان يرتديان صندلًا واحدًا.. فى مشهد يشير إلى مدى ارتباطهما. إخناتون ونفرتيتى ومن بين قصص الحب الملكية فى مصر القديمة قصة «إخناتون ونفرتيتى». لم تكن «نفرتيتى» تنتمى إلى العائلة الملكية إلا أن «إخناتون» عشقها حيث كانت تعمل كمستشارة لإخناتون وعاشا قصة حب كبيرة. ونجد الكثير من المشاهد التى تؤكد قصة حبهما منها. «أمنحتب الثالث والملكة تى» وعن قصة «أمنحتب الثالث» والملكة «تى» يشير عبدالبصير إلى أن الملكة «تى» تجلس فى نفس مستوى «أمنحتب الثالث» كما يراهما الزوار فى المتحف المصرى بالتحرير. عُرفت الملكة «تى» بشخصيتها القوية وكانت تتوسط للشعوب الأخرى عند الملك «أمنحتب الثالث» ثم أصبحت تتوسط لهم عند ابنها إخناتون (أمنحتب الرابع) فيما بعد. حملت «تى» ألقابًا عديدة منها «السيدة النبيلة»، «الزوجة الملكية العظيمة»، «سيدة الأرضين» و«التى تملأ القصر حبا». لم تكن مجرد رفيقة للملك، بل شريكته فى الحكم والرأى، واستمر تأثيرها حتى فى عهد ابنها إخناتون. الملك رمسيس الثانى والملكة نفرتارى بينما تبرز قصة حب الملكة نفرتارى والملك رمسيس الثانى كواحدة من أعظم قصص الحب فى مصر القديمة. فقد بنى لها الملك معبدًا بجانب معبده فى (أبو سمبل) وكتب قصة حبهما الشهيرة بالحجر. وعندما ماتت «نفرتارى» فى السنة الرابعة والعشرين من حكمه، حزن عليها «الملك رمسيس» حزنًا شديدًا وكتب على المعبد «أنت التى من أجلها تشرق الشمس». أسطورة إيزيس وأوزوريس وأكد عبدالبصير أن قصة حب «إيزيس وأوزوريس» غير حقيقية لكنها أسطورة تدل على الحب والفداء والتضحية فقد ذهبت فى رحلة شاقة للبحث عن جسد زوجها حتى وصلت إلى جبيل (فى لبنان حاليًا) حيث وجدت التابوت داخل شجرة نمت حوله. أعادته إلى مصر لتدفنه سرًا، لكن ست عثر عليه ومزّق الجسد إلى أجزاء عديدة وفرقها فى أنحاء البلاد. لم تيأس «إيزيس» ولم تنسَ حبها فجابت الأرض وجمعت أشلاء أوزوريس بمساعدة أختها نفتيس وابن أخيهما أنوبيس، الذى قام بتحنيطه ليصبح أول مومياء فى التاريخ. تضحيات «إيزيس» ووفاؤها النادر جعلها من أشهر الآلهة فى مصر القديمة حتى العصر اليونانى الرومانى.