اقترنت منصات التواصل الاجتماعى منذ ظهورها بالشباب ولمعت الكثير من الأسماء لشباب صاروا نجوم السوشيال ميديا، لكن خلال الشهور الأخيرة، برز جيل جديد من المؤثرين ليثبت أن التأثير لا يعرف بطاقة هوية ولا تاريخ ميلاد وأن العمر ليس إلا مجرد رقم ويؤكد أن الروح الشابة تستطيع أن تتجاوز بصاحبها حدود العمر وجدران السن لتصل إلى جماهير متنوعة الأعمار والثقافات. جمع هؤلاء المؤثرين الذين نتحدث عنهم بين حيوية الشباب وروحهم من ناحية وبين خبرة كبار السن وتجربتهم من ناحية أخرى. فقد أصبح العديد من منصات التواصل الاجتماعي موطنًا لجيل جديد من المؤثرين الذين تجاوزوا السبعين عامًا ويُعرفون باسم «Granfluencers» يتمتعون بنفس القدر من الشهرة إن لم يكن أكثر من نظرائهم الأصغر سنًا، بل نجح العديد منهم فى أن يتربعوا على عرش الشراكات المربحة للعلامات التجارية الكبرى بعد أن نجحوا في وضع تعريف جديد لمفاهيم التأثير في مجالات مثل الأناقة والموضة والصحة البدنية. هؤلاء المؤثرون أثبتوا أن العمر ليس عائقًا أمام الحضور الرقمي ولم يكتفوا بكسر الصورة النمطية المرتبطة بتقدم العمر بل أعادوا رسم خريطة التأثير الرقمي ونقلوا أنفسهم من هامش التقنية إلى قلبها النابض. ونحاول فى السطور التالية رصد عدد من أشهر المؤثرين الذين أصبحوا نجومًا بعد أن تخطوا السبعين عامًا. ليليان درونياك «ليليان درونياك» هى ممثلة كوميدية على مواقع التواصل الاجتماعي تطلق على نفسها اسم «الجدة المشهورة» وتبهر العالم بمقاطعها وفيديوهاتها المضحكة التي تنتشر على نطاق واسع. تقدم «درونياك» البالغة من العمر 93 عامًا نصائح فكاهية وتنشر فيديوهات تحت اسم استعدوا معي وتسخر كثيرًا من الموت والشيخوخة. يتابع «درونياك» حاليًا 8.7 مليون شخص على تطبيق «تيك توك» و973,000 على «إنستجرام». ظهرت «درونياك» مؤخرًا في البرنامج الحوارى الأمريكي الشهير «صباح الخير يا أمريكا»، فضلًا عن تقارير صحفية تحدثت عن نجاحها وتأثيرها منهم تقرير لصحيفة «الجارديان» البريطانية. جو الينجتون هو نجم من نجوم «تيك توك» اليوم يبلغ من العمر 89 عامًا ويعرف على المنصة باسم «الجد جو» . نجح «جو» فى جذب أكثر من 6 ملايين متابع على «تيك توك» بمحتوى فكاهي مناسب للعائلة ،وبينما يصل عدد متابعيه على حسابه الشهير على تطبيق «إنستجرام» إلى أكثر من 400 ألف متابع وتحظى مقاطع الفيديو الخاصة به باهتمام إعلامي واسع. لين سلاتر تعد «لين» واحدة من أبرز المؤثرين كبار السن وتعرف بلقب Accidental Icon أى «أيقونة بالصدفة». وهي أستاذة جامعية في علم الاجتماع بجامعة «فوردهام» تحولت إلى مؤثرة وعارضة أزياء عالمية بعد تعرضها لموقف غير متوقع عندما كانت «لين» تنتظر صديقة لها خارج مركز «لينكولن» في نيويورك خلال أسبوع الموضة» وبسبب أناقتها اللافتة،ظنها الصحفيون والمصورون شخصية بارزة في عالم الأزياء و التقطوا لها العديد من الصور لتجد الأستاذة الجامعية نفسها فجأة محط أنظار وسائل الإعلام والجمهور. اللافت أن «لين» لم تفوت الفرصة بل استغلت هذه اللحظة لتطلق مدونة تحمل اسم Accidental Icon وهو العنوان الحقيقى لقصة شهرتها المتأخرة والتى أثبتت من خلالها أن العمر ليس عائقًا أمام الأناقة. وبدأت «لين» تشارك أفكارها حول الموضة والعمر والهوية مع الملايين من متابعيها على منصات التواصل الاجتماعي الذين يعتبرونها رمزًا لمحاربة التمييز ضد كبار السن في صناعة الموضة بعد أن نجحت فى كسرالصورة النمطية عن النساء فوق الستين ،وأثبتت أن التأثير الرقمي لا يقتصر على الشباب ودمجت بين الفكر الأكاديمي والذوق الفني بأسلوب فريد. «مون لين» ومن آسيا يسطع نجم «مون لين» التى تخطت ال90 عامًا وتتميز بكونها واحدة من قلائل المؤثرين العالميين الذين لا ينتمون إلى المنطقة الأنجلوساكسونية. فهى تايوانية لاقت شهرة واسعة على منصات مثل «إنستجرام» و«فيسبوك». تشارك «مون» «محتوى» يتميز بالأناقة والبساطة وتنقل روح الثقافة الآسيوية بأسلوب يجمع بين الذوق الرفيع والهوية المحلية مما أكسبها جمهورًا عالميًا يتفاعل معها رغم اختلاف اللغة والثقافة. وقد نجحت «مون» بالفعل في بناء قاعدة جماهيرية واسعة من خلال محتوى بصرى جذاب ورسائل إنسانية عابرة للحدود. «جوان ماكدونالد» وفى مجال اللياقة البدنية تلهم الكندية «جوان ماكدونالد» المؤثرة البالغة من العمر 78 عامًا ملايين المتابعين. وقد بدأت رحلتها فى التأثير الرقمي كنوع من التحدي بعد أن كانت تعاني من مشاكل صحية متعددة تخطتها بدعم من ابنتها «ميشيل» مدربة اللياقة البدنية. كانت بداية «جوان» من خلال محتوى يتضمن برنامجًا شاملًا للتغذية والتمارين والنوم الصحي وخلال سنوات قليلة فقدت أكثر من 30 كيلوجرامًا من وزنها وتوقفت عن تناول الأدوية وأصبحت تمارس رفع الأثقال. شاركت «جوان» متابعيها مع معاناتها بعد أن انشأت حسابًا على «إنستجرام» باسم Train With Joan أو «تدرب مع جوان» واليوم أصبحت مصدر إلهام لأكثر من مليوني شخص وتشارك تمارينها ووصفاتها الصحية وتجاربها الشخصية وتشجع الآخرين على البدء مهما كان عمرهم. أسرار الشهرة بينما يهتم المؤثرون الشباب بالصورة والفلتر والخطابات التسويقية جذب المؤثرون كبار السن المتابعين بأسلوبهم الفريد الذى لا يهتم بمحاولات التأثير المصطنعة بل بالواقعية الصادقة التي تلامس القلوب فهم نادرًا ما يسعون للظهور بمظهر جذاب أو مثالي بل يفضلون التعبير عن أنفسهم كما هم دون تزييف أو تصنع. فنجح الGranfluencers فى تحدى التصورات التقليدية عن التقدم في السن وخاضوا تجارب خارجة عن المألوف حيث يقدمون محتوى مبهجًا يسخرون ويرقصون ويطبخون ويمارسون الرياضة ويقدمون النصائح بأسلوب مرح وواثق. شركات داعمة أدرجت شركات التسويق الكبرى دعم المؤثرين كبار السن ضمن استراتيجياتها الحديثة إدراكًا منهم لتزايد تأثير هذه الفئة على المنصات الرقمية فقد أعلنت شركة Activate HQ ومقرها نيويورك أن كبار السن المؤثرين لا يجذبون جمهورًا من نفس فئتهم العمرية فقط بل يحظون بمتابعة واسعة من الشباب أيضًا. ووفقًا لتقرير أصدرته الشركة، فإن %74 من متابعي أفضل 10 مؤثرين كبار السن في «الولاياتالمتحدةالأمريكية» تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا مما يعكس جاذبيتهم العابرة للأجيال. أما شركة Influential ،فهي واحدة من أكبر شركات التسويق عبر المؤثرين عالميًا، فقد أكدت أن Granfluencers أو المؤثرين كبار السن يحدثون فرقًا حقيقيًا في الحملات الإعلانية بفضل أصالتهم وقدرتهم على بناء علاقات حقيقية مع الجمهور. 2 3