فى أجواء روحانية تعبّر عن مكانة مصر كمنارة للقرآن الكريم وموطن القراء العظام، أطلقت وزارة الأوقاف مسابقة «دولة التلاوة الكبرى» كأضخم مشروع حضارى وقرآنى تشهده الساحة المصرية والعربية. وتهدف المسابقة إلى اكتشاف المواهب الصوتية فى فنون التلاوة والترتيل، وترسيخ الريادة المصرية فى هذا المجال الذى ما زال يفتن القلوب والأسماع فى شتى بقاع العالم. من جهته أكد الدكتور أسامة الأزهرى، وزير الأوقاف، أن مسابقة دولة التلاوة تمثل نقلة نوعية فى مجال خدمة القرآن الكريم، واصفًا إياها بأنها أضخم مسابقة قرآنية تليفزيونية فى تاريخ مصر، تنظمها الوزارة بالتعاون مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية. وأوضح الوزير أن الهدف الأسمى للمسابقة هو إحياء المدرسة المصرية الأصيلة فى التلاوة، التى أنجبت عمالقة مثل: الشيخ محمد رفعت، ومحمود خليل الحصرى، وعبدالباسط عبدالصمد، ومحمد صديق المنشاوى، ومصطفى إسماعيل، وغيرهم من القراء الذين أضاءوا العالم بترتيلهم المميز. وأضاف: «إننا نريد لهذه المسابقة أن تكون أداة لاكتشاف خامات صوتية جديدة تليق بكتاب الله، وأن نرى نماذج متألقة من أبناء مصر يجمعون بين جمال الصوت وروح الأداء ليكونوا قدوة فى ميدان التلاوة وفن خدمة القرآن». وأشار الأزهرى إلى أن المسابقة تمثل منصة كبرى لاكتشاف «الجواهر والكنوز الصوتية» بين أبناء مصر، مؤكدًا أنها ليست مجرد اختبارات للحفظ أو التجويد، بل تهدف إلى اكتشاف أصوات نادرة ومدهشة تفيض جمالًا وخشوعًا، لتمد مدرسة التلاوة المصرية بأجيال جديدة تحمل الراية. كما شدّد على أن المقامات الصوتية ليست غاية بحد ذاتها، وإنما وسيلة فنية لخدمة المعنى القرآنى، مبينًا أن القارئ يوظّف المقام المناسب وفق مضمون الآية؛ فيقرأ ببهجة فى آيات النعيم، وبخشوع ورهبة فى آيات الوعيد، ليصل المعنى إلى القلوب كما أراده الله تعالى. وكشف وزير الأوقاف أن الفائزين فى المسابقة ستُمنح لهم فرصة عظيمة، وهى إمامة المصلين فى المساجد الكبرى خلال شهر رمضان المبارك، كنوع من التمكين والاحتفاء بالمواهب الجديدة وربطها برسالة المسجد. وحول آلية الاختيار، أوضح أن التصفيات المركزية انطلقت يوم السبت 16 أغسطس 2025 وتستمر حتى الأربعاء 3 سبتمبر 2025، بمشاركة أكثر من 14 ألف متسابق من مختلف محافظات الجمهورية، تم توزيعهم على لجان متعددة لضمان الحيادية والدقة. أما شروط التقدّم، فهى الالتزام التام بأحكام التجويد، والمشاركة فى فرع واحد فقط (التجويد أو الترتيل)، وألا يكون المتسابق من القراء المعتمدين فى الإذاعة أو فى المساجد الكبرى التابعة للوزارة، إلى جانب استيفاء الأوراق المطلوبة مثل الرقم القومى أو شهادة الميلاد للناشئة، مع استبعاد أى متسابق لم يستوفِ الشروط. جدول التصفيات فيما بدأت التصفيات المركزية لمسابقة دولة التلاوة الكبرى فى مختلف المحافظات، وفق خطة منظمة تضمن مشاركة جميع المتسابقين على مستوى الجمهورية، حيث تقام المراحل فى عدد من المراكز الثقافية والجامعية الكبرى على النحو التالي: القاهرة الكبرى والصعيد الأوسط: تُقام التصفيات على مسرح وزارة الشباب والرياضة بالقاهرة بمشاركة محافظات (القاهرة، الجيزة، القليوبية، بنى سويف، الفيوم)، وذلك خلال الفترة من 16 حتى 24 أغسطس 2025. شمال الدلتا: تستضيفها مدرسة المنصورة الثانوية العسكرية – الدقهلية لمحافظات (الشرقية، الدقهلية، دمياط)، من 23 حتى 27 أغسطس 2025. غرب الدلتا: تُعقد التصفيات فى مسرح قصر ثقافة الأنفوشى بالإسكندرية لمحافظات (البحيرة، الإسكندرية، مطروح)، من 25 حتى 27 أغسطس 2025. وسط الصعيد: تُقام بقاعة المؤتمرات فى جامعة أسيوط لمحافظات (المنيا، أسيوط، سوهاج، الوادى الجديد)، من 30 أغسطس حتى 1 سبتمبر 2025. جنوب الصعيد: يستضيفها مسجد سيدى عبد الرحيم القنائى بمحافظة قنا بمشاركة محافظات (قنا، الأقصر، أسوان، البحر الأحمر)، وذلك يومى 27 و28 أغسطس 2025. مدن القناة وسيناء: تُعقد التصفيات فى مسجد الإسماعيلى الشهير بالمطافى – عرايشة مصر بالإسماعيلية، لمحافظات (الإسماعيلية، بورسعيد، السويس، شمال سيناء، جنوبسيناء)، وذلك يوم 3 سبتمبر 2025. وسط وغرب الدلتا: تستضيفها قاعة المؤتمرات بجامعة المنوفية لمحافظات (الغربية، المنوفية، كفر الشيخ)، خلال الفترة من 30 أغسطس حتى 2 سبتمبر 2025. آلية الاختيار وعن آلية الاختيار صرّح الدكتور أسامة رسلان، المتحدث الرسمى لوزارة الأوقاف، بأن التصفيات المركزية انطلقت يوم السبت 16 اغسطس الجارى وتستمر حتى الأربعاء 3 سبتمبر 2025، بمشاركة أكثر من 14 ألف متسابق من مختلف محافظات الجمهورية، تم توزيعهم على لجان متعددة لضمان الحيادية والدقة. أضاف أن التصفيات تهدف إلى الوصول إلى 300 متسابق يتم استضافتهم فى أكاديمية الأوقاف، ثم يتم الانتقاء بدقة حتى 28 متسابقًا فقط، يتأهلون للتصفيات النهائية داخل استديو فخم التجهيز يليق بعظمة المناسبة، ليتم تتويج صفوة الصفوة من القراء. وأوضح الدكتور أسامة رسلان، أن التصفيات الجارية ستستمر حتى الوصول إلى نحو 300 متسابق يتم اختيارهم بعناية، ليتم استضافتهم بعد ذلك فى أكاديمية الأوقاف الدولية؛ حيث تُجرى مرحلة متقدمة من التصفيات لاختيار 28 متسابقًا فقط يمثلون نخبة الأصوات المميزة. وتشمل شروط التقدّم للمسابقة الالتزام التام بأحكام التجويد، و المشاركة فى فرع واحد فقط (التجويد أو الترتيل)، وألا يكون المتسابق من القراء المعتمدين فى الإذاعة أو المساجد الكبرى التابعة للوزارة، على أن يتم استبعاد أى متسابق لم يلتزم بالشروط فى أى مرحلة من مراحل المسابقة. أوضح الدكتور أسامة رسلان، المتحدث الرسمى باسم وزارة الأوقاف، أن حجم الجوائز المرصودة لمسابقة دولة التلاوة غير مسبوق فى تاريخ المسابقات القرآنية، حيث تبلغ قيمتها الإجمالية 2 مليون و750 ألف جنيه. وأشار إلى أن قيمة الجوائز توزعت على النحو التالي: مليون جنيه للفائز بالمركز الأول فى فرع التجويد. ومليون جنيه للفائز بالمركز الأول فى فرع الترتيل، و500 ألف جنيه لصاحب المركز الثانى، و250 ألف جنيه لصاحب المركز الثالث. كما لفت رسلان إلى أن الفوز لا يقتصر على الجانب المادى فقط، بل يشمل منحة فريدة، وهي: تسجيل القرآن الكريم كاملًا بصوت الفائز الأول مع إذاعة هذا التسجيل عبر قناة «مصر قرآن كريم» لتخليد أصوات الفائزين وإيصالها إلى جمهور واسع داخل مصر وخارجها. مشروع حضارى من جهته يرى الدكتور أيمن أبوعمر، وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة,أن مسابقة "دولة التلاوة الكبرى" ليست مجرد مسابقة أو منافسة قرآنية عابرة، وإنما هى مشروع حضارى متكامل يعيد لمصر ريادتها التاريخية فى مجال التلاوة، ويجدد مكانتها كمنارة للقرآن الكريم وموطن القراء العظام الذين أضاءت أصواتهم جنبات العالم الإسلامى. وقال فى تصريح خاص لروزاليوسف: إن اكتشاف المواهب القرآنية الجديدة ورعايتها يمثل استثمارًا حقيقيًا فى أعظم ما تملكه الأمة، وهو كتاب الله تعالى، وفى أصوات نقية صافية قادرة على أن تنقل رسالة القرآن إلى القلوب والعقول. ومن هنا تبرز أهمية هذه المسابقة فى إتاحة الفرصة لجيل جديد من القراء الشباب، الذين ينهلون من مدرسة التلاوة المصرية العريقة، ويضيفون إليها أصواتًا واعدة تواصل المسيرة العطرة لرواد التلاوة المصرية عبر التاريخ. وختم حديثه قائلًا: «إن مسابقة «دولة التلاوة الكبرى» تمثل نقلة نوعية فى إثراء ساحة التلاوة وإحياء المدرسة المصرية الأصيلة، التى تجمع بين الإتقان والجمال والرسالة الروحية الخالدة، لتظل مصر بإذن الله هى حاضنة التلاوة وراعية القرآن وقرائه فى العالم كله». 2