فى خطوة مهمة للعودة إلى الصدارة والاستمرار فى تنفيذ مشروعها كمصدر إقليمى للطاقة صدرت مصر أول شحنة غاز مسال إلى آسيا خلال أبريل 2025 لتكون الأولى منذ وقف التصدير قبل عام واحد. وبحسب بيانات وحدة ابحاث الطاقة صدّرت مصر 48 ألف طن من الغاز المسال فى أبريل 2025، لتكون أول شحنة منذ الشهر نفسه من عام 2024، قبل أن تتوقّف البلاد عن التصدير وتعود للاستيراد لأول مرة منذ 2018، مع انخفاض الإنتاج المحلى وزيادة الطلب.
وقبل وقف التصدير بداية من مايو 2024، بلغت صادرات مصر من الغاز المسال 0.540 مليون طن فى 2024، مقابل 3.38 مليونًا عام 2023. فى المقابل، استوردت مصر 2.8 مليون طن فى العام الماضى، بالإضافة إلى 1.45 مليون طن فى أول 4 أشهر من العام الجارى، بإجمالى 4.25 مليون طن منذ عودتها للاستيراد. تصدير أول شحنة غاز مسال مصرية فى 2025. خرجت أول شحنة غاز مسال مصرية فى 2025 من محطة إدكو على ساحل البحر المتوسط، التى تمتلك وحدتَى إسالة بقدرة 3.7 مليون طن سنويًا لكل منهما. وتُظهر بيانات الشحن أن الشحنة المصرية، التى تحملها ناقلة سانتاندر نتسون، فى طريقها إلى تايوان عبر طريق رأس الرجاء الصالح فى جنوب قارة أفريقيا، ولم تذهب عبر البحر. ويشار إلى أن ناقلة «سانتاندر نتسون - Santander Knutsen» تمّ بناؤها عام 2022 بسعة 174 ألف متر مكعب، وتبحر تحت علم النرويج، وهى مؤجَرة إلى شركة شل سنغافورة حتى عام 2029. ويأتى تصدير شحنة غاز مصرية فى 2025 بعد تقديم الحكومة عدّة حوافز للشركات الأجنبية لزيادة إنتاج الغاز خلال العام الجاري؛ منها السماح لها بتصدير حصة معينة من الإنتاج الجديد، عبر محطات الإسالة المصرية، على أن تُستعمل عائداتها فى سداد المستحقات المطلوبة للشركاء الأجانب. وجاءت واردات الغاز المسال المصرية فى الشهر الماضى من 3 دول على النحو التالى الولاياتالمتحدة: 208 آلاف طن. ترينيداد وتوباغو: 71 ألف طن. النرويج: 60 ألف طن. وكانت واردات مصر من الغاز المسال قد ارتفعت بنسبة 2 % إلى 1.10 مليون طن خلال المدة من يناير حتى مارس 2025، مقابل 1.08 مليون طن فى الربع الأخير من العام الماضى، وفق تقرير بيانات تقرير «مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية فى الربع الأول من 2025». مصانع الإسالة المصرية فى ظل التناقص الطبيعى فى إنتاج الغاز التى تعانى منه مصر تتسارع كل من شركة شل واينى على زيادة الإنتاج من الحقول وذلك لإعادة تشغيل مصنعين الاسالة وسرعة تصدير شحنات غاز إلى الخارج حيث تمتلك كل من الشركتين حصة الأغلبية. فالمصنع الأول دمياط والتى تمتلك فيه شركة اينى الإيطالية نسبة 50 % وتمتلك الشركة القابضة للغازات ايجاس نسبة 30 % والهيئة العامة للبترول 10 %. أما المصنع الثانى مصنع إسالة ادكو بين كلا من الهيئة العامة للبترول 12 %، والشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعة «إيجاس» 12 %، وشركة بريتش جاز «التى استحوذت عليها شركة شل» 35.5 %، وشركة بتروناس الماليزية 35.5 %، وشركة إنجى الفرنسية «جاز دى فرنس سابقا» 5 %. إينى الإيطالية ما زالت شركة إينى الإيطالية تمارس بعض الضغوطات على الحكومة المصرية من أجل تشغيل مصنع دمياط للإسالة فى محاولة لإعادة تصدير الغاز لأوروبا إلا أن الحكومة المصرية قامت بتأجيل الرد لحين البدء فى اعمال تنمية حقل ظهر وذلك بسبب انخفاض إنتاج الغاز ويصعب تحديد حجم الفائض المتبقى للتصدير. ادى نقص صادرات الغاز الطبيعى المسال من محطة سيجاس فى دمياط إلى بعض التوتر بين إينى والحكومة المصرية وعلى الرغم من أن إينى أُجبرت على إغلاق دمياط فى أبريل بسبب نقص حاد فى الغاز المحلى فى مصر، إلا أن الشركة الإيطالية كانت تأمل فى تصدير بعض الشحنات على الأقل هذا الشتاء بمجرد مرور موسم ذروة الطلب الصيفى لعام 2024. من جانبه قال جويدو بروسكو رئيس الاستكشاف فى شركة إينى الإيطالية فى تصريحات لموقع ميس للأبحاث إن إينى طالبت مؤخرا الحكومة المصرية للسماح لها بتصدير فائض الإنتاج التى تتوقع تحقيقه بمجرد اكتمال حفر ظهر. لكنها لم تتلق أى استجابة مع عدم قدرة مصر توقع وجود أى غاز فائض مع زيادة الاستهلاك المحلي وعلى الرغم من ذلك، تواصل إينى المضى قدما فى التعديلات فى دمياط، تهدف التعديلات إلى جعل المنشأة أكثر قدرة على تصدير شحنة عرضية. من بين محطتى تصدير الغاز الطبيعى المسال فى مصر، فإن التكوين المزدوج لمنشأة شل للغاز الطبيعى المسال فى إدكو، والتى تبلغ طاقتها 7.2 مليون طن سنويًا، تمكنها من العمل على 150 مليون قدم مكعب يوميًا فقط من الغاز المغذى مقابل 350 مليون قدم مكعب يوميًا كحد أدنى لشركة سيجاس. شل مصر وبى بى البريطانية من جانبها وضعت «شل مصر» للطاقة خطة لزيادة إنتاجها من الغاز الطبيعى فى مصر بواقع 170 مليون قدم مكعبة يوميا خلال الشهر الحالى من مواقع بالمياه العميقة غرب دلتا النيل. وتنفذ مصر بالتعاون مع «شل» و«بتروناس» الماليزية حاليًا أعمال تطوير 3 حقول بمنطقة غرب الدلتا البحرية، و»تمت إضافة إنتاج بواقع 40 مليون قدم مكعبة يوميًا فى أكتوبر الماضى ونحو 65 مليون قدم مكعبة يوميًا فى نوفمبر الماضى، على أن تتم إضافة 65 مليون قدم مكعب يوميا فى ديسمبر المقبل ونجحت شل فى تصدير اول شحنة غاز مسال خلال الشهر الماضى. وقال وزير البترول كريم بدوى إن بدء عودة إنتاج حقل ظهر سيكون قبل منتصف العام وحدد الرقم عند 220 مليون قدم مكعب يوميا. وهذا ما أكده دكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء: عودة إنتاج حقل ظهر قبل منتصف عام 2025 إلى ما كان عليه قبل الأزمة وهذا سيفيد مصر بشكل كبير من حيث خفض فاتورة الواردات وزيادة الصادرات».