فنانة عرفت بجرأتها فى اختيار الأدوار المختلفة.. لم تستسلم لرغبة البعض فى وضعها داخل إطار الفتاة الجميلة الرقيقة ببدايتها.. رغم ملامحها الحسناء وصوتها الحنون إلا أن موهبتها كانت الدافع الأقوى لكل دور تقدمه.. فحب «إلهام شاهين» للفن جعلها نجمة لا تنطفئ ولا تهتم بمساحة الدور بقدر ما تهتم بتأثيره على الجمهور.. وهذا العام صدمت «إلهام شاهين» محبيها بدور امرأة قوية مريضة نفسيا برعت فى أدائه بشكل مختلف من خلال مسلسل (سيد الناس). وفى حوارها مع «روزاليوسف» تكشف «إلهام شاهين» كواليس شخصية «اعتماد الهوارى» وما عانته منها.. وإلى نص الحوار.. فى البداية ما الذى جذبك لشخصية «اعتماد الهوارى» بمسلسل (سيد الناس)؟ - عندما عرض علىّ الدور صدمت فى البداية حتى أنى ترددت لبعض الوقت.. ف«اعتماد» شخصية تحمل نسبة كبيرة من الشر والحقد الدفين بداخلها.. حتى أننى كنت لا أتوقع أن هناك أناسا مثلها فى المجتمع أو لأننى لم أقابل أحدا بكل كمية الكره التى تحملها للناس.. وقال لى المخرج «محمد سامى» إنه يعرف أننى أبحث عن الجديد دومًا فهو يرانى بتلك الشخصية وشجعنى عليها. وقد كنت قدمت العام الماضى مسلسل (ألفريدو) والذى حقق تعاطفًا كبيرًا من الجمهور مع شخصيتى فكانت الصدمة برؤيتى بدور على النقيض تمامًا. كيف كانت تحضيراتك لتجسيد تفاصيل تلك الشخصية المركبة؟ - بالنسبة للشكل الخارجى لم أشغل بالى به وتركت نفسى للاستايلست «إيناس شاهين» وهى تولت ملابس وإكسسوارات ومظهر الشخصية.. أما التعبير الداخلى ف«اعتماد» شخصية تحمل الشىء ونقيضه، ومظهرها وأداؤها الخارجى عكس ما هو بداخلها تمامًا.. فهى تظهر كسيدة قوية ومتسلطة و«شيك» فى ملابسها وصوتها عالٍ جدا.. وهذا دليل على ضعفها الداخلى.. فهى شخصية مكسورة وتعرضت للإهانة بزواجها مبكرًا من رجل لم يحبها وكان يضربها مما جعلها شخصية غير سوية.. وهذا ما جعلها تحمل فى قلبها كل هذا الكم من الشر ومن كره الناس حتى إنها تكره أولادها أنفسهم. ما أصعب المشاهد التى تطلبت منك مجهودًا؟ - كل المشاهد صعبة فهذه الشخصية أرهقتنى نفسيا جدا فهى طوال الوقت فى خلافات مع من حولها وعصبية.. وحاولت أن أغير طبقة صوتى التى يعرفها عنى الجمهور.. وهذا حقيقة كان اقتراح المخرج «محمد سامى» واستطاع أن يجعلنى اكتشف طبقة مختلفة فى صوتى غير الطبقة الرقيقة. كما أنه ساعدنى فى تقديم شخصية مختلفة على تماما. البعض انتقد انفعالك الزائد أثناء تقديم الشخصية.. فهل هذه كانت رؤيتك من البداية أم أنها توجيهات المخرج؟ - رؤيتى الخاصة لشخصية «اعتماد» بأنها عصبية وشخصية متوترة وصوتها عالٍ طوال الوقت ووافقنى عليها مخرج العمل بالطبع.. فأنا أقدم نموذجًا لشخصية غير سوية ومريضة نفسيا وطبيعى أن تكون شخصية مبالغا فيها ومتصابية ومتبرجة مثلما يصفها نجلها.. فهى لا تمثل المرأة الشعبية ولكنها حالة لامرأة جاهلة لا تعلم شيئا عن قيم المجتمع والأسرة.. وعلى العكس نجد بطل المسلسل وهو شخصية «الجارحى» التى يقدمها الفنان «عمرو سعد»، فهو يحمل صوت الحق والقيم النبيلة. ما رأيك فيما قاله المخرج «محمد سامى» بأنه ديكتاتور ولا يقبل مناقشة فى رؤيته بأداء الممثلين؟ - لا إطلاقا، فهذا ليس أول عمل يجمعنى ب«محمد سامى» حيث قمنا بالمشاركة معا فى فيلم (ريجاتا) وكنا مع الفنان «عمرو سعد» أيضا. و«سامى» يعمل على تمثيل كل الأدوار فى البروفات ويقدم لنا الأداء الذى يريده وكل ممثل منا يضع بصمته الخاصة بالشخصية. والحقيقة أحب التوجه بالشكر ل«سامى» لأنه أخرج منى شخصية لم أكن أتخيلها. هل تتابعين الآراء حول نجاح المسلسل على مواقع السوشيال ميديا؟ - أنا لست خبيرة بما يكفى بالسوشيال ميديا ولكنى أتابع آراء قليلة عبر صفحتى الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعى.. بعض هذه الآراء يكون إيجابيا، والبعض سلبى بالطبع، وأقوم أحيانا بشرح وتوضيح فى التعليقات ولكن لم يسمح وقتى بمتابعة كل الآراء بالطبع.. ولكنى سعيدة بتصدر المسلسل مواقع التواصل الاجتماعى بشدة. خلال تاريخك الدرامى تصدر اسمك تتر المسلسلات فما سبب قبولك للبطولة المشتركة فى (سيد الناس)؟ - الموضوع هو الذى يتحكم فى الأمر.. ففى مسلسل (ألفريدو) كنت البطلة لأن قصة العمل تدور حول هذه المرأة.. بينما موضوع (سيد الناس) تدور قصته حول رجل ولا يصح أن يتصدر اسمى على مسلسل يحمل اسما وموضوعا لرجل.. فكان الحل أمام صناعه تكريما لتاريخى بأنهم وضعوا اسمى فى النهاية بشكل مميز .. بأن «كل هؤلاء يلتقون مع إلهام شاهين».. وهذه العبارة أرضتنى كثيرا. وبشكل عام أنا أحب الأعمال ذات البطولة المشتركة بشرط أن يكون دورى بها مؤثرا وقويا وجديدا عليّ.. فهى تعتبر مباراة تمثيلية وتكون فى صالح الجمهور أكثر منها مصلحة شخصية.. وكل أدوارى حتى فى البطولات المشتركة كانت مختلفة ومتميزة مثل مسلسل (بطلوع الروح) الذى قدمت فيه شخصية قائدة كتيبة إرهابية نسائية. ما الذى حمسك للمشاركة فى مسلسل (حسبة عمرى) كضيفة شرف؟ - أين سأجد شخصية المشردة فى الدراما والسينما؟ فهى شخصية ثرية جدا وغنية ولم أقدمها من قبل ولم يتم التطرق لتفاصيلها بهذا الشكل من قبل. وفكرة دور الشرف شيء نفعله كلنا كفنانين لمساعدة لبعضنا البعض وقمت بالموافقة عليه نظرا لصداقتى مع الفنانة «روجينا» وباقى فريق العمل.. ولكن فى الدور خصيصا وجدت ملاذى، فالأمر ليس مجرد مشاركة لزملائى ولكنى لم أقدم تلك الشخصية المؤثرة من قبل وتلقيت عليه ردود فعل جماهيرية كبيرة حتى أن بعض الناس قالوا لى إنهم استعادوا «إلهام شاهين» التى اعتادوا عليها.. وبشكل عام أنا أحب المشاركة كضيفة شرف مع زملائى مثلما شرفت بحضور عدد كبير من النجوم كضيوف شرف فى الأعمال والمسلسلات التى قمت بإنتاجها. فضيف الشرف يأتى مشاركة منه دون تقاضى أجر، لذلك يجب علينا اختيار الدور الذى سنقدمه بشكل جيد. ما رأيك فى بحث بعض الفنانين عن الأدوار التى تثير جدلًا وتصنع «التريند»؟ - أولا الفن ليس مضمونا فأنت تقدم الدور ولا تعلم إذا كان سيحدث ضجة أو جدلا أم لا، ولكنى حقيقة لا أفهم أمور السوشيال ميديا و«التريندات» وغيرها فأشعر أنها مزيفة وغير حقيقية وتتحكم بها لجان كثيرة.. فهذه اللجان تستطيع أن ترفع من شأن عمل أو إنسان أو تقلل من شأن الآخر وتثير الكراهية تجاهه.. فهى كلها عالم مصنوع وغير حقيقى والحكم الحقيقى هو الشارع. ما المعايير التى تهم «إلهام شاهين» فى اختيار أعمالها؟ - أولا دوري، يجب أن يكون غير تقليدى فأنا متمردة وأبحث عن الجديد دوما.. وثانيا المعنى العام الذى يحمله العمل ككل فهل يحمل قيمًا مجتمعية وانسانية أم تربوية أو أسرية وغيرها من المعانى النبيلة التى يحملها العمل. وأيضا هل سيجذب هذا العمل الجمهور أى يكون له بعد جماهيرى قوى مثل ما حدث مع مسلسل (سيد الناس) وهو يعتبر عملًا شعبويًا بالدرجة الأولى ويتصدر قوائم المشاهدة ويتابعه الناس بآراء كثيرة سواء بالإيجاب أو بالسلب. وبعد تاريخ طويل حافل بالنجاحات، ما الدور الذى تتمنى تقديمه؟ - كان نفسى أقدم عملا عن تاريخ مصر الفرعونى والحضارى وعظمة بلدنا. فكان هناك عملان قمت بالاتفاق عليهما منذ زمن ولكن القدر لم يمهلهما الفرصة للظهور.. أولهما كان فيلما عن قصة حياة «حتشبسوت» أول امرأة تحكم فى العالم وكان المشروع قيد التنفيذ مع المخرج الراحل «يوسف شاهين» ولكنه توفى قبل اكتماله. بينما كان هناك مسلسل آخر عن الملكة «شجرة الدر» من تأليف «يسرى الجندى» والتى تعتبر من أهم الملكات فى التاريخ ولكنه توقف نظرا لعدم توافر الإمكانيات الإنتاجية فى قطاع الإنتاج وقتذاك. وبشكل عام أتمنى أن أقدم عملا يسرد تاريخ مصر الحضارى فنحن نملك تاريخا لا يملكه أحد ويجب أن نقدمه نحن عن أنفسنا، فأنا أشعر بالغيرة عندما أشاهد ما يقدمه الغرب عن الفراعنة.. ولماذا يتم تقديم فيلم عن «كليوباترا» فى الولاياتالمتحدة وليس مصر؟ هل هناك أعمال جديدة تحضرين لها فى الفترة القادمة؟ - ننتظر بعد عيد الفطر لتحديد موعد لتصوير فيلم (الحب كله) مع المخرج «خالد الحجر»، وذلك بعدما توقف قبل شهر رمضان بسبب حريق ديكوره بالكامل. بينما هناك عمل درامى وآخر سينمائى أقوم حاليا بقراءتهما ولكنى أجلت كل أمورى لما بعد العيد لكى أتعافى من إرهاق التصوير الخاص بمسلسل (سيد الناس) والذى انتهى منذ يومين فقط. 2 3