فى عالم مليء بالتحديات، تظهر نماذج ملهمة للنساء اللاتى يتمكنَّ من تحويل الصعاب إلى فرص. واحدة من تلك النماذج التى تستحق الإشادة هى سماح حامد، سيدة مصرية مكافحة، استطاعت أن تثبت نفسها فى مجال الخياطة رغم الظروف الصعبة التى تواجهها. من خلال مشاركتها فى مبادرة «سر الصنعة». استطاعت سماح أن تحول مهارتها فى الخياطة إلى مصدر دخل ثابت يساعدها فى توفير حياة أفضل لأبنائها الأربعة. فى هذا الحوار، نتعرف على قصة سماح الحافلة بالتحديات والإصرار، وكيف تمكنت من التوفيق بين مسئوليات الأمومة والعمل، وأيضًا كيف أثرت مبادرة «سر الصنعة» فى مسيرتها المهنية.. فيما يلى نص الحوار: بدايةً، كيف كانت بداية تعرفك على مهنة الخياطة؟ هل كانت مجرد هواية أم قررتِ تحويلها لمصدر دخل؟ - كانت الخياطة بالنسبة لى هواية فى البداية، ولكن مع مرور الوقت أصبحت أكثر جدية فى تعلمها وتطوير مهاراتى. عندما كنت أبحث عن وسيلة لتوفير دخل إضافى لأسرتى، قررت أن أركز على الخياطة وأحولها لمهنة تكون مصدر دخل ثابت ما الذى دفعك للمشاركة فى «سر الصنعة» وكيف أثرت هذه المبادرة على حياتك؟ - كان لدى شغف بالخياطة منذ الصغر، لكن لم يكن لدى فرصة حقيقية لتطوير مهاراتى. بعد سماعى عن مبادرة «سر الصنعة»، قررت أن أغتنم الفرصة وأتعلم أكثر. المبادرة قدمت لى التدريب والدعم، وهذا ساعدنى فى تحسين جودة عملى وجعلنى أستطيع تسويق منتجاتى بشكل أفضل. كيف استطعتِ الموازنة بين عملك فى الخياطة ورعاية أسرتك؟ - الحياة دائمًا مليئة بالتحديات، لكن عندما تكون لديك إرادة قوية، تجد دائمًا طرقًا للتكيف. أنا أخصص أوقاتًا محددة للعمل فى الخياطة، وأحاول ترتيب وقتى بشكل يساعدنى على العناية بأطفالى وتلبية احتياجاتهم. هذا يعنى أننى أحيانًا أعمل لساعات طويلة، ولكن أحب أن أرى ثمرة تعبى فى النهاية. ما هى التحديات التى واجهتك خلال هذه الرحلة؟ وكيف تمكنت من تجاوزها؟ - من أبرز التحديات كانت بداية العمل من المنزل، حيث كان لدى الكثير من المهام العائلية التى تستهلك وقتى. أيضًا، كنت بحاجة إلى تعلم كيفية تسويق المنتجات وإيجاد زبائن جدد. لكننى واجهت هذه التحديات بالصبر والإصرار، ومع مرور الوقت، أصبح لدى قاعدة عملاء ثابتة. كيف تحلمين بمستقبل عملك فى الخياطة؟ - طموحى هو أن أتمكن من توسيع عملى بشكل أكبر، وربما فتح ورشة صغيرة لتوظيف سيدات أخريات والعمل معهن. أريد أن أكون مصدر إلهام لغيرى من السيدات اللواتى يواجهن تحديات مماثلة، وأثبت أن الإرادة والعزيمة يمكن أن تغير أى شيء فى الحياة. رسالة توجهينها للسيدات اللاتى يطمحن إلى تحقيق طموحاتهن؟ - أقول لهن: لا تستسلمن أبدًا، فكل يوم هو فرصة جديدة لتغيير حياتكن. اتبعن شغفكن، وتعلمن من كل تجربة، ولا تدعن التحديات توقفكن. النجاح يأتى بالصبر والعمل الجاد، وبالتأكيد، ستصلن إلى ما تحلمن به. بعد انضمامك لمبادرة «سر الصنعة»، هل شعرتِ بتغيير فى حياتك؟ وكيف أثر ذلك على أسرتك؟ - نعم، شعرت بتغيير كبير. المبادرة ساعدتنى فى تطوير مهاراتى وزيادة إنتاجى. أصبحت قادرة على توفير دخل أفضل لأسرتى، وهو ما أتاح لى تحسين حياتنا اليومية. علاوة على ذلك، شعرت بثقة أكبر فى نفسى وفى قدرتى على التقدم.
بما إنكِ أم لثلاث بنات وولد، كيف أثرت مسئوليات الأمومة على وقتكِ فى العمل؟ وكيف تمكنتِ من التوفيق بين الاثنين؟ - الأمومة هى أولويتى، لكننى تعلمت كيفية تنظيم وقتى بين العمل والعائلة. أخصص وقتًا بعد المدرسة والأعمال المنزلية للعمل على الخياطة. أحيانًا أعمل حتى فى المساء عندما ينام الأطفال، لكن كل شيء يصبح أسهل عندما يكون لديكِ تنظيم جيد ورغبة فى النجاح. هل كان هناك لحظة تحدى شعرتِ فيها أنكِ على وشك الاستسلام؟ وكيف تجاوزتها؟ - بالطبع، هناك أيام كنت أشعر فيها بالإرهاق أو عندما كنت أواجه صعوبة فى الحصول على العملاء. لكننى أتذكر دائمًا لماذا بدأت فى هذا المجال، وكانت عائلتى مصدر قوتى. صممت على الاستمرار وتحسين أدائى، ومع مرور الوقت، بدأت الأمور تتحسن. كيف تتعاملين مع الانتقادات أو الصعوبات التى قد تواجهينها فى مجال الخياطة؟ - الانتقادات فى البداية كانت صعبة، لكننى تعلمت أن أتقبلها بصدر رحب وأن أعتبرها فرصة للتحسن. أبحث دائمًا عن طرق لتطوير عملى وأتقبل النصائح من ذوى الخبرة. المهم هو ألا أستسلم وأستمر فى العمل بجد. هل تفكرين فى توسيع عملك فى المستقبل؟ وإذا كان الأمر كذلك، كيف ترين خطواتك المقبلة؟ - نعم، أطمح لتوسيع عملى فى المستقبل. أحلم بفتح ورشة صغيرة لتوظيف سيدات أخريات وتعليمهن الخياطة. كما أريد أن أبحث عن طرق لتسويق منتجاتى بشكل أوسع من خلال الإنترنت أو التعاون مع محلات تجارية محلية. فى رأيكِ، ما الذى يحتاجه مجتمع السيدات فى مجال الخياطة ليحقق نجاحًا أكبر؟ - أعتقد أن الدعم والتوجيه هما العنصران الأكثر أهمية. يجب أن يحصلن على تدريب مستمر وأدوات مناسبة للعمل. كما أن وجود شبكات دعم وتشجيع بين السيدات يمكن أن يساعد كثيرًا فى تعزيز الثقة بالنفس وزيادة الفرص. كيف ترين دور المرأة فى المجتمع اليوم؟ وهل تعتقدين أن هناك فرصًا أكبر للسيدات الآن مقارنةً بالماضى؟ - أعتقد أن المرأة اليوم أصبحت أكثر وعيًا بقدراتها ولديها فرص أكبر من أى وقت مضى. المجتمع بدأ يدرك أهمية دور المرأة فى مختلف المجالات، وأنا شخصيًا أرى أن هناك دعمًا أكبر لهن فى مهن مختلفة. رغم التحديات، فإن المرأة اليوم أكثر قدرة على تحقيق أهدافها. فى النهاية، ما هى رسالتكِ للسيدات اللواتى يرغبن فى بدء مشروعهن الخاص؟ - رسالتى لهن هى أن يثقن فى أنفسهن وقدراتهن، وأن يبادرن بخطوة صغيرة نحو حلمهن. التحديات ستكون موجودة، ولكنها لا تعنى الفشل. فقط التزمن بالصبر والعمل الجاد، وسترون النتيجة قريبًا. لا يوجد شيء مستحيل. 2