«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد تحركات نتنياهو لتوسيع الحرب مع «حزب الله»: إيران السكون علامة الرضا!

يبدو أن العد التنازلى لاتساع رقعة الصراع فى المنطقة قد اقترب من ساعة الصفر، حيث تسرع الهجمات الإسرائيلية على لبنان من وتيرته. ما يهدد بدوره التوصل إلى حل دبلوماسى فى وقت قريب. ويعقد جهود كل الوسطاء. خصوصا بعد اشتعال المواجهات بين جيش الاحتلال وحزب الله.
فى المقابل. لا تزال إيران تتبع «سياسة الصمت» فى مواجهة كل الاعتداءات الإسرائيلية على أذرعها فى المنطقة. فمنذ اغتيال إسماعيل هنية على أراضيها يوليو الماضى. وما توالى بعد ذلك من تعديات صارخة من الجانب الإسرائيلي؛ لا يزال «الرد الإيرانى» معلقا فى قوائم الانتظار دون أى فعل حقيقى على الأرض.

ومن غزة إلى لبنان، لم يتغير شىء. فالصمت الإيرانى يتصدر المشهد حتى رغم الاعتداء والاختراق الكبير الذى يتعرض له «حزب الله» أحد أهم أذرع طهران وأكثرها تسليحا وعتادا.
ومن المهم الإشارة لما قد صرح به رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو قد صرح عقب هجوم طوفان الأقصى فى 7 أكتوبر 2023 بأنه سيعمل على تغيير الشرق الأوسط، ولا يتعلق الأمر فى نظره بالقضاء على حركة حماس فقط بل بتفكيك أطراف المحور الإيرانى، وفرض حقائق جديدة فى المنطقة وفق حساباته.  مرحلة جديدة من المواجهة
ووفقا لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عدد 19 سبتمبر 2024 أى فى اليوم الثانى لتفجيرات أجهزة الاتصال؛ فإن إسرائيل انتقلت إلى مرحلة جديدة فى حربها فى الشمال، تهدف إلى اقتلاع منظمة حزب الله والقضاء عليها، لذلك يخوض الحزب بدوره معركة وجود ضد إسرائيل وفقا لتقدير الصحيفة.
ويتضح أن إسرائيل بقيادة نتنياهو، من خلال عملياتها المكثفة الأخيرة، لم تعد تكترث لأى نوع من الخطوط الحمراء وقواعد الاشتباك والردع المرسومة ضمنيا، وهو ما يفتح الباب أمام مستوى جديد من المواجهة، تزيد معها الأسئلة عن موقف إيران. فطوال أشهر، راهنت طهران على سياسة الغموض وتأجيل الرد كورقة ضغط على نتنياهو للموافقة على وقف إطلاق النار فى غزة، الذى كان يمثل بشكل ما مخرجا مناسبا لها من أعباء الرد، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلى رفض كل المبادرات، ومضى قدما فى جرائمه فى غزة ولبنان، وكثف عملياته ضد حزب الله، وهو ما أحرج إيران أكثر وزاد من أعبائها. ويشير محللون أيضا إلى أن إستراتيجية الصمت الإيرانى والغموض حول الرد كعامل تأثير نفسى وعسكرى لم يردع إسرائيل ولم يخفف اندفاعاتها لمحاولة تقويض حزب الله، ونفذت تفجيرات البيچر التى أصيب فيها السفير الإيرانى فى بيروت، واغتالت قبل ذلك فؤاد شكر، ثم إبراهيم عقيل وقادة آخرين كبارا فى قوة الرضوان الوحدة العسكرية الأبرز فى حزب الله. وهذه الإستراتيچية القائمة على الوعيد وتأجيل الانتقام وانتظار تراجع إسرائيل تراها بعض التحليلات مجرد ذريعة وكسبا للوقت، وهو ما ترك حرية المبادرة لدى نتنياهو الذى زاد فى وتيرة التصعيد مستخفا بالرد الإيرانى المنتظر ومشككا فيه.
حزب الله واليوم التالى للحرب
ويرى محللون أن استمرار وجود «محور المقاومة» يرتبط بنتائج الحرب على غزة، لكنه متصل أكثر ببقاء حزب الله قويا عسكريا وفاعلا سياسيا، وهو ما يعنى بالضرورة نتائج اليوم التالى من الحرب الإسرائيلية المتصاعدة على الحزب، بعد أن نقلت معظم جهدها وتركيزها العسكرى إلى الجبهة الشمالية. ومن المؤكد أيضا أن النفوذ الإيرانى فى المنطقة وربما دوليا يرتكز على وجود وفاعلية الأطراف التى تشكل محور المقاومة فى مواجهة إسرائيل، سواء فى العراق أو اليمن أو سوريا، لكن حزب الله يعد قطب الرحى فى ذلك المحور، نظرا لوجوده المباشر بمواجهة إسرائيل وقوته العسكرية التى طورها طوال عقود، وتاريخ صراعه مع إسرائيل، ونفوذه فى لبنان وكذلك سوريا وما بناه من معادلة ردع خدمت بشكل ما إيران. ويعد الحزب الحليف الإقليمى الأهم لإيران فى المنطقة كلها والفصيل الأقوى الذى تراهن عليه، ومن ثم يفترض أن يصبح تهديد قوته البشرية كما يحدث حاليا وموقعه وسلاحه خطا أحمر إيرانيا يستدعى تخفيف الأعباء عليه؛ وتكمن أهمية حزب الله أيضا فى المكانة الخاصة والكاريزما التى يتمتع بها أمينه العام حسن نصر الله ضمن محور المقاومة، والتى منحته مساحة تأثير خاصة فى كل الجبهات، مثل سوريا واليمن والعراق كما أصبحت خبرة حزب الله القتالية والعسكرية وإدارته الصراع مع إسرائيل بشكل ما مرجعا لأطراف محور المقاومة ومركز ارتكاز بالنسبة لإيران.
فيما نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت أن إسرائيل تدفع بعد العمليات الأخيرة حزب الله نحو التراجع وفك ارتباطه مع قطاع غزة، أو الحرب الشاملة، اختار الحزب المواجهة حفاظا على وحدة الساحات ومحور المقاومة وفقا لتصريحات الأمين العام حسن نصر الله؛ ومع ذلك، تشير الوقائع الراهنة حتى الآن إلى أن إيران ألقت بأعباء المواجهة مع إسرائيل على كاهل حزب الله، مع عمليات إشغال محدودة وغير مؤثر عسكريا لكنها مزعجة، يقوم بها الحوثيون فى اليمن والفصائل الأخرى فى العراق مساندة لغزة، دون أن يتدخلوا حتى الآن لدعم الحزب بشكل فاعل. ويرى محللون أن إيران ما زالت تعول على قدرات حزب الله وعوامل قوته والخبرات العسكرية التى راكمها فى مواجهة إسرائيل، للصمود وإحباط المخطات الإسرائيلية، كما أنه لا يتعرض حتى الآن لخطر وجودى يستوجب تدخلا كبيرا أو مباشرا، تفعل به ردها المعلق.
ومنذ أشهر، كانت إيران قد ردت على استهداف إسرائيل لقنصليتها فى دمشق فى أول أبريل ومقتل عدد من ضباط الحرس الثورى فأطلقت بعد حوالى أسبوعين أكثر من 300 صاروخ ومسيرة على إسرائيل، لكن ذلك الرد على أهميته اعتبر محدودا ومحسوبا عسكريا وسياسيا، ولم تعد هيبة إيران بعد اغتيال هنية على أراضيها تسمح أن يكون أى رد آخر محسوبا بالطريقة نفسها. وإثر اغتيال إسماعيل هنية فى طهران أصبح الرد الذى فات أوانه وتأخر أكثر من اللازم وفق محللين معضلة إيرانية كبيرة، وأصبحت تبحث عن معادلة صعبة وشائكة تجمع بين ضربة انتقامية لا تكون رمزية، وليست قوية لتتسبب فى حرب شاملة، وتكون فى الوقت نفسه مقنعة للرأى العام الإيرانى الداخلى ومحور المقاومة ورادع لإسرائيل.
وتشير تحليلات وتقديرات إلى غياب إجماع فى إيران على ضرورة الرد، فهناك أطراف تخشى أن يجرها أى هجوم إلى حرب شاملة مع إسرائيل، وربما حتى مع الولايات المتحدة، وهناك أصوات إصلاحية فى معظمها تدعو إلى البحث عن أسس لعلاقات أفضل مع الغرب والولايات المتحدة وجيرانها فى المنطقة. ومع المرحلة الانتقالية التى تعيشها إيران بعد وفاة الرئيس إبراهيم رئيسى فى سقوط طائرة وانتخاب الرئيس الجديد مسعود بزشكيان وتشكيل حكومة جديدة ما زالت تتحسس ملفاتها، ويصعب عليها اتخاذ قرار كبير بحجم شن حرب لا تعرف نتائجها لذلك تسعى طهران لتفويت الفرصة على نتنياهو. وفى هذا السياق، جاء تصريح المرشد الأعلى الإيرانى على خامنئى عن كون التراجع التكتيكى أمام العدو لا ضرر فيه، إذ تعتقد إيران أن بنيامين نتنياهو يحاول جرها إلى حرب ستكون لها تداعيات خطيرة باستهداف منشآتها العسكرية والاقتصادية والنووية، خصوصا إذا كانت على أعتاب امتلاك القنبلة النووية، التى قد تشكل رادعا نهائيا لإسرائيل. وفى هذا السياق، قال محسن رضائى رئيس الحرس الثورى الإيرانى السابق، لشبكة سى إن إن: «لقد حققنا فى العواقب المحتملة، ولن نسمح لنتنياهو، الذى يغرق فى المستنقع، بإنقاذ نفسه. ستكون الإجراءات الإيرانية محسوبة للغاية». وبعكس الاستراتيجية الإيرانية، لم يردع ذلك بنيامين نتنياهو الذى قرأ غياب الرد أو تأجيله على أنه عامل ضعف.
وليست الأوضاع الاقتصادية والسياسية الإيرانية فى أحسن أحوالها فى ظل العقوبات الاقتصادية الأمريكية والغربية، ومع زيادة حدة التضخم وتراجع قيمة العملة الإيرانية، ومن شأن مواجهة مع إسرائيل أن تضغط أكثر على النواة المجتمعية بما قد يؤدى إلى انفجارها.
ومن جانبه، يفرق المحلل السياسى الإسرائيلى إيدى كوهين بين انتقام حزب الله من جانب والرد الإيرانى من جانب آخر؛ ويؤكد كوهين أن هجمات حزب الله على الأراضى الإسرائيلية جائت كرد على مقتل فؤاد شكر ومن ثم تفجيرات أجهزة حزب الله وهو أمر منفصل تماما عن توعد النظام الإيرانى بالانتقام لمقتل هنية. أما المحلل السياسى الإسرائيلى يوآب شتِيرن فيشير إلى أن رد حزب الله جاء منفردا بعدما توقع البعض أن ترد إيران والجماعة اللبنانية بطريقة منسقة. ولم تشن إيران هجوما منسقا ومتزامنا مع حلفائها من عدة جبهات فى وقت واحد كما كان متوقعا، لأن محور المقاومة غير معنى بالذهاب نحو التصعيد مع إسرائيل. وعقب شن حركة حماس هجومها على جنوب إسرائيل فى السابع من أكتوبر، فتح حزب الله عبر الحدود اللبنانية ما أسماه «جبهة إسناد» لقطاع غزة، ويقول إنه يستهدف مواقع عسكرية إسرائيلية فى هجماته اليومية؛ وترد إسرائيل منذ ذاك الوقت بقصف مناطق عديدة فى لبنان مؤكدة أنها تستهدف بنى تحتية لحزب الله. ورغم أن إسرائيل وحزب الله، يتبادلان القصف يوميا منذ أكثر من عشرة أشهر، إلا أن منسوب التوتر ارتفع مؤخرا بعد اغتيال فؤاد شكر بغارة إسرائيلية فى الضاحية الجنوبية لبيروت فى 30 يوليو، ثم مقتل رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، إسماعيل هنية، بعد ساعات فى طهران بضربة نسبت إلى إسرائيل.
وتشكل الجماعات المدعومة من طهران ما يسمى بمحور المقاومة وهو تحالف من المليشيات المسلحة التى تضم حماس والجهاد الإسلامى فى غزة، وحزب الله فى لبنان، والحوثى فى اليمن، وجماعات مسلحة عدة فى العراق وسوريا، وهى بمثابة خط دفاع أمامى إيرانى، وتستخدمها إيران لنشر نفوذها فى جميع أنحاء المنطقة، وتصنف غالبيتها الولايات المتحدة كمنظمات إرهابية؛و إيران رسمت معادلة جديدة فى صراعها مع إسرائيل مفادها أن طهران من الآن فصاعدا لن تترك أى عمل عدائى إسرائيلى يستهدف الأمن والمصالح الإيرانية داخل وخارج إيران دون الرد والعقاب الحتمى؛ ومع هذا فإن الرد الإيرانى حتى على مقتل هنية لم يبدأ حتى ينتهى، ومن غير الوارد أن تكتفى إيران برد حزب الله للثأر لهنية وقالت طهران إنها هى التى ستثأر له بنفسها؛ ولكن عدم الاستعجال فى الرد على الاعتداءات الإسرائيلية سواء مقتل هنية فى طهران أو مايحدث فى غزة ولبنان يفسح المجال أمام إيران للتخطيط بشكل أدق؛ حيث تعمل إيران على ضمان نجاح الرد الإيرانى على إسرائيل والوصول إلى الأهداف المحددة مع الأخذ بالحسبان الطبقات الدفاعية المتعددة والتعقيدات الأخرى فى هذا المجال وقضايا أخرى.
وإيران تشعر على عكس إسرائيل أن الوقت يمضى لصالحها وهى غير مضطرة للرد فى زمن محدد وهى تعمل على تراكم القوة فى شتى المجالات لمواجهة إسرائيل بالاعتماد على مصادر قوتها الداخلية العسكرية والأمنية والاستخباراتية والسيبرانية؛ وإذا لم ترد إيران سيؤثر ذلك سلبا على أذرعها بالمنطقة، فى ظل استمرار إسرائيل فى استهداف الميليشيات التابعة لطهران، وخاصة حزب الله فى لبنان. وإذا ردت إيران سيكون لذلك تداعيات خطيرة فإسرائيل تحاول جرها للحرب واستهداف المنشآت الإيرانية وهذا ما يجعل طهران مترددة؛ ولكن من المتوقع أن يكون هناك رد إيرانى مباشر وغير مباشر خلال الأسابيع القادمة؛ كما أن هناك إمكانية أن يكون رد غير مباشر منفصل، من خلال ميليشيا الحوثى المصنفة إرهابية لدى الولايات المتحدة فضلا عن رد إيرانى مباشر بوقت آخر وفقا للمحللين السياسين الإسرائيليين حيث إن المسافة الكبيرة بين اليمن وإسرائيل، وكذلك بين إيران والأراضى الإسرائيلية ستمكن الجيش الإسرائيلى بمساعدة حلفائه بالمنطقة وخارجها من التصدى للرد المرتقب. ويتوقع المحللين السياسيين الإسرائيليين أن تلجأ إيران إلى ميليشياتها فى العراق وسوريا ولبنان للرد على إسرائيل مستبعدين أن يكون هناك رد مباشر بالهجوم على الأراضى الإسرائيلية؛ وقد تلجأ إيران بالتعاون مع حلفائها إلى القيام بهجمات ضد اليهود خارج إسرائيل، والقيام بعمليات إرهابية ضد المصالح الإسرائيلية فى الخارج.
وعلى جانب آخر؛ وبعد الهجمات الأخيرة فى بيروت وليس فى البقاع والجنوب اللبنانى فقط بدأ يظهر واقع جديد فى الفترة الأخيرة، لم يعد معه الحزب وسلاحه وأداؤه وخياراته من المقدسات كما كان عليه الوضع منذ عام 2000 حتى 2006، وكذلك لم يعد انتقاد مواقفه من قبل السياسيين والإعلام من المحرمات. يشبه كثيرون وضع حزب الله الحالى بوضع الوجود السورى فى لبنان بعد بيان المطارنة الموارنة فى 20 من سبتمبر 2000 عندما كبرت كرة ثلج الانتقادات وكسر الصمت وصولا إلى قانون محاسبة سوريا والقرار 1559، فثورة الأرز وانسحاب الجيش السورى فى 26 من أبريل 2005 ويستند أصحاب هذه القراءة إلى واقع جديد بدأ يظهر فى الفترة الأخيرة، لم يعد معه الحزب وسلاحه وأداؤه وخياراته من المقدسات كما كان عليه الوضع منذ عام 2000 حتى 2006، وكذلك لم يعد انتقاد مواقفه من قبل السياسيين والإعلام من المحرمات، كما حدث فى حرب الإسناد؛ حتى إن حملات الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعى نالت من هيبة الأمين العام حسن نصرالله وصولا إلى حدود التهكم والنكات والسخرية من خطاباته وشخصه. فهل تغيرت النظرة إلى الحزب المقاوم وتحول إلى حزب إرهابى؟ وما أسباب هذا التحول فى الخطاب السياسى والإعلامى المنسحب أيضا على المواطن العادى؟و كيف انكسر تابو حزب الله هل بسبب عدم مساندة إيران وصمتها؟
يرى كثيرون أن معطيات عديدة أوصلت حزب الله ومسئوليه إلى حال فقدان المناعة تبدأ من اتهامه وتأكيد تورط عناصره فى اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريرى مرورا باجتياح بيروت فى السابع من مايو 2008 الذى كان وصفه نصرالله باليوم المجيد وصولا إلى تفرده بقرار فتح حرب المساندة من الجنوب انسجاما مع ساحات خارجية على حساب الساحة اللبنانية. وراكم الحزب وفق منتقديه أسباب رفضه والانتفاض عليه بتعطيله للمؤسسات الدستورية من رئاسة الجمهورية إلى الحكومة فالمجلس النيابى وصولا إلى القضاء، وربما يكون المنعطف الأساسى لكسر قدسية وتابو الحزب وأمينه العام هو فى حركة ال17 من أكتوبر التى وضعت الحزب فى وعاء الأحزاب الفاسدة أو فى أفضل الأحوال الأحزاب الحامية للفساد، وإضافة إلى كل ذلك أثار أداؤه بعد تفجير مرفأ بيروت وتعطيله التحقيق فيه وتهديد القضاة تمهيدا لقبعهم موجة غضب كسرت أيضا كل المحرمات تجاهه.
1
3


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.