مفاوضات شرم الشيخ: اختبار جديد لخطة ترامب لإنهاء حرب غزة    يلا كورة بث مباشر.. مشاهدة السعودية × النرويج YouTube بث مباشر دون "تشفير أو فلوس" | مباراة ودية دولية 2025    تامر حسني يرد على تكريم نقابة المهن التمثيلية برسالة مؤثرة: "الحلم اتحقق بفضل شباب المسرح المصري"    الجامعة البريطانية وبرنامج الأمم المتحدة يطلقان النسخة الرابعة من محاكاة قمة المناخ COP30    البابا تواضروس الثاني يزور إيبارشية أبوتيج وصدقا والغنايم    وزارة الحج والعمرة: جميع أنواع التأشيرات تتيح أداء مناسك العمرة    وزير خارجية الكويت: مجلس التعاون ينظر إلى الاتحاد الأوروبي كشريك أساسي في دعم الاستقرار الدولي    السفارة التركية بالقاهرة تحتفل بالذكرى المئوية للعلاقات بين مصر وتركيا    حبس المتهم بسرقة هاتف محمول من داخل محل بالسلام بعد تنفيذ 4 وقائع    حبس المتهمين بإدارة نادي صحي لممارسة أعمال منافية في مدينة نصر    قرار من النيابة ضد المتهم بالتعدي على آخر في حدائق القبة وبحوزته سلاحان ناري وأبيض    هيثم الشيخ: البرلمان القادم سيشهد تمثيلاً تاريخياً لمعظم الأطياف السياسية والمعارضة    وزير الخارجية يلتقى عددًا من المندوبين الدائمين بمنظمة اليونيسكو    31 مرشحًا خضعوا للكشف الطبي بالفيوم.. ووكيلة الصحة تتفقد لجان الفحص بالقومسيون والمستشفى العام    بالصور/ مدير امانه المراكز الطبية المتخصصة" البوابة نيوز"..نرفع الطوارئ على مدار 24 ساعة لاستقبال حوادث المواصلات بالطريق الزراعى والدائري..القوى البشرية بقليوب التخصصى لا يستهان بها    أسعار اللحوم فى أسيوط اليوم الاثنين 6102025    وكيله يفجر مفاجأة.. فيريرا رفض تدريب الأهلي قبل التعاقد مع موسيماني    خبر في الجول – اجتماع بين لبيب وجون إدوارد.. وانتظار عودة فيريرا لاتخاذ القرار المناسب    تفاصيل الجلسة العاصفة بين حسين لبيب وجون إدوارد    تحديث مباشر ل سعر الذهب اليوم وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الاثنين 06-10-2025    سعر السمك البلطى والكابوريا والجمبرى في الأسواق اليوم الاثنين 6 أكتوبر 2025    سعر الفراخ البيضاء والبلدى وكرتونة البيض الأبيض والأحمر في الأسواق اليوم الاثنين 6 أكتوبر 2025    بارد ليلا..اعرف حالة الطقس اليوم الأثنين 6-10-2025 في بني سويف    وزير التربية والتعليم ومحافظ الإسكندرية يفتتحان عددًا من المشروعات التعليمية الجديدة    لحظة مصرع عامل إنارة صعقا بالكهرباء أثناء عمله بالزقازيق ومحافظ الشرقية ينعاه (فيديو)    وفاة مسن داخل محكمة الإسكندرية أثناء نظر نزاع على منزل مع زوجته وشقيقه    ترقي وإعادة تعيين المعلمين 2025.. «الأكاديمية» تحدد مواعيد جديدة لاختبارات الصلاحية    الآن.. سعر الجنيه الذهب اليوم الاثنين 6-10-2025 في محافظة قنا    هناك من يحاول التقرب منك.. حظ برج القوس اليوم 6 أكتوبر    5 أبراج «بيفشلوا في علاقات الحب».. حالمون تفكيرهم متقلب ويشعرون بالملل بسرعة    هل استخدم منشار في قطعها؟.. تفاصيل غريبة عن سرقة اللوحة الأثرية الحجرية النادرة بسقارة (فيديو)    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 6-10-2025 في محافظة الأقصر    اعرف مواقيت الصلاة اليوم الأثنين 6-10-2025 في بني سويف    أسعار الحديد فى الشرقية اليوم الاثنين 6102025    عوقب بسببها بالسجن والتجريد من الحقوق.. حكاية فضل شاكر مع «جماعة الأسير»    فنانة تصاب ب ذبحة صدرية.. أعراض وأسباب مرض قد يتطور إلى نوبة قلبية    محمد صلاح ينضم لمعسكر منتخب مصر قبل السفر للمغرب لملاقاة جيبوتى    أحمد صالح: الزمالك أعاد الأهلي إلى وضعه الطبيعي    أتلتيكو مدريد يعود لنتائجه السلبية بالتعادل مع سيلتا فيجو في الدوري الإسباني    سعر الذهب اليوم الإثنين 6 أكتوبر 2025.. عيار 14 بدون مصنعية ب 3480 جنيها    السويد: إذا صحت أنباء سوء معاملة إسرائيل لثونبرج فهذا خطير جدا    آمال ماهر تتألق بأغانى قالوا بالكتير ولو كان بخاطرى وأنا بداية بدايتك بحفل عابدين    بدر محمد بطل فيلم ضي في أول حوار تلفزيوني: الاختلاف قد يكون ميزة    مدير المركز الإعلامي لغزل المحلة: كستور يتحمل العصور رسالة وطنية لإعادة إحياء رموزنا    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل: زلزال بقوة 5 درجات يضرب باكستان.. وزير دفاع أمريكا يهدد بالقضاء على حماس إذا لم تلتزم بوقف إطلاق النار.. ترامب: مفاوضات وقف إطلاق النار فى غزة تسير بشكل جيد للغاية    محافظ الشرقية ينعي فني إنارة توفي أثناء تأدية عمله الزقازيق    هل يجوز استخدام تطبيقات تركيب صور البنات مع المشاهير؟.. دار الإفتاء تجيب    على زعزع يخضع للتأهيل فى مران مودرن سبورت    محمد شوقى يمنح لاعبى زد راحة 48 ساعة خلال توقف الدورى    لحظة تهور سائق في زفة بكرداسة تنتهي بالقبض عليه.. إنفوجراف    ما هي مراحل الولادة الطبيعية وطرق التعامل معها    نائب وزير الصحة لشؤون السكان: «دليل سلامة حديثي الولادة» خطوة فارقة في حماية الأطفال    الديهي: جيل كامل لا يعرف تاريخ بلده.. ومطلوب حملة وعي بصرية للأجيال    مواقيت الصلاه غدا الإثنين 6 اكتوبرفى محافظة المنيا.... تعرف عليها    اليوم العالمي للمعلمين 2025.. دعوة لإعادة صياغة مهنة التدريس    جامعة بنها الأهلية تنظم الندوة التثقيفية احتفالاً بذكرى نصر أكتوبر المجيد    موعد أول يوم في شهر رمضان 2026... ترقب واسع والرؤية الشرعية هي الفيصل    ننشر عناوين مقرات توقيع الكشف الطبي على المرشحين لمجلس النواب في الإسكندرية (تعرف عليها)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد تحركات نتنياهو لتوسيع الحرب مع «حزب الله»: إيران السكون علامة الرضا!

يبدو أن العد التنازلى لاتساع رقعة الصراع فى المنطقة قد اقترب من ساعة الصفر، حيث تسرع الهجمات الإسرائيلية على لبنان من وتيرته. ما يهدد بدوره التوصل إلى حل دبلوماسى فى وقت قريب. ويعقد جهود كل الوسطاء. خصوصا بعد اشتعال المواجهات بين جيش الاحتلال وحزب الله.
فى المقابل. لا تزال إيران تتبع «سياسة الصمت» فى مواجهة كل الاعتداءات الإسرائيلية على أذرعها فى المنطقة. فمنذ اغتيال إسماعيل هنية على أراضيها يوليو الماضى. وما توالى بعد ذلك من تعديات صارخة من الجانب الإسرائيلي؛ لا يزال «الرد الإيرانى» معلقا فى قوائم الانتظار دون أى فعل حقيقى على الأرض.

ومن غزة إلى لبنان، لم يتغير شىء. فالصمت الإيرانى يتصدر المشهد حتى رغم الاعتداء والاختراق الكبير الذى يتعرض له «حزب الله» أحد أهم أذرع طهران وأكثرها تسليحا وعتادا.
ومن المهم الإشارة لما قد صرح به رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو قد صرح عقب هجوم طوفان الأقصى فى 7 أكتوبر 2023 بأنه سيعمل على تغيير الشرق الأوسط، ولا يتعلق الأمر فى نظره بالقضاء على حركة حماس فقط بل بتفكيك أطراف المحور الإيرانى، وفرض حقائق جديدة فى المنطقة وفق حساباته.  مرحلة جديدة من المواجهة
ووفقا لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عدد 19 سبتمبر 2024 أى فى اليوم الثانى لتفجيرات أجهزة الاتصال؛ فإن إسرائيل انتقلت إلى مرحلة جديدة فى حربها فى الشمال، تهدف إلى اقتلاع منظمة حزب الله والقضاء عليها، لذلك يخوض الحزب بدوره معركة وجود ضد إسرائيل وفقا لتقدير الصحيفة.
ويتضح أن إسرائيل بقيادة نتنياهو، من خلال عملياتها المكثفة الأخيرة، لم تعد تكترث لأى نوع من الخطوط الحمراء وقواعد الاشتباك والردع المرسومة ضمنيا، وهو ما يفتح الباب أمام مستوى جديد من المواجهة، تزيد معها الأسئلة عن موقف إيران. فطوال أشهر، راهنت طهران على سياسة الغموض وتأجيل الرد كورقة ضغط على نتنياهو للموافقة على وقف إطلاق النار فى غزة، الذى كان يمثل بشكل ما مخرجا مناسبا لها من أعباء الرد، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلى رفض كل المبادرات، ومضى قدما فى جرائمه فى غزة ولبنان، وكثف عملياته ضد حزب الله، وهو ما أحرج إيران أكثر وزاد من أعبائها. ويشير محللون أيضا إلى أن إستراتيجية الصمت الإيرانى والغموض حول الرد كعامل تأثير نفسى وعسكرى لم يردع إسرائيل ولم يخفف اندفاعاتها لمحاولة تقويض حزب الله، ونفذت تفجيرات البيچر التى أصيب فيها السفير الإيرانى فى بيروت، واغتالت قبل ذلك فؤاد شكر، ثم إبراهيم عقيل وقادة آخرين كبارا فى قوة الرضوان الوحدة العسكرية الأبرز فى حزب الله. وهذه الإستراتيچية القائمة على الوعيد وتأجيل الانتقام وانتظار تراجع إسرائيل تراها بعض التحليلات مجرد ذريعة وكسبا للوقت، وهو ما ترك حرية المبادرة لدى نتنياهو الذى زاد فى وتيرة التصعيد مستخفا بالرد الإيرانى المنتظر ومشككا فيه.
حزب الله واليوم التالى للحرب
ويرى محللون أن استمرار وجود «محور المقاومة» يرتبط بنتائج الحرب على غزة، لكنه متصل أكثر ببقاء حزب الله قويا عسكريا وفاعلا سياسيا، وهو ما يعنى بالضرورة نتائج اليوم التالى من الحرب الإسرائيلية المتصاعدة على الحزب، بعد أن نقلت معظم جهدها وتركيزها العسكرى إلى الجبهة الشمالية. ومن المؤكد أيضا أن النفوذ الإيرانى فى المنطقة وربما دوليا يرتكز على وجود وفاعلية الأطراف التى تشكل محور المقاومة فى مواجهة إسرائيل، سواء فى العراق أو اليمن أو سوريا، لكن حزب الله يعد قطب الرحى فى ذلك المحور، نظرا لوجوده المباشر بمواجهة إسرائيل وقوته العسكرية التى طورها طوال عقود، وتاريخ صراعه مع إسرائيل، ونفوذه فى لبنان وكذلك سوريا وما بناه من معادلة ردع خدمت بشكل ما إيران. ويعد الحزب الحليف الإقليمى الأهم لإيران فى المنطقة كلها والفصيل الأقوى الذى تراهن عليه، ومن ثم يفترض أن يصبح تهديد قوته البشرية كما يحدث حاليا وموقعه وسلاحه خطا أحمر إيرانيا يستدعى تخفيف الأعباء عليه؛ وتكمن أهمية حزب الله أيضا فى المكانة الخاصة والكاريزما التى يتمتع بها أمينه العام حسن نصر الله ضمن محور المقاومة، والتى منحته مساحة تأثير خاصة فى كل الجبهات، مثل سوريا واليمن والعراق كما أصبحت خبرة حزب الله القتالية والعسكرية وإدارته الصراع مع إسرائيل بشكل ما مرجعا لأطراف محور المقاومة ومركز ارتكاز بالنسبة لإيران.
فيما نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت أن إسرائيل تدفع بعد العمليات الأخيرة حزب الله نحو التراجع وفك ارتباطه مع قطاع غزة، أو الحرب الشاملة، اختار الحزب المواجهة حفاظا على وحدة الساحات ومحور المقاومة وفقا لتصريحات الأمين العام حسن نصر الله؛ ومع ذلك، تشير الوقائع الراهنة حتى الآن إلى أن إيران ألقت بأعباء المواجهة مع إسرائيل على كاهل حزب الله، مع عمليات إشغال محدودة وغير مؤثر عسكريا لكنها مزعجة، يقوم بها الحوثيون فى اليمن والفصائل الأخرى فى العراق مساندة لغزة، دون أن يتدخلوا حتى الآن لدعم الحزب بشكل فاعل. ويرى محللون أن إيران ما زالت تعول على قدرات حزب الله وعوامل قوته والخبرات العسكرية التى راكمها فى مواجهة إسرائيل، للصمود وإحباط المخطات الإسرائيلية، كما أنه لا يتعرض حتى الآن لخطر وجودى يستوجب تدخلا كبيرا أو مباشرا، تفعل به ردها المعلق.
ومنذ أشهر، كانت إيران قد ردت على استهداف إسرائيل لقنصليتها فى دمشق فى أول أبريل ومقتل عدد من ضباط الحرس الثورى فأطلقت بعد حوالى أسبوعين أكثر من 300 صاروخ ومسيرة على إسرائيل، لكن ذلك الرد على أهميته اعتبر محدودا ومحسوبا عسكريا وسياسيا، ولم تعد هيبة إيران بعد اغتيال هنية على أراضيها تسمح أن يكون أى رد آخر محسوبا بالطريقة نفسها. وإثر اغتيال إسماعيل هنية فى طهران أصبح الرد الذى فات أوانه وتأخر أكثر من اللازم وفق محللين معضلة إيرانية كبيرة، وأصبحت تبحث عن معادلة صعبة وشائكة تجمع بين ضربة انتقامية لا تكون رمزية، وليست قوية لتتسبب فى حرب شاملة، وتكون فى الوقت نفسه مقنعة للرأى العام الإيرانى الداخلى ومحور المقاومة ورادع لإسرائيل.
وتشير تحليلات وتقديرات إلى غياب إجماع فى إيران على ضرورة الرد، فهناك أطراف تخشى أن يجرها أى هجوم إلى حرب شاملة مع إسرائيل، وربما حتى مع الولايات المتحدة، وهناك أصوات إصلاحية فى معظمها تدعو إلى البحث عن أسس لعلاقات أفضل مع الغرب والولايات المتحدة وجيرانها فى المنطقة. ومع المرحلة الانتقالية التى تعيشها إيران بعد وفاة الرئيس إبراهيم رئيسى فى سقوط طائرة وانتخاب الرئيس الجديد مسعود بزشكيان وتشكيل حكومة جديدة ما زالت تتحسس ملفاتها، ويصعب عليها اتخاذ قرار كبير بحجم شن حرب لا تعرف نتائجها لذلك تسعى طهران لتفويت الفرصة على نتنياهو. وفى هذا السياق، جاء تصريح المرشد الأعلى الإيرانى على خامنئى عن كون التراجع التكتيكى أمام العدو لا ضرر فيه، إذ تعتقد إيران أن بنيامين نتنياهو يحاول جرها إلى حرب ستكون لها تداعيات خطيرة باستهداف منشآتها العسكرية والاقتصادية والنووية، خصوصا إذا كانت على أعتاب امتلاك القنبلة النووية، التى قد تشكل رادعا نهائيا لإسرائيل. وفى هذا السياق، قال محسن رضائى رئيس الحرس الثورى الإيرانى السابق، لشبكة سى إن إن: «لقد حققنا فى العواقب المحتملة، ولن نسمح لنتنياهو، الذى يغرق فى المستنقع، بإنقاذ نفسه. ستكون الإجراءات الإيرانية محسوبة للغاية». وبعكس الاستراتيجية الإيرانية، لم يردع ذلك بنيامين نتنياهو الذى قرأ غياب الرد أو تأجيله على أنه عامل ضعف.
وليست الأوضاع الاقتصادية والسياسية الإيرانية فى أحسن أحوالها فى ظل العقوبات الاقتصادية الأمريكية والغربية، ومع زيادة حدة التضخم وتراجع قيمة العملة الإيرانية، ومن شأن مواجهة مع إسرائيل أن تضغط أكثر على النواة المجتمعية بما قد يؤدى إلى انفجارها.
ومن جانبه، يفرق المحلل السياسى الإسرائيلى إيدى كوهين بين انتقام حزب الله من جانب والرد الإيرانى من جانب آخر؛ ويؤكد كوهين أن هجمات حزب الله على الأراضى الإسرائيلية جائت كرد على مقتل فؤاد شكر ومن ثم تفجيرات أجهزة حزب الله وهو أمر منفصل تماما عن توعد النظام الإيرانى بالانتقام لمقتل هنية. أما المحلل السياسى الإسرائيلى يوآب شتِيرن فيشير إلى أن رد حزب الله جاء منفردا بعدما توقع البعض أن ترد إيران والجماعة اللبنانية بطريقة منسقة. ولم تشن إيران هجوما منسقا ومتزامنا مع حلفائها من عدة جبهات فى وقت واحد كما كان متوقعا، لأن محور المقاومة غير معنى بالذهاب نحو التصعيد مع إسرائيل. وعقب شن حركة حماس هجومها على جنوب إسرائيل فى السابع من أكتوبر، فتح حزب الله عبر الحدود اللبنانية ما أسماه «جبهة إسناد» لقطاع غزة، ويقول إنه يستهدف مواقع عسكرية إسرائيلية فى هجماته اليومية؛ وترد إسرائيل منذ ذاك الوقت بقصف مناطق عديدة فى لبنان مؤكدة أنها تستهدف بنى تحتية لحزب الله. ورغم أن إسرائيل وحزب الله، يتبادلان القصف يوميا منذ أكثر من عشرة أشهر، إلا أن منسوب التوتر ارتفع مؤخرا بعد اغتيال فؤاد شكر بغارة إسرائيلية فى الضاحية الجنوبية لبيروت فى 30 يوليو، ثم مقتل رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، إسماعيل هنية، بعد ساعات فى طهران بضربة نسبت إلى إسرائيل.
وتشكل الجماعات المدعومة من طهران ما يسمى بمحور المقاومة وهو تحالف من المليشيات المسلحة التى تضم حماس والجهاد الإسلامى فى غزة، وحزب الله فى لبنان، والحوثى فى اليمن، وجماعات مسلحة عدة فى العراق وسوريا، وهى بمثابة خط دفاع أمامى إيرانى، وتستخدمها إيران لنشر نفوذها فى جميع أنحاء المنطقة، وتصنف غالبيتها الولايات المتحدة كمنظمات إرهابية؛و إيران رسمت معادلة جديدة فى صراعها مع إسرائيل مفادها أن طهران من الآن فصاعدا لن تترك أى عمل عدائى إسرائيلى يستهدف الأمن والمصالح الإيرانية داخل وخارج إيران دون الرد والعقاب الحتمى؛ ومع هذا فإن الرد الإيرانى حتى على مقتل هنية لم يبدأ حتى ينتهى، ومن غير الوارد أن تكتفى إيران برد حزب الله للثأر لهنية وقالت طهران إنها هى التى ستثأر له بنفسها؛ ولكن عدم الاستعجال فى الرد على الاعتداءات الإسرائيلية سواء مقتل هنية فى طهران أو مايحدث فى غزة ولبنان يفسح المجال أمام إيران للتخطيط بشكل أدق؛ حيث تعمل إيران على ضمان نجاح الرد الإيرانى على إسرائيل والوصول إلى الأهداف المحددة مع الأخذ بالحسبان الطبقات الدفاعية المتعددة والتعقيدات الأخرى فى هذا المجال وقضايا أخرى.
وإيران تشعر على عكس إسرائيل أن الوقت يمضى لصالحها وهى غير مضطرة للرد فى زمن محدد وهى تعمل على تراكم القوة فى شتى المجالات لمواجهة إسرائيل بالاعتماد على مصادر قوتها الداخلية العسكرية والأمنية والاستخباراتية والسيبرانية؛ وإذا لم ترد إيران سيؤثر ذلك سلبا على أذرعها بالمنطقة، فى ظل استمرار إسرائيل فى استهداف الميليشيات التابعة لطهران، وخاصة حزب الله فى لبنان. وإذا ردت إيران سيكون لذلك تداعيات خطيرة فإسرائيل تحاول جرها للحرب واستهداف المنشآت الإيرانية وهذا ما يجعل طهران مترددة؛ ولكن من المتوقع أن يكون هناك رد إيرانى مباشر وغير مباشر خلال الأسابيع القادمة؛ كما أن هناك إمكانية أن يكون رد غير مباشر منفصل، من خلال ميليشيا الحوثى المصنفة إرهابية لدى الولايات المتحدة فضلا عن رد إيرانى مباشر بوقت آخر وفقا للمحللين السياسين الإسرائيليين حيث إن المسافة الكبيرة بين اليمن وإسرائيل، وكذلك بين إيران والأراضى الإسرائيلية ستمكن الجيش الإسرائيلى بمساعدة حلفائه بالمنطقة وخارجها من التصدى للرد المرتقب. ويتوقع المحللين السياسيين الإسرائيليين أن تلجأ إيران إلى ميليشياتها فى العراق وسوريا ولبنان للرد على إسرائيل مستبعدين أن يكون هناك رد مباشر بالهجوم على الأراضى الإسرائيلية؛ وقد تلجأ إيران بالتعاون مع حلفائها إلى القيام بهجمات ضد اليهود خارج إسرائيل، والقيام بعمليات إرهابية ضد المصالح الإسرائيلية فى الخارج.
وعلى جانب آخر؛ وبعد الهجمات الأخيرة فى بيروت وليس فى البقاع والجنوب اللبنانى فقط بدأ يظهر واقع جديد فى الفترة الأخيرة، لم يعد معه الحزب وسلاحه وأداؤه وخياراته من المقدسات كما كان عليه الوضع منذ عام 2000 حتى 2006، وكذلك لم يعد انتقاد مواقفه من قبل السياسيين والإعلام من المحرمات. يشبه كثيرون وضع حزب الله الحالى بوضع الوجود السورى فى لبنان بعد بيان المطارنة الموارنة فى 20 من سبتمبر 2000 عندما كبرت كرة ثلج الانتقادات وكسر الصمت وصولا إلى قانون محاسبة سوريا والقرار 1559، فثورة الأرز وانسحاب الجيش السورى فى 26 من أبريل 2005 ويستند أصحاب هذه القراءة إلى واقع جديد بدأ يظهر فى الفترة الأخيرة، لم يعد معه الحزب وسلاحه وأداؤه وخياراته من المقدسات كما كان عليه الوضع منذ عام 2000 حتى 2006، وكذلك لم يعد انتقاد مواقفه من قبل السياسيين والإعلام من المحرمات، كما حدث فى حرب الإسناد؛ حتى إن حملات الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعى نالت من هيبة الأمين العام حسن نصرالله وصولا إلى حدود التهكم والنكات والسخرية من خطاباته وشخصه. فهل تغيرت النظرة إلى الحزب المقاوم وتحول إلى حزب إرهابى؟ وما أسباب هذا التحول فى الخطاب السياسى والإعلامى المنسحب أيضا على المواطن العادى؟و كيف انكسر تابو حزب الله هل بسبب عدم مساندة إيران وصمتها؟
يرى كثيرون أن معطيات عديدة أوصلت حزب الله ومسئوليه إلى حال فقدان المناعة تبدأ من اتهامه وتأكيد تورط عناصره فى اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريرى مرورا باجتياح بيروت فى السابع من مايو 2008 الذى كان وصفه نصرالله باليوم المجيد وصولا إلى تفرده بقرار فتح حرب المساندة من الجنوب انسجاما مع ساحات خارجية على حساب الساحة اللبنانية. وراكم الحزب وفق منتقديه أسباب رفضه والانتفاض عليه بتعطيله للمؤسسات الدستورية من رئاسة الجمهورية إلى الحكومة فالمجلس النيابى وصولا إلى القضاء، وربما يكون المنعطف الأساسى لكسر قدسية وتابو الحزب وأمينه العام هو فى حركة ال17 من أكتوبر التى وضعت الحزب فى وعاء الأحزاب الفاسدة أو فى أفضل الأحوال الأحزاب الحامية للفساد، وإضافة إلى كل ذلك أثار أداؤه بعد تفجير مرفأ بيروت وتعطيله التحقيق فيه وتهديد القضاة تمهيدا لقبعهم موجة غضب كسرت أيضا كل المحرمات تجاهه.
1
3


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.