رسالة «التحالف الوطنى» للداخل والخارج .. دعم الملايين فى مصر والانتصار ل«فلسطين»

لم يكن مقدار ما حصر من أعمال «التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى» فى عام 2023، بحجم ما تم تنفيذه على أرض الواقع، فكانت الجهود «مكوكية» تتحرك بفلسفة المظلة الاجتماعية ليس فقط بالدعم سواء نقديًا أو عينيًا، ولكن فى إطار رؤية تستهدف تحويل المواطن «المحتاج» فى وقت بسيط إلى «داعم»، بتأهيل مواطنين لفرص عمل وتقديمها لهم، بالمساهمة فى فتح «أبواب رزق» للآلاف بطول البلاد وعرضها، ليتحقق ما كان يأمل فيه الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى يهمه فى المقام الأول، المواطنين الأكثر احتياجًا بمختلف الفئات، ولا يتخلى أبدًا عن دور بلاده التاريخى المتنامى فى عهده، بتخفيف متاعب الأشقاء فى قطاع غزة.

دعم الملايين فى مصر لم يعرقل «التحالف» أبدًا، التحرك للانتصار لأشقائنا فى قطاع غزة فى ظل العدوان الإسرائيلى، لترسم توجيهات الرئيس السيسى، ملحمة دعم كبيرة تقود مساعدات الشعب المصرى إلى أهل فلسطين، فامتدت عروق دماء المصريين قبل احتياجاتهم المعيشية لترسو فى القطاع عبر القوافل، حيث كانت أولى القوافل الإنسانية التى تحمل المساعدات الإغاثية والغذائية والطبية فى منتصف أكتوبر الماضى، ليعلن فى 23 نوفمبر نتائج جزء من هذه الملحمة بالأرقام عبر مراحلها الثلاثة التى ما زالت مستمرة ولن تتوقف لإغاثة الأشقاء الفلسطينيين، حيث قدم حتى نهاية النصف الثانى من نوفمبر لأهالى غزة 500 قافلة إغاثة ب9 آلاف طن أدوية ومواد غذائية ومستلزمات معيشة من خلال 3 مراحل، عبر معبر رفح، كان أكبرها منطلقًا من ستاد القاهرة الدولى فى يوم مشهود، لتسليمها للأشقاء الفلسطينيين، بمشاركة ما يزيد على 15 ألف متطوع مشارك من جميع المحافظات، فى سبيل مواجهة وتحمل أعباء الحرب التى أسفرت عن سقوط الآلاف من الضحايا والمصابين.
وتضمنت المرحلة الأخيرة التى أعلن عنها من قوافل المساعدات الإغاثية والإنسانية للقطاع، نحو 102 قاطرة محملة ب 1.084 طن من المواد الغذائية، و54.7 طن من البطاطين والملابس والأكفان، ونحو 399.5 طن من المياه، وأكثر من 197.6 طن من الأدوية والمستلزمات الطبية، و28 طنًا من حفاضات الأطفال، و15 طنًا من المنظفات، أما المرحلة الثانية؛ فتضمنت نحو 185 قاطرة محملة
ب 2444 طنًا من المواد الغذائية، و48 ألف بطانية وملابس وأكفان، و458 طنًا من المياه، وأكثر من 562 ألف علبة من الأدوية والمستلزمات الطبية، وشارك فى تلك القوافل، عدد من كيانات التحالف الوطنى، من بينها حياة كريمة، بنك الطعام، جمعية الأورمان، جمعية رسالة، مؤسسة صناع الحياة، صناع الخير، مؤسسة العربى، مؤسسة مصر الخير، بنك الشفاء، مؤسسة أهل مصر، وكان حجم المساعدات الذى قدم عبر التحالف للأشقاء الفلسطينيين حتى 16 نوفمبر 2023، 337 شاحنة بحمولة 6740 طنًا من المساعدات الإغاثية ما بين مساعدات غذائية وطبية.
ومن أبرز جهود 6 أشهر فقط مما بذله «التحالف» فى الداخل المصرى خلال عام 2023، تقديم دعم نقدى شهرى لحوالى 2 مليون مواطن بإجمالى 1.3 مليار جنيه بجانب دعم موسمى لمليون أسرة بتكلفة بلغت 1.7 مليار جنيه، وأيضًا ما جاء من دعم غذائى شهرى ثابت طال 300 ألف أسرة بتكلفة 415 مليون جنيه وآخر موسمى لحوالى 5 ملايين أسرة يمثلون 25 مليون مواطن فى جميع أنحاء الجمهورية بلغ 1.5 مليار جنيه، وسط بروز لخدمات صحية فى مستشفيات «التحالف» لمليون مريض ب1.7 مليار جنيه، وتقديم الرعاية الطبية عبر القوافل المتحركة ل5 ملايين ب170 مليونًا، فضلا عن أجهزة لمستشفيات حكومية بما يزيد على 250 مليون جنيه.
المبادرات كانت أهم الأجنحة ل«التحالف» خلال العمل البارز والذى يطول جميع فئات المجتمع، وكان فى صدارتهم الفلاحون عبر مبادرة «ازرع» التى ضاعفت إنتاجية محاصيل الفلاحين فى هذا العام، مرورًا بمبادرة «كتف فى كتف» التى عملت طيلة 12 شهرًا على احتواء الأسر الأكثر احتياجًا، فيما انتشرت مبادرة «ستر وعافية» للحد من نسب الفقر وفك الكرب، وصولًا إلى «وصل الخير 1 و2».
وفى عمل للتماشى مع فلسفة الرئيس عبدالفتاح السيسى المتعلقة بمساندة جميع فئات المجتمع وتحصينهم، جاء قانون «التحالف» الذى استهدف تأسيس أكبر مظلة اجتماعية للمستحقين بجميع المحافظات بوجود إطار تنموى لتقديم خدمات اجتماعية لأقل المناطق والمواطنين حظًا، وضرورة التئام أعضاء «التحالف» مما يجعل الجمعيات والمؤسسات تستفيد من إمكانيات الدولة بجانب مواردها الذاتية فى تقديم الخدمات، وتقسيم العمل على الأرض بين أعضاء «التحالف» مما يؤدى إلى تقديم أفضل خدمة للمواطنين ولا يجعل فئة قليلة تستحوذ على جميع الخدمات المجتمعية.
اعتبارات عديدة وضعها القائمون على التحالف الوطنى لإدخال المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة، تعبئة المواد الغذائية وتغليفها بشكل جماعى ومحكم لتحمل درجات الحرارة، وتغير المناخ، وتم الأخذ فى الحسبان تأخر دخولها إلى القطاع.
ووسط كل ذلك، كانت عشرات القطرات من دماء المصريين المتبرعين أمام كل نقطة دم تسقط من الأهل فى فلسطين، فتحرك «التحالف» للتبرع لصالح الأشقاء فى فلسطين، لتجسد صورة من صور انتصار الإرادة المصرية، ووقف الشعب يتسابق فى طوابير بمختلف المحافظات، من أجل تقديم دمائهم الجاهزة لتصون الجسد الفلسطينى، من خلال إطلاق أعضاء التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى فى مصر، بالتعاون مع وزارة الصحة، حملة موسعة للتبرع بالدم تحت شعار «قطرة دماء تساوى حياة» بمختلف الميادين والمؤسسات والمستشفيات والجامعات المصرية من خلال سيارات متنقلة جابت جميع المحافظات، وذلك لدعم الأشقاء الفلسطينيين جراء أعمال العنف الإسرائيلى على قطاع غزة، وتفاعل الملايين من الشعب مع تلك الحملة التى يتبرع فيها بأغلى ما لديهم وهو «الدم»، ولكنه لم يكن غاليًا إذا قدم لأشقائنا الفلسطينيين الذين يتعرضون لحملة ممنهجة لم يشهدها التاريخ من قبل لإبادتهم، وأيضًا لتصفية قضيتهم التى هى قضية كل العرب، والتى لن تسمح الدولة المصرية عبر قيادتها السياسية ممثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى لا يمثل الشعب المصرى فقط فى هذه المحنة التى يتعرض لها الفلسطينيون، ولكنه يمثل العرب أجمعين من المحيط إلى الخليج.
ووفر «التحالف» بجميع مؤسساته نقاطًا فى جميع المدن والمراكز بالمحافظات، لتسهيل عمليات التبرع بالدم وإعدادها لتكون جاهزة لأشقائنا فى قطاع غزة بمجرد وصولها، فى إطار روح حماسية بين المتطوعين بالمؤسسات فى المحافظات وسط عمل متواصل ليل نهار من جهة، ومن جهة أخرى، توافد المتبرعين بجميع فئاتهم وأشكال ما يقدمونه.
عمر قصير ل«التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى» ولكنه قدم الكثير فى المساهمة بضبط إيقاع دور المجتمع المدنى خلال تجربته التى لم تتجاوز العام ونصف العام، حيث دأب التحالف على تأسيس قاعدة بيانات موحدة بالتشارك مع الجهات الحكومية، ل37 مليون مواطن من الأكثر استحقاقًا، بالإضافة إلى رسم سياسات عمل الجمعيات الكبرى بشكل تشاركى تكاملى، والدخول فى مشروعات مشتركة والتخطيط بشكل مسبق يضمن التكامل، فى ظل إنفاق 12 مليار جنيه خلال 10 أشهر لمساعدة 30 مليون مواطن، ومراجعة ميزانيات أعضائه من جميع الجهات الرقابية، حيث متوسط تكلفة الخدمة المقدمة للفرد 400 جنيه، ومتوسط تكلفة الخدمة المقدمة للأسرة 2000 جنيه، بالإضافة إلى دعم 25 مليون مواطن بمساعدات غذائية، واستقبال 5 ملايين مواطن فى مستشفيات ومراكز طبية، ووفر التحالف 39500 فرصة عمل من خلال المشروعات الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى إطلاق مبادرة «ازرع» لتحسين أحوال صغار الفلاحين، وكذا إطلاق قوافل «ستر وعافية» التى تضم مجموعة متنوعة من الخدمات، وتشكيل غرفة عمليات لتلقى الشكاوى والتحرك السريع وقت الأزمات، وتعتبر قوافل «ستر وعافية»، ذراعًا حقيقيًا فعالًا على الأرض، للتحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى فى جميع القرى والنجوع بمختلف المحافظات، التى لا يتوقف دورها فقط فى توفير ما يحتاجه «أهالينا» للخروج بهم من دائرة الفقر والعوز إلى التمكين الاقتصادى ليكونوا مساهمين حقيقيين فى بناء مجتمعاتهم التى يعيشون فيها.
وخلال 2023 نجح «التحالف» فى تقديم دعم نقدى ل 400 ألف أسرة بإجمالى مليار و300 مليون جنيه، ودعم نقدى موسمى لمليون أسرة ب600 مليون جنيه، بجانب تقديم رعاية صحية متقدمة داخل مستشفيات أعضاء «التحالف» لمليون مريض بتكلفة 1.7 مليار، وتقديم الرعاية الصحية الأولية من خلال قوافل ل5 ملايين مواطن بتكلفة 170 مليونًا، كما تم دعم المستشفيات بأجهزة ومعدات بلغت قيمتها 260 مليون جنيه، ووفر «التحالف» خلال هذا العام 30 ألف مشروع جديد بتكلفة 750 مليونًا.
كتف فى كتف
وأطلق التحالف واحدة من أكبر وأضخم مبادرات الحماية الاجتماعية فى مصر والعالم العربى وهى «كتف فى كتف»، وذلك من أجل تقديم الدعم اللازم للأسر الأكثر احتياجًا بجميع محافظات مصر؛ لتخفيف العبء عليهم من حدة الآثار السلبية للأزمة الاقتصادية العالمية، والمساهمة فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة فى جميع المجالات، واستهدفت المبادرة التى شارك فيها 33 مؤسسة وكيانًا من مؤسسات التحالف الوطنى، تعبئة وتوزيع أكثر من 6 ملايين صندوق من المواد الغذائية بجميع أنحاء الجمهورية خلال شهر رمضان على الفئات الأولى بالرعاية والأسر الأكثر احتياجًا، وتخطت التكلفة الاقتصادية للمبادرة ال3 مليارات جنيه، وتم توفير هذا المبلغ من تبرعات المواطنين وتبرعات ومساهمات رجال الأعمال وميزانيات المسئولية المجتمعية، وكان للمحافظات الأولوية فى مبادرة كتف فى كتف.
المبادرة التى شهدت مشاركة الآلاف من جميع فئات المصريين، ومئات الآلاف من المتطوعين لتقديم الدعم للأسر البسيطة، ولنقل صورة الترابط والتضامن بين كل طبقات وطوائف المجتمع، لم تكتف بتوزيع كراتين المواد الغذائية فقط، ولكنها شملت أيضًا إنشاء مطابخ فى المحافظات، لتوفير وجبات ساخنة للمواطنين يتم توزيعها عليهم كوجبات إفطار طوال الشهر الكريم.
ستر وعافية
حققت قوافل «ستر وعافية» صدى كبيرًا فى المحافظات، حيث كان هدفها الوصول إلى الفئات الأكثر استحقاقًا والحد من نسبة الفقر على أرض الواقع، وتنوعت القوافل فى ما تحمله من مجموعة متنوعة من الخدمات فى مختلف المحافظات، بين قوافل طبية ضمت العديد من التخصصات، حملات متعددة لتوزيع مواد غذائية وبطاطين ضمن حملة «دفء الشتاء»، فك كرب أعداد من الغارمات، واهتمت «ستر وعافية» بالتمكين الاقتصادى وتمويل المشروعات متناهية الصغر، مساعدة وتنمية صغار الفلاحين مستغلة نجاح مبادرة «ازرع»، فكانت الخدمة مقدمة
ل 62 ألف مواطن عبر قوافل ستر وعافية.
وحسم قانون «التحالف الوطنى»، العديد من الأغراض والمساعى التى تخدم العمل الأهلى والتنموى فى شتى ربوع البلاد فى جميع الاتجاهات والنواحى، من ضمن ذلك ما جاء من خطط ومساع لا تقوم على حصر دور وعمل «التحالف» على تقديم المساعدات والدعم فقط ولكن الأهم من ذلك هو التنمية البشرية التى تجعل المستحق غير محتاج للمساعدة فى فترة زمنية ليست كبيرة، بل ويكون هذا المستحق فى المستقبل القريب عبر «التمكين الاقتصادى»، داعمًا للمجتمع والبيئة المحيطة به بعد نجاحه عبر استقباله أدوات التنمية وعلى أقل تقدير يكون هذا المستحق بعد تنميته وتطويره قادرًا على توفير فرص عمل للآخرين من خلال ما حققه من نجاح بعد أن استجاب للتنمية التى عمل «التحالف» على نشرها بين المستهدفين فى «التمكين الاقتصادى».
وجاء بالقانون إنشاء تحالف وطنى للعمل الأهلى التنموى، غير هادف للربح، وله الشخصية الاعتبارية، ويتمتع بالاستقلال الفنى والمالى والإدارى، ويهدف التحالف إلى تعميق مفهوم التطوع فى العمل الأهلى وتنمية المجتمع، وتعبئة الجهود الفردية والجماعية لإحداث مزيد من التنمية الاجتماعية والاقتصادية بالتعاون مع أجهزة الدولة المعنية عن طريق الخبرات المبذولة والمشروعات التطوعية التنموية.
ويستهدف «التحالف» عبر القانون بإرساء التشاركية بين المؤسسات المختلفة، بعدما كانت تعمل فى جزر منعزلة، أصبحت تعمل تحت مظلة واحدة وتصل إلى الأماكن المستحقة من خلال أبحاث ميدانية وتوجه المساعدات والقوافل الطبية المتميزة الشاملة للمناطق الأكثر احتياجًا دون ازدواجية فى توزيع الخدمات من خلال قاعدة بيانات تم إنشاؤها بين أعضاء التحالف والرقابة الإدارية لمنع ازدواج الخدمة وتوصيل المساعدات الحقيقية للمستحقين على مستوى الجمهورية.
ويقضى القانون الذى يؤكد أن «التحالف الوطنى» غير هادف للربح ويكون له الشخصية الاعتبارية ويتمتع بالاستقلال الفنى والإدارى ومقره مدينة القاهرة، ويجوز له إنشاء فروع ومكاتب بالمحافظات، بأن أموال التحالف أموال خاصة، ويكون له موازنة خاصة يتم إعدادها طبقًا للقواعد التى تحددها لائحة النظام الأساسي.
ومن أهم مواد القانون، ما يتمتع به «التحالف» من رعاية رئيس الجمهورية وعنايته ويهدف إلى تعميق العمل الأهلى وتنمية المجتمع وتحقيق الجهود الفردية والجماعية لإحداث مزيد من التنمية الاجتماعية والاقتصادية بالتعاون مع أجهزة الدولة المعنية عن طريق الخبرات والمشروعات التطوعية التنموية على أداء أفضل للخدمات العامة وغيرها من برامج الحماية الاجتماعية..
2