شاهدت على قناة «الحياة» الفضائية جزءا من تسجيل لفضيلة الشيخ الشعراوى رحمه الله يتحدث فيه وكأنه يعيش بيننا هذه الأيام ويعلمنا أصول المعاملات وكان ذلك فى تفسيره للقرآن الكريم عن أسباب نزول الأنبياء بالرسالات السماوية كيف أن كل رسول يأتى للقضاء على فساد يستفيد به البعض ويعانى منه آخرون.. ويتمسك به المطحونون ويفرحون لأنه سيخلصهم من الفساد. وتحدث الشعراوى عن مفهوم الثائر الحق وهو من يثور ضد الفساد ثم قال إن آفة الثائر أنه يظل ثائرا لا يهدأ وكلما قدمت له شيئا طلب شيئا آخر وهذا هو مكمن الخطر ولكن الثائر الحق هو الذى يثور ليهدم الفساد ثم يهدأ ليبنى الأمجاد ولا يسلط السيف على رقاب العباد. وحذر الشيخ أيضا من سيطرة مشاعر التشفى والانتقام قائلا أن الثائر الحق هو الذى لم يأت ضد طائفة بعينها ولكن ضد ظلم طائفة وأنه يأتى بأهل الفساد ليردوا المظالم للمظلومين ولا يبعد الفاسدين ولكن يضع الاثنين على حجره حتى تهدأ الأمور وتذهب الأحقاد. وما أحوجنا الآن وفى ظروفنا هذه للاستماع لحديث العقل والإيمان حتى تثمر الثورة الخير للجميع. وفى رأيى أن حديث فضيلة الشيخ هو دعوة للتخلص من روح الأنانية التى ظهرت بين الكثيرين ممن أدمنوا قول «لا» ويتمردون على أوضاعهم ولا يعطون قادتهم الفرصة لإصلاح ما أفسده غيرهم. فنحن الآن نحتاج أكثر من أى وقت مضى إلى اليد التى تبنى مصر بعد أن جاءتنا الفرصة لتشكيل ملامحها من جديد بإرادتنا جميعا وهذه الدعوة لا تقتصر على فئة دون غيرها ولا على المسلمين دون المسيحيين فكلنا فى مركب واحد إلي أن نصل إلى بر الأمان عبر إنكار الذات وتغليب مصلحة الوطن على أى مصلحة أخرى.