النواب يناقش مشروع قانون تنظيم منح التزام المرافق العامة لتطوير المنشآت الصحية    وزارة العمل: توعية في مجال السلامة والصحة المهنية بمحطة توليد كهرباء بشمال سيناء    الخروف ب 11 ألف جنيه.. تعرف على أسعار الأضاحي 2024 في الشرقية    ضياء داود يرفض قانون تطوير المنشآت الصحية.. والأغلبية: منطلقاتنا وطنية    تداول 11 ألف طن و821 شاحنة بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر خلال 24 ساعة    لجان المقاومة في فلسطين: الرصيف العائم أصبح خدمة للاحتلال الإسرائيلي    محاولات إسرائيل لعرقلة القضايا القانونية (خبير يوضح)    رئيس «المصريين الأحرار»: لن يخرج فائز من الحرب على قطاع غزة    القنوات الناقلة المفتوحة لمواجهة الزمالك ونهضة بركان في نهائي الكونفدرالية الإفريقية    البدري: الأهلي قدم مباراة جيدة أمام الترجي .. وتغييرات كولر تأخرت    مصرع طفل وإصابة آخرين في حادث تصادم بصحراوي المنيا    دون وقوع خسائر بشرية.. التحقيق في اندلاع حريق بعقار سكني بمدينة نصر    السجن ل8 متهمين باستعراض القوة وقتل شخص وإصابة 5 آخرين في الإسكندرية    إصابة 4 مواطنين في مشاجرة بين عائلتين بالفيوم    «القومي للترجمة» يكرم المترجم علي الغفاري خلال الإحتفال باليوم العالمي لقارة أفريقيا    مايا مرسى تشارك في فعاليات افتتاح الدورة الثانية لملتقى التمكين بالفن    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأحد 19-5-2024    رئيس النواب: الحق في الصحة يأتى على رأس الحقوق الاجتماعية    متحور كورونا الجديد FLiRT: التحليل والتدابير الوقائية    افتتاح دورة تدريبية عن تطبيقات تقنيات تشتت النيوترونات    الأحد 19 مايو 2024.. الدولار يسجل 46.97 جنيه للبيع في بداية التعاملات    عقب مواجهة الترجي.. وصول بعثة الأهلي للقاهرة    رضا عبد العال: الأهلي حقق المطلوب أمام الترجي    طارق شكري: 3 مطالب للمطورين العقاريين للحصول على إعفاءات ضريبة للشركات    سعر كيلو السكر في السوق اليوم الأحد 19-5-2024    أيمن عاشور: مصر شهدت طفرة كبيرة في مجالي التعليم العالي والبحث العلمي    شهادات تقدير لأطقم «شفاء الأورمان» بالأقصر في احتفالات اليوم العالمي للتمريض    ضبط 34 قضية فى حملة أمنية تستهدف حائزي المخدرات بالقناطر الخيرية    القومي لحقوق الإنسان يستقبل السفير الفرنسي بالقاهرة لمناقشة التعاون المشترك    وزيرة التضامن تبحث ريادة الأعمال الاجتماعية مع نظيرها البحريني    أحمد أيوب: مصر تلعب دورا إنسانيًا ودبلوماسيًا لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة    الفنان حسن مصطفى.. تميز بالصدق فى الأداء.. مدرسة المشاغبين والعيال كبرت «أبرز أعماله».. وهذه قصة زواجه من ميمي جمال    الليلة.. عمر الشناوي ضيف برنامج واحد من الناس على قناة الحياة    انطلاق الموسم المسرحي لاقليم جنوب الصعيد الثقافي على مسرح قنا| صور    مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعًا لبحث العملية في رفح    "اليوم التالي" يثير الخلافات.. جانتس يهدد بالاستقالة من حكومة نتنياهو بسبب خطة ما بعد الحرب    الأولى منذ عام 2000.. بوتين يعتزم زيارة كوريا الشمالية    بسبب الموجة الحارة تحذيرات عاجلة من الصحة.. «لا تخرجوا من المنزل إلا للضرورة»    طريقة عمل الأرز باللبن، تحلية سريعة التحضير وموفرة    بيت الأمة.. متحف يوثق كفاح وتضحيات المصريين من أجل استقلال وتحرير بلادهم    إعلام روسي: هجوم أوكراني ب6 طائرات مسيرة على مصفاة للنفط في سلافيانسك في إقليم كراسنودار    موعد عيد الأضحى 2024 وجدول الإجازات الرسمية في مصر    بحضور وزير الشباب والرياضة.. تتويج نوران جوهر ودييجو الياس بلقب بطولة CIB العالم للإسكواش برعاية بالم هيلز    رفع اسم محمد أبو تريكة من قوائم الإرهاب    أخبار جيدة ل«الثور».. تعرف على حظك وبرجك اليوم 19 مايو 2024    منها «تناول الفلفل الحار والبطيخ».. نصائح لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة    «البحوث الإسلامية» يوضح أعمال المتمتع بالعمرة إلى الحج.. «لبيك اللهم لبيك»    تعليم الفيوم يحصد 5 مراكز متقدمة على مستوى الجمهورية فى المسابقة الثقافية    إقبال الأطفال على النشاط الصيفي بمساجد الإسكندرية لحفظ القرآن (صور)    حقيقة فيديو حركات إستعراضية بموكب زفاف بطريق إسماعيلية الصحراوى    مصرع فتاة أسفل عجلات جرار زراعى بالمنوفية    أسعار الخضراوات اليوم 19 مايو 2024 في سوق العبور    إصابات مباشرة.. حزب الله ينشر تفاصيل عملياته ضد القوات الإسرائيلية عند الحدود اللبنانية    نهائي دوري أبطال أفريقيا| بعثة الأهلي تصل مطار القاهرة بعد التعادل مع الترجي    الحكم الشرعي لتوريث شقق الإيجار القديم.. دار الإفتاء حسمت الأمر    مدرب نهضة بركان: نستطيع التسجيل في القاهرة مثلما فعل الزمالك بالمغرب    عماد النحاس: وسام أبو علي قدم مجهود متميز.. ولم نشعر بغياب علي معلول    الأزهر يوضح أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحذيرات عربية من عودة السياسة العسكرية بين الدول النووى يقترب.. التحالفات الدولية تثير قلق العالم!

منذ اندلاع الحرب «الروسية - الأوكرانية» والرعب من وقوع حرب عالمية ثالثة نووية يجتاح العالم، حتى بات الحديث يتمحور عن حرب باردة جديدة أكثر خطورة من الصراع العسكرى، أغلب معاركها تكون فى الخفاء، وفيها تُتاح جميع الوسائل من أجل الفوز. فى الفترة الأخيرة وصلت الحرب الباردة بين كل من بكين وواشنطن إلى ذروتها، فما الذى يحدث؟
تحذيرات عربية
العلاقة بين الولايات المتحدة والصين وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ عقود والبلدان منقسمان بشدة حول كل شيء بدءًا من مسألة سيادة تايوان وحتى قضايا التجسس والنزاعات على السيادة فى بحر الصين الجنوبى وسباق التسلح النووى والتقليدى وغيرها.. وسط هذا التصعيد جاءت تحذيرات عربية من خطورة الانزلاق إلى حرب نووية.. الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط حذر خلال استضافته بلقاء خاص أجراه الكاتب الصحفى والإعلامى أحمد الطاهرى على شاشة «إكسترا نيوز» المصرية، من التحول إلى ما يسمى عودة السياسة العسكرية بين الدول، والتى توصلنا إلى ما قبل الحربين العالميتين الأولى والثانية، مشددا على أن الأسلحة النووية قد تستخدم إذا استمر الوضع بين الصين والغرب على ما هو عليه حتى 2030.
مخاوف واشنطن
ففى إطار المخاوف الامريكية من أن الصين تسعى لزيادة ترسانتها النووية إلى مستوى غير مسبوق وتحديثها، لتعزيز قوة الردع التى تتمتع بها فى حال وقوع نزاع مع الولايات المتحدة، حيث كشف المعهد الدولى لأبحاث السلام فى استكهولم أن الصين تمتلك ترسانة تضم 350 رأسا نوويا، لكن بكين قد ترفع هذا العدد إلى 1500 رأس نووى بحلول عام 2035 كما توقع تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية.
استراتيجية أمريكية
عرض جيك سوليفان، مستشار الأمن القومى فى البيت الأبيض، تفاصيل الاستراتيجية الأمريكية بشأن الأسلحة النووية واعتبر أن العالم يدخل حقبة جديدة تتطلب استراتيجيات جديدة، وأضاف أن أى مناقشة بشأن التزامات عدم الانتشار النووى بعد انتهاء صلاحية معاهدة نيو ستارت يجب أن تأخذ فى الاعتبار تطوير ترسانة الصين، كما عبر عن استعداد واشنطن للحوار مع بكين للحد من الانتشار النووى دون شروط مسبقة.
سوليفان قال أيضا إن الولايات المتحدة ستستمر فى إخطار روسيا مسبقا قبل إطلاق الصواريخ الباليستية أو إجراء تدريباتٍ وفقا للاتفاقات النووية القائمة، معتبرا أنه ليس من مصلحة روسيا والولايات المتحدة الشروع فى منافسةٍ مفتوحة بشأن القوات النووية الاستراتيجية.. بينما قالت الخارجية الروسية إنها أخذت علما بهذه التصريحات وسترد عليها.
روسيا تتفوق
ويرى الرئيس الروسى بوتين تفوق بلاده على أمريكا فيما يتعلق بالقدرات النووية، حيث تقدّر ترسانة روسيا من القنابل النووية والأسلحة النووية القصيرة المدى بما بين ألفين إلى 5 آلاف رأس نووى مقابل ترسانة أمريكا من النوع نفسه من الأسلحة التى لا تتجاوز 200 رأس نووى منتشرة على متن طائرات مقاتلة فى أوروبا ولا يوجد أى منها فى آسيا.
هذا ما جعل المخططين العسكريين الأمريكيين يقرّون فى جلسة بالكونجرس بأن أمريكا تستطيع الانتصار فى صراع عسكرى تقليدى مع روسيا فقط إذا لم تستخدم أسلحة نووية فى الحرب.
كان معهد استكهولم الدولى لأبحاث السلام المعروف اختصارا بالإنجليزية (SIPRI) قد لفت الانتباه إلى ما استجد على الوضع الدولى بعد الحرب «الروسية - الأوكرانية» ؛ حيث أصدر المعهد تقريرا استثنائيا يتقصى فيه الحالة الراهنة ضمنه جدولا يحتوى مقارنات دالة من أهمها الرؤوس الحربية التى يستمر نشرها (Deployed warheads) وهى جاهزة للإطلاق الفورى فى 4 دول فقط هى أمريكا 1744 روسيا 1588 فرنسا 280 بريطانيا 120، لافتا إلى أن دولة مثل الصين لم تقم بنشر أى من رؤوسها النووية بعد.
عودة السباق النووى
عزز التقرير رؤيته للواقع الذى استجد على المشهد النووى برصد التغيرات التى سادت بعد انتهاء الحرب الباردة مستهدفا لإجمالى المخزون (Total inventory) فى العامين الأخيرين حيث تواصل تناقص الرؤوس النووية حتى بداية العام الحالى فى كل من الولايات المتحدة وروسيا فقط مع الأخذ فى الاعتبار ضآلة مخزون الدول الأخرى وثباته من الأسلحة النووية،ففى عام 2021 كان لدى الأمريكيين 5550 رأسًا نوويًا نقصت فى بداية 2022 إلى 5428 بينما كان لدى الروس 6255 فى عام 2021 نقصت فى بداية 2022 إلى 5977، ومع ذلك حذر التقرير من أن الأوضاع والسياسات الراهنة تقود إلى عودة السباق النووى وأن العقد المقبل سيشهد بسبب التوترات الحالية اشتعال هذا السباق.
فى هذا الصدد أشار ويلفريد وان مدير برنامج أسلحة الدمار الشامل التابع لمعهد استكهولم إلى أن جميع الدول المالكة لسلاح نووى تعمل على زيادة أو تحسين ترساناتها ومعظمها يشحذ الخطاب النووى والدور الذى تلعبه الأسلحة النووية فى استراتيجيتها العسكرية.
مخاطر كابوسية
وأكد هانز كريستنسن، زميل أول مشارك فى برنامج سيبرى لأسلحة الدمار الشامل ما ذهب إليه اتحاد العلماء الأمريكيين (FAS) من أن هناك مؤشرات واضحة على أن التخفيضات التى ميزت الترسانات النووية العالمية منذ نهاية الحرب الباردة قد توقفت أخيرا.
لا شك أن التهديد بالأسلحة النووية وتطوير ترساناتها أمر يزيد من التوتر لاسيما بعد التلويح المتعمد من جانب روسيا باستخدام الصواريخ فرط الصوتية ويزيد من المخاطر الاحتمال بأن تلجأ ألمانيا إلى امتلاك سلاح نووى بعد الموقف غير الحاسم من الولايات المتحدة بعد حرب أوكرانيا.
لم يشر تقرير معهد استكهولم لأبحاث السلام إلى احتمالات الاتساع الأفقى للأسلحة النووية بسبب سخونة الوضع الراهن وما أدى إليه من مخاوف من أن تفقد اتفاقات ومحادثات نزع الأسلحة النووية جدواها وأن يعود العالم إلى دوامة سباقات التسلح النووى بكل ما تحمله من مخاطر كابوسية.
كان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافايل جروسى، أعلن ، إنه يقوم ب«زيارة مهمة» إلى الصين لمناقشة تقدم برنامجها النووى، فى وقت تحذر القوى الغربية من «تعزيز مقلق» لترسانة بكين النووية.
وجاءت هذه الزيارة بعد يومين من تحذير قادة دول مجموعة السبع من أن تعزيز الصين لترسانتها النووية يشكّل «مصدر قلق للاستقرار العالمى والإقليمى».
ووفق تقديرات مركز SIPRI للأبحاث، يناهز مخزون الصين من الرؤوس النووية 350 رأسًا، وهو عدد ضئيل مقارنة بما تملكه القوتان النوويتان الأكبر فى العالم، أى الولايات المتحدة وروسيا.
وتقدر واشنطن بأن بكين تعمل على تعزيز ترسانتها التى قد تصل إلى 1500 رأس بحلول عام 2035. فيما تقول الصين إن هذه التقديرات الصادرة عن وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، «تكهنات لا أساس لها».
تسارع قدرات الصين النووية
وقالت دول مجموعة السبع فى بيان، إن «تسريع الصين لبناء ترسانتها النووية فى غياب شفافية أو حوار مجدٍ، يشكّل مصدر قلق للاستقرار العالمى والإقليمى».
ودعت مجموعة السبع، الصين وروسيا، إلى المشاركة بشكل كبير فى المحافل الثنائية والمتعددة الأطراف ذات الصلة بالحد من المخاطر الاستراتيجية، بما يتماشى مع التزاماتهما بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
ومنذ أجرت اختبارها النووى الأول فى عام 1964، أبقت الصين على ترسانة محدودة، وشددت مرارًا على المبدأ الدفاعى لترسانتها النووية (no-first-use)، باعتبارها تمثل الحد الأدنى لمواجهة أى هجوم نووى محتمل.
وبالتالى فهى لا تؤهلها للدخول فى أى محادثات للحد من التسلح النووى مع القوتين النوويتين الأكبر فى العالم، الولايات المتحدة وروسيا.
وبتوجيه من الرئيس شى جين بينج، شرعت الصين منذ أعوام بتحديث قدراتها العسكرية بما فيها الترسانة النووية.
وتشير أحدث تقارير «الرابطة النووية العالمية» إلى أن الصين تمتلك نحو 55 مفاعلًا نوويًا نشطًا، و23 مفاعلًا آخر قيد البناء.
ووفقًا لوكالة الطاقة الدولية، أصبحت الصين منذ عام 2012، الأكبر عالميًا من حيث إمكانات تخزين الطاقة النووية، كما عملت منذ ذلك الحين على رفع قدراتها النووية بنحو %85، لتصل إلى مستوى سعة بنحو 2011 جيجاوات، وهو ما يعادل ربع السعة العالمية.
تعاون نووى مع روسيا
وتأتى قدرة الصين المتزايدة على توسيع أسلحتها النووية، تزامنًا مع تعليق روسيا العمل بآخر معاهدة تحد من المخزونات النووية الاستراتيجية لروسيا وأمريكا، وهى معاهدة «نيو ستارت»، التى باتت على شفا الانهيار.
وأعلن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى فبراير الماضى تعليق مشاركة روسيا فى المعاهدة، وهو قرار أدانه الرئيس الأمريكى جو بايدن، معتبرًا أنه «خطأ كبير».
وأثار تزويد روسيا للصين بشحنة ضخمة من الوقود النووى مؤخرًا، مخاوف أمريكية من تعميق التعاون بين موسكو وبكين، لتوسيع الترسانة النووية الصينية إلى مستوى يضاهى الترسانة الأمريكية.
ولدى الصين قدرات محدودة حاليًا لزيادة مخزوناتها من البلوتونيوم المستخدم لتصنيع الأسلحة النووية، بعد أن أغلقت برنامجها لإنتاجه فى تسعينيات القرن الماضى وفقًا ل«بلومبرج».
وفى مؤتمر عبر الفيديو فى 30 ديسمبر، أبلغ بوتين نظيره الصينى شى جين بينج، أن التعاون الدفاعى والعسكرى له «مكانة خاصة» فى العلاقات بين البلدين.
وترفض الصين المخاوف الأمريكية، وقالت وزارة خارجيتها إن الصين «أوفت بشكل كامل بالتزاماتها بموجب اتفاقية عدم الانتشار النووى»، كما أنها قدمت تقريرها «طوعًا» بشأن الجزء المدنى من نشاطاتها النووية إلى الوكالة الدولية إلى الطاقة الذرية.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، تان كيفى، فى فبراير الماضى، إن الولايات المتحدة تبالغ فى «التهديد النووى الصينى» كحجة لتوسيع ترسانتها الاستراتيجية، بينما تحافظ الصين على سياسة دفاعية تشمل عدم استخدام الأسلحة النووية أولًا.
بسبب تايوان
وبررت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، مخاوف واشنطن بان الصين تستعد لتشغيل مفاعل نووى جديد، أنشئ على الساحل الصينى، ويبعد 135 ميلا فقط من جزيرة تايوان. ويعد تشغيل المفاعل مؤشرًا على توجه بكين لتطوير أسلحتها النووية. واعتبرت وزارة الدفاع الأمريكية «بنتاجون» أن من شأن هذا المفاعل توفير الوقود بما يحقق توسيعًا كبيرًا للترسانة النووية الصينية، ما قد يجعلها نظيرًا نوويًا للولايات المتحدة الأمريكية وروسيا.
وبحسب بيانات موقع «ستاتيستا» الأمريكى تعد الصين ثالث قوة نووية فى العالم بعد روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، حيث تضم ترسانتها النووية 350 رأسا نوويا، فيما تصل الترسانة النووية الأمريكية 5 آلاف و428 رأسا نوويا، والروسية التى تتكون من نحو 6 آلاف رأس نووى.
تفاوت كبير
وتركز الدوائر العسكرية والاستخباراتية الأمريكية على تطوير الصين لترسانتها الحربية، وعلى الأخص النووية منها، يأتى ذلك رغم التفاوت الكبير بين حجم الترسانة النووية الأمريكية والصينية، ويرجع ذلك لمخاوف أمريكية من التطور الاقتصادى والتكنولوجى الصينى الذى أصبح يقترب من حجم الاقتصاد الأمريكى، وربما يتجاوزه فى بعض المجالات. وفى هذا السياق قال البنتاجون فى تقرير نُشر نهاية العام 2022 إن حجم الترسانة النووية الصينية سيزداد بأكثر من 3 أضعاف بحلول العام 2035، ليبلغ 1500 رأس نووى، مشددا على أن بكين تواصل تعزيز قدرات سلاحها الجوى.
ويبدو أن العالم عاد مجددا إلى مرحلة سباق التسلح، ما يعنى أن الأعوام المقبلة سيرتفع فيها عدد الرؤوس النووية فى العالم، بعد أن كان حجم السلاح النووى فى العالم قد تراجع بصورة كبيرة منذ ثمانينيات القرن العشرين، بعد أن ادت العديد من الاتفاقيات الخاصة بتفكيك الأسلحة النووية إلى تراجع الأسلحة النووية إلى 12 ألفا و700 رأس حربى، بعد أن كانت نحو 70 ألف رأس حربى قبل ذلك، وفقا لإحصائيات منظمة اتحاد العلماء الأمريكيين «فاس» الصادر فى العام 2022.
بحر الصين الجنوبى بالنسبة لبكين فإن هذا التصاعد فى حجم التسليح النووى يعد مؤشرا على أن الصين بدأت تستشعر بخطر يحيط بأمنها القومى، خاصة بعد أن أصبحت منطقة بحر الصين الجنوبى ثكنة عسكرية تنتشر فيها العديد من القواعد الحربية، وتصاعد الخلاف على جزيرة تايوان بين واشنطن وبكين، وتزويد الاولى للنظام الحاكم فى الجزيرة بعتاد عسكرى متنوع.
تعدد الأقطاب
التوجه الصينى نحو زيادة الترسانة النووية يأتى فى وقت يستعد فيه العالم لدخول حقبة جديدة، يبدو أن أبرز سماتها تعدد الأقطاب، بحيث سترتفع الأقطاب النووية من اثنين إلى ثلاثة. والأمر واضح فى هذا الجانب، فروسيا علقت مؤخرا العمل بمعاهدة رئيسية للحد من الأسلحة النووية، فيما أعلنت الصين تشغيل مفاعل نووى على الساحل القريب من تايوان.
ظلت الصين تسير بخطى معقولة منذ دخولها سباق التسلح النووى فى العام 1964، ولم تكن تسعى لتوسيع ترسانتها النووية بقدر سعيها فى بناء ترسانة نووية تحقق القدر المعقول من الردع فى حال تعرضها لهجوم بأسلحة نووية. ومن خلال البيانات والمعلومات التى تنشرها مواقع إلكترونية مهتمة بتتبع التطورات العسكرية فى الصين؛ يتضح أن تغيرات شهدتها السنوات العشر الأخيرة فى الصين، والتى تزامنت مع رؤية الرئيس شى جين بينغ واسعة النطاق لتحديث الجيش وقدراته العسكرية، بما فيها القدرات النووية.
النشاط النووى الصينى الذى أسفر عن إنشاء المفاعل النووى الصينى الجديد تم بالتعاون مع روسيا، حيث وفرت شركة روساتوم التى تعد عملاق الطاقة النووية فى روسيا، وفرت المواد النووية للمفاعل، حيث سلمت 25 طنًا من اليورانيوم عالى التخصيب لبدء الإنتاج فى المفاعل المعروف باسم المولد السريع، والذى يتفوق فى صنع البلوتونيوم، وهو الوقود الرئيسى للقنابل الذرية.
تعاون روسى - صينى
ومن هذه الصفقة يتضح وجود تعاون« روسى- صينى» لتطوير القدرات النووية الصينية، وهو مؤشر يكشف حجم التعاون بين موسكو وبكين، والذى بدأ يظهر إلى العلن بشكل واضح منذ بدء الحرب الأوكرانية العام الماضى. والتعاون فى المجال النووى بين موسكو وبكين لم يعد مجرد ثكهنات، وإنما أصبح علنيا بتصريحات كبارًا المسئولين، فخلال القمة التى جمعت الزعيم الروسى فلاديمير بوتين بنظيره الصينى شى جين بينغ فى مارس بموسكو، اتفقا على تعزيز تعاون البلدين فى المجال النووى. وبحسب ما اوردته وكالة فرانس برس فإن مسئولين روس كبارًا فى مجال الطاقة الذرية وافقوا على مساعدة الصين لامتلاك «مفاعلات سريعة» من شأنها إنتاج المواد الانشطارية بسرعة أكبر بكثير مما تستهلك. وهذا يعنى أن الصين تسعى لرفع حجم ترسانتها النووية إلى مستوى كبير، ما يؤكد ما ذهبت إليه التقديرات الأمريكية حول سعى بكين لمضاعفة ترسانتها النووية إلى 3 أضعاف بحلول العام 2035.
ويذهب الخبراء إلى أن التعاون «الصينى - الروسى» فى المجال النووى فى هذا التوقيت أصبح مثيرا للرعب فى الولايات المتحدة، وهو ما أكده مساعد وزير الدفاع الأمريكى لسياسة الفضاء، جون إف بلامب عندما رد فى مارس على إفادة مسئول أمريكى فى جلسة استماع فى اللجنة الفرعية للقوات المسلحة التابعة لمجلس النواب بشأن القوات الاستراتيجية، حيث أكد أنه «من المقلق للغاية رؤية روسيا والصين تتعاونان فى هذا الشأن»، موضحا أن الصين وروسيا وضعتا الأسلحة النووية وحرب الفضاء والضربات بعيدة المدى فى صميم استراتيجياتهما لمواجهة الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها. وهو ما يكشف أن واشنطن تخشى تحالف موسكو وبكين، لأن هذا التعاون يعنى نقل مركز الثقل الاقتصادى الدولى من الغرب إلى الشرق.
ويشيرون إلى أن علاقات الدول النووية الثلاث (روسيا، الولايات المتحدة، الصين) باتت فى مطلع العقد الثالث من الألفية الثالثة علاقة قائمة على التعاون والصراع، فالتعاون قائم بين روسيا والصين، والصراع قائم بينهما وبين الولايات المتحدة، والواضح أن التعاون بين الاثنتين أملته ظروف الحرب فى أوكرانيا وأزمة تايوان، وهو ما جعل التعاون بين الصين وروسيا أقرب إلى تعاون الضرورة، وهذا التعاون مؤشر على تحالف مستقبلى.
1
3
4


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.