دفة الوطن عِدِلة وعصف الخوف يقويها لا ريح صارخة هتعوجها ولا غُمة حتلويها ومصر بلدنا دى شابة.. ومتعاجبة وحابة تنفخ فى الشراع حبة.. وبسمة ونسمة ورسمة وقسمة ونصيب وخبز بيطيب وقلب فوق المادنة بيجلجل هلال وصليب. هل العبادة هى عملية تعبيد أو تمهيد للطريق الذى عن طريقه نصل نتواصل نصلى إلى الحق المطلق.. هناك عبادة العادة وهناك عبادة الأحرار، وهناك من اختاروا الله فأتاهم، وهناك من اختارهم الله فاصطفاهم.. لن نستطيع بذواتنا المحدودة أن نصل إلى الحقيقة المطلقة كما يقول انكسوجوراس فللحقيقة ملايين الوجوه.. أو الاتجاهات فكيفما توجهت أو اتجهت رؤيتك تغيرت الحقيقة التى تراها أو تعتقد رؤيتها . ورغم مليارات البشر لا يوجد وجهان متطابقان، ولذلك تعددت الوجوه التى تدرك أو تحاول إدراك الحقيقة، وربما كان أجمل ما فى التجربة الروحية أنه عندما تعتقد أنك تعرف تضل وعندما تعتقد فى ضلالك يفتح الله عليك ويقربك إليه.. لا أملك إجابة محددة ولكن حبًا حقيقيًا ممتزجًا باستسلام أن الحقيقة المطلقة لن اقترب منها إلا برحمة من ألا هُوُ الله.. ولما كان الله هو نور السماوات والأرض ورغم اتساع مفهوم النور وما ندركه أو ما لا ندركه منه إلا أننا بتأمل بسيط ندرك أن الضوء حين ينكسر داخل المنشور الزجاجى النقى ينقسم إلى سبعة ألوان، فلسفات، أديان.. وكأنما البحث فى الحقيقة هو بحث عن التنوع التى من خلالها تتحقق الأشياء،وربما تتوحد برحمة من الرحم الذى تجتمع داخله رقة الرحمة وقسوة الحرمان من النظر إليه عندما نتأمل ويضىء الله بصيرتنا يختفى الصليب يذوب ينصهر ويبزغ نور الهلال لينصهر هو الآخر ويتحول الهلال والصليب إلى ضوء خالص من المحبة عندها يصمت الكون وتسرى فى الجسد موسيقى ربانية وتسبح جزئيات الجسد أو تسبح ،وعندما يتحقق الاستسلام لمشيئة الله تتداخل الأحاسيس والمشاعر النبيلة،وهنا تسمع العين وترى الأذن وتتحول قطرة المحبة إلى أرض تتلهف إليها تتحول إلى حبة تنمو إلى شجرة أصلها داخل الأرض وفرعها ينمو فى السماء فى اتجاه ضوء الحبيب المحبوب. أخى الحبيب إن أردت الحقيقة كن حقيقياً كن جميلاً ترى الوجود جميلاً.. واعلم أن من يدعى المعرفة يجهلها فإن من عرف نفسه عرف ربه فارتوى بالصمت.. ياأخى اعلم أن الوجه الذى نضيف إليه الكاف فيصير وجهك أو الياء فيصير وجهى نحن أقل من نعرفه.. انظر إلى المرآة ترى وجهك من الأمام ،بينما من هم حولك يرونك من مختلف الجهات، الآخرون يرونك ولا ترى نفسك ،ما أقل ما نعرف وما أكثر ما نخشى معرفته فنتجاهله فنجهله.. ياأخى يتحدث محمد والمسيح عن أن كنزك هو قوت يومك فلا تنظر إلى ماض يثير الحزن ولا قلق على مستقبل يثير الخوف بل إلى «الآن» لنصلح الآن ونترك الغد لرب الغد، لنترك متاع الدنيا فنتخفف فنتوازن على صراطٍ مستقيم، أخى أقدم لك قلبًا مليئًا بالإثم مؤمنًا بالمغفرة.. أخى أنا لا أعرفك ولكن معذرة أنا أحبك ولكن هل تستطيع أن تحب نفسك وأن تغفر لها.. كل ما تحتاجه هو نقطة نور. عبث فى عبث لم لم يحقق شباب مصر أول ثورة افتراضية فى التاريخ فقط بل حولوا حياتنا إلى حياة افتراضية كل شىء حولنا صار افتراضيا. افرض أن الرئيس السابق رجع أو ما رجعش.. افرض أن الجيش مشى أو ما مشيش وهكذا فإن الحياة الافتراضية قد نقلتنا من واقع (بمعنى الوقوع) إلى الدحرجة داخل حفرة أرانب لويس كارول «أليس فى بلاد العجائب» التى يقودنا الأرنب فيها إلى جُحره الشبيه بالمتاهة التى لا نستطيع أن نخرج منها حتى الآن.. وفى هذا العالم الافتراضى صارت الأرانب «الملايين» تتكاثر بسرعة الخيال، فالمسئول فلان السابق سرق أرانب كما يقولون، ثم نفاجأ فى الغد بمن يقول أنه سرق ألف أرنب، وبعدها بأسبوع صرحت جريدة البلاى بوى «رمزها الأرنب» أن هذا الفلان يمتلك مزرعة أرانب بأكملها. ولست أدرى لماذا ربطنا الملايين بالأرانب، ربما لسرعة تكاثرها الشديدة «للصفوة بالطبع» أو لخفة حركتها وقفزها من جيب إلى جيب ومن بنك إلى آخر فى رشاقة عجيبة، والأرنب يتميز أيضا بأذنين رهيفتين لأى تغير فى ظروف وأحوال البلد فيقفز هاربا إلى جزر الكيمان أو البهاما بسرعة الفاكس أو الإيميل، كما يستطيع أن يتحول من أرنب واقعى إلى أرنب افتراضى بإمضاء لمسئول ما، وإن كان عادل إمام اللى ما شفش حاجة قد نبهنا إلى حياة الأرانب الخجولة وسط غابة الأسود الشرهة فإن فاتن حمامة قد حذرتنا قبله من انفجار عدد الأرانب والأفواه التى تأكل مال النبى وتحلى بال... وهناك علاقة غريبة بين اللون الأخضر والأرانب.. سنجدها مثلا فى بنوك مصر تتحول من البنى الصحراوى إلى اللون الأخضر الأكثر وقارا، حيث يبلغ الأرنب الأخضر قرابة الستة «أرانب مصرية» وسنجد كذلك أن ملاعبنا قد غزتها الأرانب العابثة بثروة مصر لتصبغها باللون الأخضر، ليتحول فيها شحاتة من «أبو كف» يجمع الملاليم إلى شحاتة أبودراع الذى يقفز فوق الملايين، ورغم جودة الأرنب المصرى لكنه مازال أرنبا افتراضيا يستغيث بالبورصة لتحدد حجمه الحقيقى، لقد انتقلنا من مرحلة مجتمع واقع ومنيل بنيلة إلى مجتمع افتراضى يكسوه اللون الأخضر، تحولنا من مجتمع هدفه أن تطاطى لتعلو إلى مجتمع يطالب برفع الرأس. المهم هل هى رأس المواطن الفعلى أم الافتراضى أم رأس المال. أم رأس النظام