أيام قليلة تفصلنا عن بدء الدورة ال 24 من مهرجان الإسماعيلية السينمائى الدولى للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة، ذلك المهرجان الذى شكل على مدى ما يقرب من ربع قرن ذاكرة حية فى عقول ونفوس آلاف السينمائيين العرب، ورغم أن ميزانية المهرجان لا تتجاوز الملايين الأربعة، إلا أنه من المقرر أن تشهد الدورة 24 التى ستنعقد فى الفترة من 14 حتى 20 مارس برئاسة الناقد السينمائى «عصام زكريا» العديد من المفاجآت، من عروض سينمائية، وورش فنية، وندوات وحلقات بحثية، وفى السطور التالية نتحدث عن أبرز ملامح الدورة المرتقبة.. مشاركات متميزة برنامج المهرجان هذا العام حافل بأهم وأحدث الأفلام العربية والدولية التى تعرض للمرة الأولى فى مصر وبعضها يعرض للمرة الأولى فى المنطقة العربية، سواء فى المسابقات الرسمية (التسجيلية الطويلة والقصيرة، والروائية، والتحريك، ومسابقة الطلبة) أو أفلام أقسام البانوراما وخارج المسابقة للاحتفاء بأنواع فيلمية مميزة، لتصل إجمالى الدول المشاركة فى المهرجان هذا العام إلى 48 دولة، من بينهما العديد من المشاركات العربية المرتقبة، مثل الفيلم المصرى (حكاية شادية وأختها سحر) للمخرج «أحمد فوزى صالح» الحاصل على العديد من الجوائز الدولية والمحلية، حيث يحكى الفيلم عن سيدتين من منطقة شعبية، مطلقتين وتعولان ثلاث بنات، لكل منهما أحلام بسيطة تسعيان لتحقيقها، بالإضافة إلى الفيلم السودانى (أجساد بطولية) والذى يصور أوجه نضال السودانيات لاستعادة حقوقهن وحريتهن فى أجسادهن، بالإضافة إلى حقهن فى الوجود المجتمعى والقومى، وكلاهما يشارك فى مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة، أما فى مسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة فيشارك الفيلم الجزائرى (طحطوح) والذى تدور أحداثه فى تسعينيات القرن الماضى فى الوقت المعروف بالعشرية السوداء والذى غاب فيه الأمن عن إحدى القرى، مما دفع سكانها إلى هجرها، ومعهم الصغير «حسان» بحثًا عن منطقة أكثر أمنا، ومع هذا الرحيل أصبحت الذكريات من الأطلال، لكن «حسان» أبى فى كبره أن تضيع هذه الذكريات. أما فى مسابقة الأفلام الروائية، فهناك العديد من الأفلام العربية المرتقبة، مثل الفيلم المصرى السعودى (دموع التماسيح) والفيلم المغربى (السائقة) والفيلم السعودى (رقم هاتف قديم) وغيرها من الأفلام الأخرى، ولكن يظل لدولة ألمانيا نصيب الأسد من عروض المهرجان حيث تعد هى ضيفة شرف المهرجان وتشارك فى جميع أقسامه ب8 أفلام، منها 4 أفلام فى المسابقات الرسمية. الأفلام القصيرة جدا والهايبرد هناك برنامجان تم استحداثهما هذا العام فى المهرجان وهما برنامج الأفلام القصيرة جدًا وهو عبارة عن أفلام مدتها دقيقة ودقيقتين، وتشمل 17 فيلما منتقاة من أفلام مهرجان (ترى كور الفرنسى للأفلام القصيرة جدًا)، بالإضافة إلى برنامج أفلام «الهايبرد» أو الأفلام العابرة للنوع وهى التيمة الخاصة لهذه الدورة، والتى تكسر القوالب المتعارف عليها للأفلام، ويختلف حول تصنيفها ما بين روائى وتسجيلى، لكنها تحمل خلفها فلسفة ووجهة نظر تخدم مضمون الفيلم، لأن الشكل والمضمون لا ينفصلان، ولأن كسر القواعد يحتاج إلى قاعدة أيضا، ولأن - وبحسب تصريح رئيس المهرجان - غالبية من يستخدمون هذا النمط من الأفلام هذه الأيام يستخدمونه دون دراية، أقام المهرجان ورشة عمل للتحدث عن هذا النوع من الأفلام بالتعاون مع معهد جوته الألمانى بالقاهرة ومركز الجيزويت الثقافى بالإسكندرية تقدمها المخرجة الألمانية «آن زهرة بيراشد» وسيتضمن هذا البرنامج عرض 5 أفلام من بينها فيلم (وصية رجل حكيم فى شئون القرية والتعليم) للمخرج الكبير «داوود عبدالسيد» تكريمات وندوات وحلقات بحثية وإلى جانب الأفلام يشهد المهرجان هذا العام عددا من الفعاليات الموازية، منها ندوة بعنوان (المدينة والسينما) والتى يعرض خلالها فيلم (السر) للمخرج «درو هيريوت» كما تقام حلقة بحثية بالتعاون مع جمعية نقاد السينما المصريين، بعنوان (الصحافة الفنية) تتناول من خلال 6 أبحاث العلاقة بين الفنانين والصحافة الفنية منذ بدايات السينما وحتى منتصف القرن العشرين مقدمين من «د.ياقوت الديب»، والنقاد «ناهد صلاح، أمنية عادل، حسام الخولى، محمد دياب، وأشرف غريب» ويشرف على الأبحاث الناقدان الكبيران «كمال رمزى، ود.ناجى فوزى» وتناقش الأبحاث فى جلستين خلال فعاليات المهرجان. كما من المقرر أن يتم ترميم 4 أفلام وتكريم صناعها، كما سيتم تكريم مدير التصوير السينمائى «محمود عبدالسميع» وسيشمل التكريم إصدار كتاب عنه بعنوان (مقاتل بالكاميرا) تأليف الناقد الفنى «أسامة عبدالفتاح» وتكريم الناقد السينمائى والمؤرخ «محمود على» وسيصدر عنه كتاب بعنوان (غواص فى بحر السينما) إعداد الكاتب الصحفى «عرفة محمود»، بالإضافة إلى تكريم المخرج الأيرلندى «مارك كازينز» والذى سيعرض له فيلم (I Am Belfast ). وبخلاف كتب التكريمات سيصدر المهرجان كتابًا بعنوان (ملامح الفيلم الإثنوجرافى) إعداد «د.حسين عبداللطيف» و(موسوعة المخرجين العرب) إعداد الناقد الفنى «محمود قاسم». الإسماعيلية والوثائقية.. تعاون مرتقب هذا العام يأتى المهرجان فى وجود القناة الوثائقية الجديدة التى انطلقت قبل أسابيع قليلة بعدد من الإنتاجات الضخمة دعمها وجود ركيزة أساسية من الأفلام تم إنتاجها خلال السنوات الأربع الماضية، قبل أن تتحول وحدة الأفلام الوثائقية إلى قناة، بالإضافة إلى حصول القناة على حقوق عرض العديد من الأفلام التى نالت جوائز عالمية، لكن وجود كل هذا لا يغنى عن تعاون القناة مع المهرجان الدولى الوحيد داخل مصر الذى يعنى بالأفلام التسجيلية، وعليه، فقد صرح رئيس المهرجان خلال المؤتمر الصحفى الذى عقد الأسبوع الماضى أن هناك تواصلا بين المهرجان وإدارة القناة وأنه سيكون هناك تعاون خلال الفترة القادمة. 2 3
