مدرسة الكاريكاتير: أبو الكاريكاتير المصرى «رخا»

محمد عبدالمنعم رخا الشهير برخا (1910-1989) هو أول رسام كاريكاتير مصرى فى تاريخ الصحافة المصرية، اسمه يتصدر أحد أهم المَراجع الدولية فى فن الكاريكاتير وهو بعنوان «سادة الكاريكاتير»، وتخرَّج فى مدرسته الفنية أهم وأشهَر الأسماء من مختلف الأجيال مثل عبدالسميع وزهدى وطوغان الذين ساهموا فى تمصير فن الكاريكاتير وانتشاره، ثم ظهور الجيل الذهبى فى «روزاليوسف» مثل صلاح جاهين وحجازى وإيهاب شاكر وجورج البهجورى ومحى اللباد وبهجت عثمان وصلاح الليثى وناجى كامل ورجائى ونيس وفى الأخبار مصطفى حسين.
ظهر رخا بعد ثلاثة من الرواد الأجانب فى فن الكاريكاتير؛ سانتيس الإسبانى وكان يرسم فى مجلة الكشكول، ورفقى التركى وكان يرسم فى دار الهلال، وصاروخان الأرمنى وكان يرسم فى روزاليوسف قبل انتقاله للأخبار، وتأثر بهم الفنان الكبير فى بداياته من ناحية الأسلوب الفنى والخطوط حتى أصبح له شخصيته الفنية المستقلة وأسلوبه الذى لا تخطئه العين بشكل وروح مصريه خالصة وتعبيرات قوية وخطوط رشيقة وواثقة تعرف طريقها لقلب القارئ المصرى.
دخل رخا السجن سنة 1933 لمدة 4 سنين بتهمة العيب فى الذات المَلكية من خلال قضية ملفقة؛ حيث قام أحد عمال الطباعة بكتابة عبارة «يسقط الملك» على إحدى رسومه فى مجلة المشهور وعقب خروجه من السجن التحق ب«روزاليوسف» وكتب فى المجلة تجربته فى السجن..
من أشهَر شخصياته الكاريكاتيرية «ابن البلد وبنت البلد ورفيعة هانم والسبع أفندى وغنى حرب وسكران باشا طينة»، وهى شخصيات كاريكاتيرية ذات طابع مصرى صميم ظهرت لتعبر عن نبض الشارع المصرى وتنتقد الأوضاع السياسية والاجتماعية فى ذلك الوقت.
رسم الفنان الكبير رخا فى العديد من الصحف والمجلات مثل مجلة الستار ومجلة الناقد ومجلة أبو الهول ومجلة المسرح والبلاغ الأسبوعى والجيل وروزاليوسف وآخر ساعة وأخبار اليوم التى شارك فى تأسيسها عام 1944 وغيرها من الصحف والمجلات حتى أصبح أشهَر فنان كاريكاتير فى مصر، وبفضل رخا أصبح الكاريكاتير من الأركان الأساسية فى الصحافة المصرية.
فى عام 1981 نال الفنان الكبير وسام الجمهورية، وفى عام 1984 ترأس الجمعية المصرية للكاريكاتير التى أنشأها فنان الكاريكاتير الكبير زهدى العدوى.
أخلص رخا لفن الكاريكاتير وظل يرسم طوال مسيرته الفنية والصحفية وعلى مدى ستين عامًا كانت رسومه هى الأكثر تعبيرًا عن نبض الشارع والأكثر تأثيرًا من كثير من المقالات والأعمدة الصحفية.
2
3