جوائز مستحدثة ومشاركة مصرية متميزة: الجونة 5 دورة النضوج واستمرار التحديات

وصول أى مهرجان إلى دورته الخامسة يعنى أنه تجاوز كونه مهرجانًا ناشئًا، وبدأ يخطو خطواته الجادة نحو الاستقرار والاستمرارية حتى وإن وُلد قويًا كما وُلد (مهرجان الجونة).
وطوال الدورات الأربع الماضية أدرك القائمون على مهرجان الجونة السينمائى حجم التحديات المتزايدة أمامهم عامًا بعد عام، وحدّدوا بدقة موقع المهرجان ومكانته على خريطة المهرجانات السينمائية العالمية؛ ليقف جنبًا إلى جنب مع مهرجانات كبيرة يصل عمرها إلى ربع قرن ورغم أن الحريق الذى شب فى قاعة المؤتمرات الرئيسية قبيل حفل الافتتاح بساعات قليلة كان كفيلًا بأن يربك المشهد ويعصف بكافة التجيهزات التى سبقت تلك اللحظات بشهور، إلا أن صناع المهرجان قرروا أن يتجاوزوا الحدث سريعًا وكان القرار الذى عمل الجميع من أجل تحقيقه بأن يعود كل شىء كما كان قبل الحريق فى خلال 24 ساعة ويبدأ المهرجان فعالياته كما كان مقررًا له من قبل، ورُغم أنه لم يمر سوى يومين على بدء فعاليات دورة هذا العام من المهرجان؛ فإننا نقدم فى السطور التالية أبرز ملامح الدورة الخامسة، أو دورة (النضوج) فى محاولة لمعرفة الجديد الذى سيقدمه المهرجان ليجعل من دورته هذا العام دورة مختلفة عن سابقيها فى السنوات الأربع الماضية.
التكريمات.. محور الجدل الدائم
لطالما أحدثت التكريمات فى مهرجان الجونة جدلاً كبيرًا منذ نشأته، وحتى قبل أيام من بداية دورته هذا العام، ولا شك أن الجمهور قد تابع على مدار الأيام الماضية الغضب العارم الذى بدا واضحًا فى بيان الفنانة «يسرا» الذى أطلقته على صفحتها الشخصية، منتقدة فيه التصريح العفوى الذى صدر عن مدير المهرجان «انتشال التميمى» حينما ذكر اسمها كفنانة تستحق التكريم، لكن وجود اسمها ضمن اللجنة الاستشارية للمهرجان يمنع ذلك، وتلك الواقعة ليست الوحيدة التى أثيرت بشأن تكريمات المهرجان، فطالما تساءل الجمهور عن المعايير التى يتم على أساسها اختيار الأسماء المكرمة، وفى العام الماضى أحدث اختيار الممثل الفرنسى «چيرارد دى بارديو» ضمن قائمة الأسماء المكرمة أزمة كبيرة بسبب مواقفه الداعمة لإسرائيل، وعلى النقيض هذا العام، تم اختيار الفنان والمخرج الفلسطينى المناضل «محمد بكرى» لينال نفس الجائزة، ومن يتابع وضع الفن عربيًا فى الفترة الماضية سيلحظ حملة تضامن دشنها الفنانون العرب مع «بكرى»؛ لا سيما بعد الحُكم الذى أصدرته المحكمة الإسرائيلية واستأنفه «بكرى» بمنع عرض فيلمه (جنين.. جنين) الذى وثّق منذ سنوات طويلة مجازر إسرائيل فى القطاع، وتغريمه مبلغًا ماليًا كبيرًا، ورُغم استحقاق التكريم؛ فإنه وَلّدَ لدَىّ شعورًا بأنه جاء كرد فعل على تكريم العام الماضى، فى محاولة نفى تهمة التطبيع عن المهرجان، وهو ما نفاه «انتشال التميمى» فى تصريحات خاصة بالمجلة؛ حيث قال إن التكريمات تعتمد بالأساس على معايير فنية، وليست سياسية، كما أن المهرجان لا يعمل بنظام ردود الفعل، وبالتالى لا علاقة لتكريم «بكرى» بتكريم «دى بارديو» الذى تم العام الماضى.
جدير بالذكر أن المهرجان يكرم هذا العام أيضًا الفنان المصرى «أحمد السقا».
المشاركة المصرية.. ونصيب الأسد
ارتفاع نسبة الأفلام المشاركة من دولة ما فى أى مهرجان يُعبر بشكل أو بآخر عن قوة وجودة إنتاج السينما فى هذه الدولة، وأذكر جيدًا أن الدورة الثالثة من مهرجان الجونة قد خلت من وجود أفلام مصرية ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، ومسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، بالإضافة إلى وجود فيلمين فقط ضمن مسابقة الأفلام القصيرة، وبرّر حينها القائمون على المهرجان ذلك بأن السياسة المتبعة فيه لا تبنى اختيارات الأفلام بناءً على التوزيع الجغرافى، وأن الجودة هى سيدة الموقف، وعدم وجود أفلام مصرية فى تلك الدورة يعنى عدم تقدم أفلام جيدة تستحق المنافسة، لكن فى الدورة الخامسة بلغ عدد مشاركات السينما المصرية 7 أفلام، وهى النسبة الأعلى بالمقارنة بالدورات السابقة.. الجميل أن بعض تلك الأفلام قد شارك فى مسابقات مهمة، وبعضها حصل على جوائز من مهرجانات عالمية، وفى مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، يشارك فيلمان هما: (أميرة) للمخرج «محمد دياب» الذى شارك هذا العام فى مسابقة (آفاق السينما) وهى المسابقة الثانية من حيث القوة فى مهرجان فينيسيا السينمائى، والفيلم الآخر هو فيلم (ريش) للمخرج «عمر الزهيرى» وهو الفيلم الحاصل على جائزة أسبوع النقاد، وجائزة الفيبريسى من مهرجان (كان) هذا العام. أمّا فى مسابقة الأفلام الوثائقية فيشارك فيلمان من مصر أيضًا، وهما (كباتن الزعترى) للمخرج «على العربى» وهو المشروع الحائز على 3 جوائز ضمن منصة الجونة السينمائية لعام 2019، والفيلم الثانى هو (العودة) للمخرجة «سارة الشاذلى».
وفى مسابقة الأفلام القصيرة يُعرض أيضًا فيلمان هما (خديجة) للمخرج «مراد مصطفى» و(القاهرة برلين) للمخرج «أحمد عبد السلام»، كما يُعرض فى القسم الرسمى خارج المسابقة فيلم (قمر 14) للمخرج «هادى الباجورى» الذى يشارك فى بطولته «خالد النبوى، وغادة عادل، وأحمد الفيشاوى، وياسمين رئيس».
النجمة الخضراء.. وجائزة جديدة
تَقرّر هذا العام زيادة قيمة الجوائز المقدمة إلى 224 ألف دولار أمريكى، إضافة إلى الجوائز العينية وهى جائزة نجمة الجونة، والشهادات، ويضيف المهرجان فى دورته الجديدة جائزة جديدة تحمل عنوان (نجمة الجونة الخضراء) المخصصة للأفلام المعنية بقضايا البيئة، ينافس عليها 5 أفلام، مرتبطة بقضايا البيئة. فكرة هذه الجائزة انطلقت من إحدى ندوات العام الماضى ووجدت طريقها للتنفيذ سريعًا، كما يستضيف المهرجان هذا العام لأول مرّة برنامج (حكايات طائر الشمس) الذى سيدعم مجموعة من الأفلام القصيرة المعنية بالأطفال والشباب فى ورشة عمل ستقدم جوائز فى السنوات المقبلة، أمّا مسابقة (خالد بشارة) الرئيس التنفيذى لشركة أوراسكوم التى تم استحداثها بعد رحيله فى حادث أليم العام الماضى؛ فقد تم تطويرها هذا العام؛ لتكون مختصة بدعم مشاريع الأفلام القصيرة، أمّا الجائزة التى يمنحها الاتحاد الدولى للنقاد (الفيبريسى) فقد تم تحويل توجهها لتقدم للأعمال الأولى فى قارتى آسيا وإفريقيا؛ حيث كانت تقدم فى السنوات الماضية لأفضل فيلم عربى.
-بوستر-مهرجان-الجونة
العودة
انتشال
فيلم-ريش-392x625
كباتن_الزعتري_فيلم_وثائقي