كانت صحة المرأة تمثل تحديًا أمام الحكومة المصرية؛ خصوصًا مع انتشار جائحة «كورونا» التى أثرت على العالم، وتعاظمت تأثيراتها على جميع نواحى الحياة، وكانت المرأة أكثرَ فئات المجتمع تأثرًا، رُغم كل التحديات؛ فإن مؤسَّسَات الدولة، وعلى رأسها المجلس القومى للمرأة، اهتمت بصحة ووضع المرأة المصرية خلال انتشار الوباء، كجزء من رعايتها الصحية الشاملة، التى شهدت قفزة ملحوظة خلال السنوات السابقة. أزمة «كورونا» قالت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية الدكتورة «هالة السعيد» إن: «مصر تفخر بأن المرأة تمثل نحو 43 % من الأطباء البشريين، و92 % من طاقم التمريض، الذين يعملون فى وزارة الصحة والمستشفيات الجامعية»، مضيفة إن المرأة جاءت ضمن شهداء الوطن فى هذه المواجهة الصعبة مع هذا الوباء، فمثلت نحو 30 % من شهداء الأطقم الطبية أثناء الجائحة، مما يؤكد أنها على استعداد دائم للعطاء والتضحية فى سبيل رفعة هذا الوطن. وفيما يخص الإجراءات والتدابير المصرية للتعامل مع جائحة «كورونا»؛ خصوصًا بالنسبة للمرأة، أوضحت «السعيد» أن أبرز تلك الإجراءات تتمثل فى تخفيض عدد العاملين والعاملات فى المصالح الحكومية كإجراء احترازى، ومنح الموظفة الحامل، أو التى ترعى طفلًا، أو أكثر يقل عمره عن 12 عامًا إجازة استثنائية مدفوعة الأجر. ومن جانبها؛ قامت وزارة البيئة بتوفير أجهزة التنفس، والتعاقد مع المستشفيات الجامعية؛ لتقديم خدمات الكشف والعلاج فى حالة الإصابة، أو الاشتباه فى الإصابة، كما قامت أيضًا باتخاذ جميع الإجراءات للتخلص الآمن من النفايات الطبية لحماية المرأة والعاملات بالقطاع الطبى. فيما أعد المجلس القومى للمرأة ورقة سياسات حول الاستجابة لاحتياجات المرأة والفتاة خلال جائحة «كورونا»، وأطلق آلية لرصد ومتابعة تنفيذ تلك السياسات، التى رصدت بدورها أكثر من 165 قرارًا، وإجراءً وقائيّا داعمًا للمرأة المصرية حتى الآن. وأكدت رئيسة المجلس الدكتورة «مايا مرسى»، أن «مصر» هى الدولة الأولى على مستوى العالم التى تصدر ورقة سياسات بشأن وضع المرأة خلال جائحة «كورونا». كما جاءت فى المركز الأول فى التقرير الصادر عن هيئة الأممالمتحدة للمرأة وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائى، حول الإجراءات التى اتخذتها الدول حول العالم لمساندة المرأة خلال فترة الجائحة. مشيرة إلى تبنّى الجمعية العامّة للأمم المتحدة- للمرّة الأولى فى تاريخها- قرارًا مصريّا لحقوق المرأة؛ لتعزيز الاستجابة الوطنية والدولية السريعة لتأثير الجائحة على النساء والفتيات. أى قادت «مصر» تحركًا دوليّا لحماية حقوق المرأة فى ظل الجائحة، كجزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان. مبادرات من أجل صحة المرأة قبل ظهور تحدّى «كورونا» بفترة طويلة، وبعد ظهوره أيضًا، حرصت الدولة المصرية على صحة المرأة من خلال عدة مبادرات، منها: مبادرة «صحة المرأة المصرية»، التى أطلقت فى يوليو 2019؛ لمتابعة حالات سرطان الثدى، والأورام على مستوى محافظات الجمهورية للنساء فوق 18 سنة، ووصل إجمالى عدد المترددات على المبادرة 10 ملايين سيدة، وبلغ إجمالى عدد السيدات اللاتى تلقين خدمة الفحص عن الأمراض غير السارية 2.9 مليون سيدة فوق سن 35 سنة؛ وفقًا لتقرير صادر عن موقع «مرصد المرأة المصرية». كما أطلق المجلس القومى للمرأة، بالتعاون مع هيئة الأممالمتحدة للمرأة، فى مايو الماضى مبادرة «صحتنا النفسية أولوية»، فى إطار ما تواجهه «مصر» من انتشار فيروس «كورونا»، التى تضمنت مجموعة من الفيديوهات التوعوية، قدمها عدد من الإخصائيين النفسيين، والمؤسَّسَات التى تقدم الدعم النفسى؛ لدعم الصحة النفسية للمرأة المصرية، فى ظل انتشار الوباء، وما سببه من حظر التجوال وقتها، والالتزام بالبقاء فى المنازل لفترات. بالإضافة إلى مبادرة «الأم والجنين»، التى أطلقت فى يناير الماضى؛ بهدف كشف وعلاج الأمراض الوراثية لدَى الأم، ومنع انتقالها إلى الجنين، من أجل أن يخرج جيل صحى وسوىّ. حملات صحية متنوعة تعاونت مؤسَّسَات الدولة للاهتمام بصحة المرأة المصرية بأشكال مختلفة، فعلى سبيل المثال، قامت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بتوفير 300 وحدة للتشخيص عن بُعد، كأسلوب أمثل لعلاج الحالات الصحية فى المناطق النائية والمهمشة، بدلًا من التكاليف الباهظة، التى يتحملها المواطن فى السفر والانتقال، مما يسهم فى التغطية الصحية الشاملة، بالتنسيق مع وزارة الصحة، والتربية والتعليم، وبلغت نسبة استفادة السيدات 60 %. ومن جانبها، قامت وزارة الثقافة، بالعمل مع وزارة التضامن، وصندوق مكافحة الإدمان، ومنتديات خاصة بالفتيات، بتوعية النساء بخطورة الإدمان، ومشاكله على الأسرة، وكيفية التصرف فى هذه الحالات، كما أدارت وزارة الثقافة أيضًا 62 ندوة توعوية بالتعاون مع القوافل الطبية بوزارة الصحة للمرأة المُسنّة، وعقد لقاءات توعية خاصة بالثقافة الصحية الحياتية لهن بالقرى والمناطق الحدودية، وغيرها من المناطق الأكثر احتياجًا. أمّا وزارة التنمية المحلية؛ فقامت بتخصيص 4078 وحدة للمرأة ذات الإعاقة، أو المرأة ذات طفل معاق، وتدريب 537 امرأة ذات إعاقة فى مجال تكنولوچيا المعلومات خلال العام «2019- 2020»، كما يقوم جهاز تنمية المشروعات بتوفير الخدمات التدريبية والتأهيلية للمرأة ذات الإعاقة، حتى يمكن إدماجها ضمن المجتمع. تكريم وتقدير لجيش مصر الأبيض من السيدات كصورة من صور التعبير عن التقدير والتشجيع للعاملات بالمجال الطبى، دعت الدكتورة «مايا مرسى» فى (يوم المرأة) فى 16 مارس الجارى، أن يكون أيضًا يومًا للاحتفال بجميع العاملات فى القطاع الصحى، والاحتفاء بهن وجهودهن؛ لأنهن خط الدفاع الأول الذى يتصدّى لهذه الجائحة. كما قامت نقابة التمريض، وعدد من مديريات الصحة، والمستشفيات المتنوعة على مستوى الجمهورية، بتكريم الممرضات على دورهن فى مواجهة عدو إرهابى غير مرئى، فعلى سبيل المثال: كرّمت مديرية الصحة فى محافظة «بنى سويف»، بالاشتراك مع فرع المجلس القومى للمرأة فى المحافظة، الممرضات اللاتى عملن بمستشفيات العَزل، والمدينة الجامعية. كما كرّم الدكتور وكيل وزارة الصحة بدمياط، ومدير مستشفى دمياط التخصصى 50 ممرضة، و10 من الإداريين فى المستشفى فى ديسمبر الماضى؛ وذلك لجهودهم المبذولة فى مواجهة جائحة (COVID-19).. وغيرهم الكثير. ولم يتوقف التكريم عند مواجهة فيروس «كورونا» فحسب؛ بل لمجهودات الممرضات بشكل عام، فمثلًا: قامت نقابة التمريض بالقليوبية فى نوفمبر 2019، بتكريم 400 ممرضة من إدارات ومستشفيات الصحة، وتكريم من النقابة؛ تقديرًا لجهودهن لخدمة وراحة المرضى، ومساهماتهن فى نجاح المبادرات الرئاسية (100مليون صحة). 2 3