الانتهازية كلمة فى اللغة العربية تشتق فى معناها اللغوى من النهز، وهو الاغتنام، الانتهاز لا يحمل المعنى السيئ دائمًا، ففى اللغة الانتهاز يعنى المبادرة.. أما فى الحياة العملية دائمًا الشخص الموصوف بالانتهازى يراه البشر إنسانًا خبيثًا فى ذكائه، يتمتع بمرونة عجيبة، لاعبًا ماهرًا، يجيد لعب كل الأدوار، يكرس نفسه ومواهبه ومعارفه لمنافعه الشخصية.. وهذا هو ما حدث عندما قرر شخص مسئول بالاتحاد المصرى لكرة القدم إقناع باقى الأعضاء الأربعة بإلغاء الهبوط بالقسمين الثانى والثالث من الدورى المصرى. تصريح عجيب ومتناقض خرج من الاتحاد المصرى لكرة القدم عندما وجه له السؤال لماذا لم يتم إلغاء الهبوط فى الدورى الممتاز؟ فكانت الإجابة الدورى الممتاز هدفه إفادة منتخب مصر وباقى المنتخبات فى المقام الأول، ومن الصعب إلغاء الهبوط وتطبيق دورى المجموعتين لأنه يضر بالكرة المصرية.. فهل إلغاء الهبوط بالدورى الممتاز سيضر بالكرة المصرية وإلغاؤه فى الدرجة الثانية والثالثة لن يضر بالكرة المصرية خاصة أن الاتحاد قرر الإطاحة بمبدأ تكافؤ الفرص أم هناك سبب آخر لإلغاء الهبوط. روزاليوسف تواصلت مع عدد من مسئولى أندية الدرجة الثانية الذين رفضوا ذكر أسمائهم خوفًا من بطش اتحاد الكرة لمعرفة تبعات قرار إلغاء الهبوط فكانت المفاجأة أن بعض الأندية كانت تعلم بالقرار منذ بداية أكتوبر الحالى عندما أرسلوا خطابات لاتحاد الكرة لمعرفة شكل ونظام المسابقة الفترة المقبلة فلم يجدوا ردًا على خطاباتهم فعلموا أن هناك قرارًا يتم تجهيزه فى هذا الشأن.. ومع قرار إلغاء الهبوط بدأت بعض التلميحات بأن اتحاد الكرة يقف بجوار الأندية لرفع الضرر الذى تعرضت له منذ جائحة كورونا لينكشف المستور والهدف من وراء هذا القرار الذى يعد أرضية للترشح لانتخابات اتحاد الكرة.
بالبحث وراء التفاصيل علمت روزاليوسف أن أحد أعضاء اللجنة الخماسية كان صاحب مقترح إلغاء الهبوط ورغم رفض باقى الأعضاء إلا أنه حارب على حلمه وأقنعهم بفائدة إلغاء الهبوط بشكل علمى يليق مع مكانته العلمية هو نفس الشخص الذى انبهر عندما وطأت قدماه اتحاد الكرة وبدأ يستغل البوفيه «المفتوح» الخاص بالجبلاية حفاظًا على راتبه الذى اعتبره تعويضًا عن «شقى» السنين.. فلم يمر عام على توليه المهمة حتى بدأ التفكير فى انتهاز منصبه للتجهيز لخوض الانتخابات رغم عدم أحقيته فى خوضها المرة المقبلة ولكنه يفكر فى المرة التالية خاصة أن الانتخابات المقبلة ستكون لمدة عام.
فى إحدى الجلسات المغلقة مع أعضاء اللجنة الخماسية اقترح مخاطبة الاتحاد الدولى للحصول على استثناء بإلغاء بند منعهم من الترشح فى انتخابات الاتحاد المصرى لكرة القدم المقبلة لرغبته فى الحصول على الفرصة خاصة أنه يمهد الطريق محاولًا إقناعهم لكن طلبه قوبل بالرفض من محمد فضل الذى تربطه به علاقة غير جيدة لمحاولة الأول تقليص صلاحيات فضل النجم الأول داخل اللجنة.. فبرغم رغبة البعض منهم فى خوض الانتخابات لكن رفضهم جاء احترامًا للوائح وعدم إثارة الشارع الرياضى ضدهم خلال هذه الفترة العصيبة مع اعتزام بعضهم الترشح الدورة التالية مع استغلال أندية الدرجة الثانية من الآن لكسب شعبية فى الصعيد والوجه البحرى.
استغلال اللجنة الخماسية الموقف لكسب شعبيتها والاستعداد للانتخابات التالية للسنة المقبلة بدر إلى أذهانهم عقب الخلافات الدائرة فى الغرف المغلقة بينهم وبين أعضاء المجلس السابق الذى رشح بعضهم للعمل باللجنة، ولكن فتنة المنصب جعلت السحر ينقلب على الساحر ويسعى بعضهم لانتهاز الفرصة لصالحه بأى شكل من الأشكال.
الفترة الماضية شهدت الساحة الرياضية خلافًا معلنًا بين محمد فضل عضو اللجنة الخماسية وأحمد مجاهد عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة السابق وخرج كل منهما ينتقد الآخر رغم اعتراف محمد فضل فى وقت سابق بالدور والدعم الذى قدمه له مجاهد، لتجعل هذه الأزمة اللجنة الخماسية تفكر فى مستقبلها عقب انتهاء مدتها وكيف ستعود إلى اتحاد الكرة مرة أخرى.
فى المقابل المهندس هانى أبوريدة رئيس اتحاد الكرة السابق كان يعلم ما يدور فى أذهان اللجنة الخماسية ونيتها فى الإطاحة بأى شخص يفكر فى الترشح للانتخابات وهذا ما بدى منذ أشهر قليلة وتحديدًا فى يونيو الماضى عندما قام أبو ريدة بزيارة خاطفة لبعض أندية مطروح خلال استعداداته المبكرة للانتخابات هاجم خلالها سياسة اللجنة المؤقتة فى التعامل مع الأندية، سواء فى القسم الأول أو الثانى معلنًا تراجعه عن الاستعانة بأحدهم فى حال نجاحه فى الانتخابات المقبلة رغم أنه من دعمهم أمام الاتحاد الدولى لكرة القدم لتولى المهمة خلال تلك الفترة. ما يدور من كواليس داخل الاتحاد المصرى لكرة القدم لا ينذر سوى باستمرار أزمات الكرة المصرية لتغليب البعض مصلحتهم الشخصية على المصلحة العامة مما يجبرنا أن ننادى بسرعة تشكيل رابطة الأندية والتى سيكون دورها فى الأعوام القادمة أهم من دور اتحاد الكرة لإنقاذ ما تبقى من الكرة المصرية.