عام دراسى جديد فصوله استقبلت الطلاب فى جميع المراحل التعليمية فى ظل توجس وإجراءات احترازية لمجابهة الموجة الثانية من فيروس كورونا، والتى دفعت وزارة التربية والتعليم لتقليص عدد أيام الحضور ليتراوح ما بين يومين إلى 4 أيام فى الأسبوع، وفقًا للمرحلة الدراسية ونظام عمل المدرسة –فترة أو فترتين. الطلاب البالغ عددهم أكثر من 23 مليون طالب وطالبة يدرسون فى أكثر من 55 ألف مدرسة موزعة فى ربوع مصر، لمدة 93 يومًا «مدة أيام الدراسة الفعلية» -بحسب وزارة التربية والتعليم، كان حضورهم مكثفًا فى المرحلتين الابتدائية والإعدادية، فيما قلت نسبة الحضور فى المرحلة الثانوية خاصة «الصفين الثانى والثالث الثانوى» وكانت أبرز المشاهد فى الأسبوع الأول هو التواجد المكثف لأولياء الأمور أمام المدرسة! بوابات للتعقيم ومستلزمات طبية للتطهير، أجهزة قياس للحرارة وكمامات للطلاب، زائرة صحية فى كل مدرسة وطبيب يمر دوريًا على المدارس مع الالتزام بالتباعد وتقليل الكثافات فى الفصول.. هكذا استعدت وزارة التعليم لاستقبال أبنائها. - محافظة القاهرة أقرت عدد 17 طالبًا فى الفصل الواحد كحد أقصى للكثافة الطلابية فى المدارس الواقعة فى نطاقها – ضحايا العام الدراسى الجديد فى أول أسبوع له حتى الآن مديرتا مدرسة تابعتان لمحافظتى المنوفية والدقهلية تم عزلهما من قبل المحافظين بسبب الإهمال. يد تراقب الإجراءات وتحمى الطلاب ويد تطور التعليم وتنتقل به للعصر الرقمى، يومًا بعد يوم تستكمل وزارة التربية والتعليم بقيادة دكتور طارق شوقى خطة الدولة لتطوير التعليم «مصر 2030». مع بدء الدراسة أطلقت الوزارة القناة التعليمية الأولى التابعة لها عبر قمر «نايل سات»، بهدف تعويض الطلاب -علميًا- عن الحصص المدرسية التى تم تقليصها بسبب كوفيد19- ضمن خطة الوزارة لإطلاق 3 قنوات تعليمية جديدة فى منتصف نوفمبر القادم، إحداها للصف من الأول وحتى الثالث الابتدائى والأخرى للمرحلة الثانوية والثالثة للتعليم الفنى.. القناة الجديدة التى اتخذت من رمز الطالب والطالبة، وشعار المستقبل يبدأ الآن، وحملت اسم «مدرستنا» الدال على هدفها هى بمثابة مدرسة رقمية للتعليم عن بعد -مساعدة وليست بديلة. القناة طورت الاستوديو ووفرت الإمكانيات الرقمية المتطورة داخله لمعاونة المعلم فى شرح المنهج للطلاب بأسلوب عصرى، حيث ضم استديو القناة سبورة ذكية يستخدمها المعلم للشرح، وهو ما يضفى على المشهد أجواء المدرسة الواقعية. «مدرستنا» التى تغطى حصص المواد المضافة للمجموع للصفوف من الرابع الابتدائى وحتى الشهادة الإعدادية، تبدأ بثها للحصص الإلكترونية من الساعة الثامنة صباحًا وتنتهى فى الواحدة ظهرًا، حيث تبلغ مدة الحصة الواحدة منها نصف ساعة، لتبدأ الفترة المخصصة للإعادة من 1:30 ظهرًا وحتى المساء. فى الفواصل تذاع مقاطع مرئية للترويج للقناة، و«فيديو جرافيك» لزيادة الوعى يحث الطلاب على التباعد ضمن الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا. الوزارة أعلنت عن نشر الجدول الخاص بكل شهر أولاً بأول على منصة التعليم المصرى الجديدة، وألزمت المدارس بوضع جدول الحصص الرقمية فى كل مدرسة. اللافت للنظر أن معظم المدرسين مقدمى الحصص المدرسية عبر قناة مدرستنا من الشباب. د. رضا حجازى نائب وزير التربية والتعليم قال لمجلة «روزاليوسف»: إن التعليم من خلال المنصات المختلفة التى وفرتها الوزارة، وعلى رأسها قناة مدرستنا يعتبر خطوة مهمة فى الوصول بالطلاب إلى التعليم عن بعد، والذى يعتمد فيه الطالب على نفسه فى تحصيل دروسه. وعن المعلمين العاملين فى القناة الجديدة لتقديم المواد الدراسية قال «حجازى»: «إن معلمى «مدرستنا» عددهم 36 معلمًا، من بينهم 7 معلمات، تم انتقاؤهم من 20 مدرسة على مستوى الجمهورية، ممثلين ل10 محافظات هى: «القاهرة – الجيزة – القليوبية – المنوفية – الفيوم – الإسماعيلية - الإسكندرية – السويس - المنيا – الغربية»، مشيرًا إلى أن اختيارهم تم وفقًا لمعايير محددة أهمها الحصول على بكالوريوس التربية دون التقيد بعمر بشرط اجتياز اختبارات التعليم عن بعد التى نظمتها الوزارة، ومن ثم خضع المختارون لتدريب إعلامى بواسطة أساتذة فى كليات الإعلام، بالإضافة لتدريب منهجى على يد كبار المعلمين فى المواد التعليمية المختلفة، وتدريب آخر فى كيفية التعامل مع التكنولوجيا الحديثة. نائب وزير التعليم أكد أن المعلمين المختارين انتهوا بالفعل من تسجيل عدد كبير من المواد العلمية لجميع الصفوف الدراسية للفصل الدراسى الأول، مشيرًا إلى أنه سيتم استغلال إجازة منتصف العام فى تسجيل حلقات الفصل الدراسى الثانى داخل استوديو القنوات التعليمية المتخصصة «نايل سات» الذى تم تطويره.. فيما يسابق معلمو الثانوية العامة المختارون للقناة الجديدة التى سيتم بثها فى منتصف نوفمبر الزمن لتسجيل الحصص المدرسية تمهيدًا لإطلاقها. وزارة التربية والتعليم لم تتوقف عند إجراءات التحول للتعليم عن بعد عبر القنوات التليفزيونية، إذ إنها قامت فى وقت سابق وعلى عدة مراحل بإطلاق منصاتها الرقمية للغرض نفسه.. مؤخرًا أطلقت الوزارة قنوات صوتية لرياض الأطفال، ولجميع مراحل التعليم الأساسى من الابتدائية وحتى الثانوية العامة عبر بنك المعرفة وتطبيق «تليجرام». وقبل أيام أطلقت الوزارة منصة وتطبيق اسأل معلم أو «أوبر تاكسى»، كما يشبهها دكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم، والتى تستهدف الشهادتين الإعدادية والثانوية فقط، وتسمح للطلاب بتوجيه أسئلتهم للمعلمين وتلقى الإجابات عليها فيما يشبه «الشات»، وحظيت بمشاركة 1000 طالب حتى الآن. المكتبة الإلكترونية الرقمية هى أحد المشاريع التى تعتزم الوزارة إطلاقها ، وتوفر المحتوى التفاعلى لجميع المراحل التعليمية فى صورة ممتعة مقابل اشتراك - رمزى - سيعلن عنه قريبًا. الجدير بالذكر أن مشروع الوزارة «بنك المعرفة» الذى أطلق فى عام 2016 تخطى مستخدموه مليونًا ونصف المليون مستخدم، وساهم فى تدريب 523 ألف معلم، وتم تحميل أكثر من 300 مليون مصدر من داخله من قبل الطلاب والمعلمين. فيما جذبت منصة «إدمودو» المتخصصة فى تسهيل التواصل بين الطلاب والمعلمين من خلال الفصول الافتراضية أكثر من 10 ملايين طالب ومعلم قاموا بالتسجيل فيها، واستخدمتها الوزارة فى التقييم والاختبار الإلكترونى للطلاب إبان تفشى جائحة كورونا فى الفصل الثانى من العام الدراسى الماضى، بالإضافة إلى منصة الامتحانات الإلكترونية التى تستوعب امتحان مليون و800 ألف طالب. ومنصة «ذاكر» الرقمية التى تضم المحتوى العلمى لجميع المراحل التعليمية باستخدام الوسائط المتعددة. أسلحة وزارة التربية والتعليم لا تنتهى فى تطوير التعليم عن بعد والتحول الرقمى، فضلاً عن مواجهة جائحة كورونا باستمرار الحياة.
