فى الأسبوع الماضى أعلن مهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط خبر تكريم النجم الكبير «عزت العلايلى» فى الدورة ال 36، التى ستقام فى الفترة من 7 إلى 12 نوفمبر المقبل، استقبل الوسط الفنى، والثقافى الخبر بسعادة كبيرة، ولا سيما أن النجم قد تم الإعلان عن تكريمه مسبقا من قبل مهرجان شرم الشيخ السينمائى فى دورته الرابعة، التى لم تتم فى موعدها مثلها مثل بقية الأحداث الثقافية الآخرى، حيث جاءت جائحة كورونا، لتعيق قيام الدورة فى موعدها المقرر لها فى يونيو الماضى، لكن بيان من الكاتب الصحفى «جمال زايدة» رئيس مهرجان شرم الشيخ قلب الأمور رأسا على عقب، ولا سيما أنه اتهم فيه الإسكندرية السينمائى بالاعتداء على برنامج الدورة الرابعة من المهرجان، التى من المقرر لها - على حد قوله- أن تقام استثنائيا فى ديسمبر المقبل. حيث تم التجهيز لها بشكل كامل سواء من خلال اختيار الأفلام، أو إعداد كتاب عن الفنان المكرم، كتبه السيناريست، والناقد الصحفى الكبير «عاطف بشاى» واختيار القائمين على برنامج الندوات، وغيرها من الأمور التى تعنى أن مجهودا كبيرا بذله فريق المهرجان على مدار الشهور الماضية قد ذهب هباء، ليتحول الأمر بعد ذلك إلى حرب بيانات إعلامية، حيث أصدر الكاتب الصحفى «الأمير أباظة» رئيس مهرجان الإسكندرية بيانا أكد من خلاله عدم علمه بأن الدورة الملغاة من مهرجان شرم الشيخ ستتم إقامتها استثنائيا فى نهاية هذا العام، وأن الفنان «عزت العلايلى» عندما أخبر بتكريمه رحب، ولم يذكر أن مهرجانا آخر وعده بذلك، وفى السطور التالية نحاول التعرف على آخر مستجدات هذا الصراع من أطراف الأزمة نفسها، ونحاول أيضا التعرف على دور لجنة السينما بالمجلس الأعلى للثقافة، واللجنة العليا لتنظيم المهرجانات،والمنوط بهما التدخل فى مثل هذه الأوقات لنزع فتيل الأزمة. فوضى الإدارة البداية مع الكاتب الصحفى «جمال زايدة» الذى أبدى تعجبه من بيان الإسكندرية قائلا: «فى ديسمبر من العام الماضى نشرنا خبرا فى جميع الصحف والمواقع نعلن فيه عن تكريم المهرجان للفنان الكبير «عزت العلايلى» وأرفقنا الخبر بصور لزيارة له تمت من قبل وفد كبير من المهرجان، ومن يومها بدأ العمل على إعداد برنامج ضخم لتكريم ضيف شرف المهرجان، وقد طلب «العلايلى» أن يقوم الكاتب الكبير «عاطف بشاى» بإعداد الكتاب الخاص بالتكريم، وهو ما حدث بالفعل، حيث عكف «بشاى» على مدر 3 أشهر على تأليفه، وسلمه لإدارة المهرجان التى بدورها أرسلته للمطبعة، حتى جاءت كورونا فأوقفت كل شيء، وبالتالى لم يعد مقبولا أن يأتى رئيس مهرجان بحجم الإسكندرية السينمائى ليقول (لم أكن أعلم، لم يبلغنى أحد...) وغيرها من العبارات التى لا يجوز أن تخرج من شخص فى مكانته، فأى شخص مسئول عن حدث ثقافى كبير يتعين عليه أن يتابع كل صغيرة وكبيرة فيما يتعلق بالأحداث الثقافية الأخرى، فهى مسألة ليست رهنا للسهو والنسيان، ومن ليس لديه القدرة على القيام بذلك يعتبر فاقدا للأهلية فى الإدارة، وقد عبرنا عن اعتراضنا، وقدمنا مذكرات رسمية للدكتورة «إيناس عبد الدايم» وزيرة الثقافة، وللجنة السينما بالمجلس الأعلى للثقافة، واللجنة العليا لإدارة المهرجانات، نشكو فيها فوضى الإدارة، ونطالب فيها بميثاق شرف بين المهرجانات حتى لا يعتدى مهرجان على الآخر». وعن تواصله مع الناقد «الأمير أباظة» بشكل مباشر، يقول: «بمجرد أن قرأت خبر اعتزام الإسكندرية السينمائى تكريم «العلايلى» حدثته تليفونيا، وقلت له أن ما حدث لا يليق أخلاقيا، وعرضت عليه مساعدته، وقلت له (لو عندك مشكلة فى تحديد اختيارات المكرمين أرسل لك أفكارا)». وعن التصورات التى من الممكن أن يتبناها المهرجان ولا سيما أن الفنان «عزت العلايلى» قد حسم الجدل، وأعلن أنه اختار قبول تكريم الإسكندرية السينمائى، يقول: «الأفكار عديدة، وإنتاجنا السينمائى ضخم، ولدينا العديد من المبدعين يستحقون التكريم، لكن المسألة أهم من اسم المكرم، فالأحداث الثقافية لا بُد أن تتكامل لا أن تتصارع». وعن رد فعل «العلايلى» بخصوص تفضيله لمهرجان الإسكندرية يقول: «تكريم الإسكندرية ل «العلايلى» تم بناء على مكالمة تليفون، أما نحن فقد رتبنا مقابلة مطولة منذ 9 أشهر، وقد تكرم الفنان، واستضافنا فى منزله، وقبل التكريم، وما أغضبنا حقا هو أن يصلنا خبر قبوله تكريم (الإسكندرية) من الصحف، والمواقع، ولا سيما أننى تربطنى به، وبنجله «محمود» علاقة صداقة طويلة، وكنت أمارس معه الرياضة فى نادى الجزيرة لسنوات، ولو اتصل بى معتذرا عن التكريم حتى دون إبداء أسباب كنت سأقبل الأمر بصدر رحب، فالاعتذار هو الحد الأدنى من التقدير الذى كنت أنتظره من فنان بحجم «العلايلى» وقد تواصلت مع نجله، ووعد بحل الأزمة، لكننى فوجئت بعدها بتصريحاته فى الصحف، ومع ذلك لا ألوم عليه، بقدر لومى على «الأمير أباظة» الذى يتصل بى مرتين أسبوعيا، وآخر اتصال كان بيننا قبل إعلانه خبر التكريم بأيام يطالبنى فيه بالتضامن معه لإرسال خطاب مشترك إلى رئيس الوزراء لتسهيل إجراءات تنظيم المهرجانات، ولطالما قدمت له خدمات، أنا فى حل عن ذكرها، فهل يكون هذا الجزاء؟». الظهور كضحية الفنان «عزت العلايلى» هو محور الصراع القائم بين المهرجانين، وما ذكره «زايدة» كان لا بُد له من رد، ولذلك توجهنا إلى «العلايلى» الذى كان شديد الغضب والانفعال مما يحدث، وقد بدأ حديثه قائلا: «أشعر ب(القرف) الشديد من كل ما يحدث، فقد وجدت نفسى فجأة واقعا فى خلاف لست طرفا فيه، وبدلا أن أسعد بالتكريم، أصبحت حزينا بسبب محاولة إقحامى عنوة فى أمر لا يعنينى، وأتعجب كثيرا أن «جمال زايدة» هو من يعلن عن غضبه، فى حين أنه لم يحدثنى منذ أشهر طويلة، ولم أعلم عن المهرجان أى شيء منذ زيارتهم لى فى العام الماضى، وبالتالى تصورت أن الدورة قد تم إلغاؤها، وقبلت تكريم (الإسكندرية) وبعدها تفاجأت بردة فعله، فأين كان فى الأشهر الماضية؟ وحتى بعد اندلاع الأزمة لم يكلف «جمال زايدة» نفسه ليحدثنى هاتفيا ليبحث معى الأمر، ويقول لك أنه تحدث مع نجلى «محمود» فما علاقة «محمود» بالأمر؟ فأنا لست (كومبارس) فلماذا يعتبرنى «زايدة» خيال ظل؟ فكل ما يحدث الآن يعنى أن مهرجان شرم الشيخ لا يعرف قدرى، وأنهم يرغبون فى إلغاء الدورة ويتحججون بى، وبخصوص الشكاوى التى أرسلها لوزيرة الثقافة، واللجنة العليا للمهرجانات السينمائية، ولجنة السينما بالمجلس الأعلى للثقافة فهو أمر لا يخصنى، حتى وإن تم إلغاء المهرجانين، فأنا لست صغيرا لكى يحدث معى كل هذا، ومنطقى أن أذهب لمن احترمنى، وقدرنى، وأقول لإدارة شرم الشيخ اعرفوا قيمة الناس، ولا تحاولوا أن تظهروا أنفسكم كضحايا». صورة هزلية على الجانب الآخر، أبدى الناقد والسيناريست الكبير «عاطف بشاى» تعجبه مما قاله الفنان «عزت العلايلى» قائلا: «كيف يقول بأن المهرجان لم يتواصل معه، وأنا زرته بنفسى ثلاث مرات فى منزله من أجل إعداد الكتاب، وبمجرد الانتهاء من كتابته، أرسلت له، ولنجله «محمود» نسخة منه لقراءته، وقد أبديا إعجابهما الشديد به، وبالتالى قرر المهرجان إرساله للطباعة، ومن المؤكد أنه تابع أخبار الكورونا، وعلم أن التأجيل خارج إدارة المهرجان، وبالتالى كانت صدمتى كبيرة عندما علمت قبوله تكريم (مهرجان الإسكندرية) الذى يعتزم إصدار كتاب عنه، يعكف على كتابته حاليا الكاتب «سمير الجمل»! ولا مبرر لدى للتعدى الذى قام به مهرجان الإسكندرية، فهذا التضارب هو أمر محزن، ويعكس صورة هزلية للمهرجانات المصرية». الأمير لا يرغب فى التعليق الناقد «الأمير أباظة» هو الطرف الثانى من الصراع، وقد حدثته تليفونيا ليؤكد لى أن كل ما يرغب قوله فى هذه الأزمة تم ذكره فى البيان الذى صدر منذ أيام، مؤكدا أنه لم يكن يعلم أن الدورة الملغاة من مهرجان شرم الشيخ ربما تتم إقامتها في نهاية هذا العام، خصوصا أن الصديق العزيز «جمال زايدة» يتحدث معه بشكل دائم، ولم يذكر له في أى مكالمة أي شيء عن إقامة الدورة هذا العام، وفى بيانه قال أنه طلب من «زايدة» أن يفكر معه فى حل، لكنه فوجئ ببيان منه يتهم مهرجان الإسكندرية بإساءة العلاقات مع مهرجانه وأشياء أخرى لا يرغب في التعليق عليها. شكاوى لم يبت فيها ومن جانبه يقول «محمد العدل» عضو لجنة السينما بالمجلس الأعلى للثقافة، واللجنة العليا لإدارة المهرجانات أنه قد وصل لكلتا اللجنتين شكاوى من قبل (شرم الشيخ السينمائى) متهما (الإسكندرية السينمائى) بالتعدى على برنامج الدورة الرابعة للمهرجان، لكن لم يبت فيها، حيث لم تجتمع اللجنتان حتى الآن، مشيرا أنه من المفترض أن يكون هناك تنسيق بين المهرجانات، وأن من قدم برنامجه أولا هو الأولى بالتكريم، وفى وجهة نظرى أننا نخلق مشكلة من لا مشكلة، فما الذى سيحدث إذا كرمه المهرجانان؟ رغم أن قائمة مبدعينا كبيرة جدا، ومن غير المفترض أن نناقش فى مهرجاناتنا المصرية مثل هذه الصراعات. وعن قول «العلايلى» بانقطاع التواصل مع مهرجان شرم الشيخ، وهو ما جعله يظن إلغاء الدورة، يقول: «أدعم حرية «العلايلى» فى اختيار المهرجان الذى يكرمه، لكن لكى نكون منطقيين فى حديثنا، فالكل يعلم أن كورونا أوقفت كل شيء، وأن الإسكندرية تواصلوا معه بعد أن اتضحت الرؤية، وظهرت بوادر لعودة النشاط الثقافى والفنى». واختتم حديثه بأنه يتمنى ألا تكون أخبار المشاكل، والخلافات داخل المهرجانات المصرية هى التى تتصدر المشهد.